تناولت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت، السياسة الأمريكية حيال المنظمات الدولية، وقالت إن هذه السياسة ستؤدي إلى فقدان الولايات المتحدة مصداقيتها.
واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول، إنه في حال سارت الأمور كما يطالب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، فإن مجلس الأمن الدولي لن يكون به سوى عضو دائم واحد وهو الولايات المتحدة.
وكان «بولتون»، قد صرح في معرض حديثه عن إصلاح الأمم المتحدة بقوله: «لو كُلفت بإعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي، لخفضت عدد الدول دائمة العضوية إلى واحدة فقط، وهي أمريكا، لأن ذلك هو التعبير الحقيقي عن ميزان القوة في العالم».
كما أعرب «بولتون» في وقت سابق عن رغبته في إزالة الطوابق العشر العليا من مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.
ورأت الصحيفة، أنه في ظل هذه التصريحات المثيرة للجدل، فليس من المفاجئ أن يهدد «بولتون» مؤخرا بفرض عقوبات على ممثلي المحكمة الجنائية الدولية في حال شرعوا في التحقيق في احتمال ارتكاب الولايات المتحدة جرائم حرب في أفغانستان، وقالت الصحيفة إن هذا ليس مفاجئا حتى مع توقع أن «بولتون» كان سيكرس خطابه الرسمي الأول كمستشار للأمن القومي لمواضيع أكثر أهمية.
وأضافت الصحيفة، أن واشنطن كانت في الماضي قوة دافعة لبناء العديد من المؤسسات الدولية التي تحاول واشنطن الآن تقويضها، وقالت إن الولايات المتحدة استفادت في عالم القطب الواحد من هيمنتها في هذه المؤسسات لضمان استمرار سيطرتها.
ورأت الصحيفة، أنه في ظل العالم المتعدد الأقطاب الذي يتشكل في الوقت الراهن، فإن استمرار امتلاك النفوذ داخل هذه المؤسسات، يزداد أهمية بالنسبة للولايات المتحدة لكن ثمن الوضع الاستثنائي الذي تدفعه أمريكا في شكل فقدان للمصداقية، سيكون هائلا على الساحة العالمية.