تحالف امريكي اسرائيلي للتصعيد ضد ايران* اوروبا تعارض بقوة و السعودية و الاماراتيدعمون التحالف.* ترامب: لن نسمح لنظام يهتف الموت لامريكا بان يملك السلاح النووي.* یوسي كوهين: لن نسمح لمن يهتف الموت لاسرائيل بإمتلاك سلاح نووي.*بومبيو: ايران تقدم 100 مليون دولار سنويا للمنظمات الارهابية الفلسطينية مثل حماس والجهاد الاسلامي, بينما قدمت فقط 20 ألف
دولار لمنظمة الامم المتحده لدعم اللاجئين الفلسطينيين.* جان بولتون: سوف تواجهون جحيماً اذا أضررتم بمواطنينا وحلفائنا.*عادل الجبير: كيف نتفاوض مع من يريد قتلنا؟
* نتنياهو علاقة اسرائيل بجيرانها العرب افضل من اي وقت مضى.تقرير حاتم الجمسي,
نيويورك
على هامش إنعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي، كثفت الادارة الامريكية و الحكومة الاسرائيلية نشاطهم الديبلوماسي لحشد الدعم للموقف الامريكي الاسرائيلي الرافض تماما للاتفاق النووي الايراني الذي وقع في العام 2015 تحت ادارة الرئيس السابق باراك اوباما ويحظى بدعم وتأييد المجتمع الدولي والامم المتحدة والولايات المتحدة نفسها الى ان قام الرئيس ترامب بسحب بلاده أحادياً من الاتفاق وعدم الاعتراف به في مايو الماضي.كان التنسيق الامريكي الاسرائيلي واضحاً و متكاملاً حتى ان القيادات من البلدين كانوا يستخدمون نفس المصطلحات و المفردات اللغوية في احاديثهم.الرئيس الامريكي دونالد ترامب:تحدث الرئيس الامريكي دونالد ترامب امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الثلاثاء 25 سبتمبر الماضي, فوصف النظام الايراني ب “الديكتاتوريه الفاسدة” ثم قال : “إن ایران تبذر الفوضى و الموت والدمار في الشرق الأوسط، لقد دفع جيران إيران ثمناً باهظا بسبب خطط إيران التوسعية والعدوانية.” ثم قال: نحن نطالب كل الشعوب بعزل إیران ما دامت تستمر فی عدوانها, لن نسمح لنظام يهتف الموت لأمریکا والفناء لاسرائیل بأن يمتلك الوسيلة لضرب أي مدينة على الأرض بسلاح نووی.”
کما أکد الرئيس ترامب على أن العقوبات الاقتصادية على إيران قد أعيد فرضها في اغسطس الماضي وأن هناك عقوبات جدیدة سوف تفرض فی نوفمبر القادم.
إنعقاد المؤتمر السنوى لمنظمة الضغط الموالية لإسرائیل “متحدون ضد ایران نووية” وحضور مكثف لصقور الادارة الأمريكية.
وفي ذات الوقت الذي كان يتحدث فيه الرئيس الامريكي امام الامم المتحدة, اجتمع صقور الادارة الأمريكية و صقور الحكومة الاسرائيلية في فندق غير بعيد من الامم المتحدة في مؤتمر نظمته جماعة الضغط الامريكيه القوية المؤيده لاسرائيل و المعروفه باسم متحدون من اجل ايران بدون نووي حيث عقد مؤتمر المنظمة العاشر و حضره وزير الخارجيه الامريكي مايك بومبيو و مستشار الامن القومي جان بولتون والناشط و منتج الأفلام الفرنسي برنارد ليفي المعروف بدوره في حشد الدعم الدولي للانتفاضة المسلحة ضد القذافي فی لیبیا فی 2011 كما حضر السفير دینیس روس منسق عملية السلام السابق في الشرق الأوسط و مستشار المنظمة ، کما حضر وزير خارجية بولندا السابق راديك سیکورسیکي ومدیر حهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد یوسی کوهین.کما حضر من الجانب الخليجي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و السفراء المعتمدين لدى واشنطن الاماراتي یوسف العتيبة والبحريني الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة و خالد اليماني نائب رئيس الوزراء, وزير الخارجية اليمني وعدد كبير من المهتمین بالشأن الایرانی حيث احتفى بهم رئيس المنظمة السيناتور الأمريكي السابق جوزيف ليبرمان المعروف بتأییده اللامحدود لأسرائیل.
كنت حاضراً للمؤتمر واستمعت لكلمات وزير الخارجية الامريكي و مدير الاستخبارات الاسرائيلية و مستشار الامن القومي الأمريكي فما كانت الا إنعكاس لموقف و كلمة الرئيس الامريكي في ذات اليوم امام الامم المتحدة.
يوسي كوهين, مدير الاستخبارات الاسرائيلية:
حيث تحدث مدير الاستخبارات الاسرائيلي يوسي كوهين قائلا: “ان موقف اسرائيل كان دائما واضح, نحن لسنا ملزمين بالاتفاق مع ايران, انا فقط ملتزم بالقسم الذي اخذته لتأمين المواطنين الاسرائيلين, وبالتالي منع ايران من الحصول على سلاح نووي.” ثم اضاف: “يجب عدم السماح لايران بالحصول على سلاح نووي: ليس الان, ليس في خلال عشر سنوات و ليس ابد اً. لا تتاجروا مع ايران, لا ترسلوا اموال مباشرة الى اكبر دولة داعمة للارهاب في العالم, فهذه الاموال لا تذهب لبناء المستشفيات و المدارس, وانما تذهب لتمويل شراء القنابل والطلقات, هذا المال لا يذهب الى المعلمين و انما يذهب الى الارهابيين و يقتل الابرياء من النساء و الاطفال.”
كما شدد مدير الاستخبارات الإسرائيلة في كلمته على ان الاتفاق النووي الايراني لم يغلق الطريق امام القنبلة النووية، بل مهده ، كما انه لم يتم ربط الاتفاق بتصرفات إیران.
مايك بومبيو , وزير الخارجية الامريكي:
ثم تحدث وزير الخارجية الامريكي, مايك بومبيو فأبدى قلقه و خيبة امله من قيام الاتحاد الاوروبي بايجاد الية بديلة للتعاملات المالية مع ايران حتى تتجنب آثار العقوبات الامريكية و عدد ما ذكره بانه جرائم ايران الارهابية التي لم تتوقف على مدى ما يقرب من اربعة عقود سواء في اوروبا, امريكا الجنوبية, اسيا والشرق الاوسط.
كما اشار وزير الخارجيه الامريكي الى ان ايران – على حد قوله – تدعم المنظمات الفلسطينيه “الارهابية” حماس والجهاد الاسلامي بمبلغ 100 مليون دولار سنويا في حين لم تقدم اكثر من 20 ألف دولار فى الفترة من 2008 الى 2017 لمنظمة اغاثة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة, كما تدعم جماعات ارهابية عدیدة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
جان بولتون, مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي:
ثم تحدث جان بولتون مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي – المعروف بانه محسوب على تيار الصقور والمحافظين المتشددين داخل الولايات المتحدة و انه كان من اكبر الداعمين و المؤيدين لحرب غزو العراق في 2003 و انه مازال يرى انها كانت حرب صحيحة- تحدث قائلا: “ان نظام الملالي في ايران ينظر الينا باعتبارنا الشيطان الاكبر, وانا لدي رسالة واضحة أود ايصالها للنظام الايراني: وهي انكم سوف تواجهون جحيماً اذا أضررتم بمواطنينا و حلفائنا و اذا استمريتم في الكذب و الغش و الخداع.”
كما شدد جان بولتون على ان الضغط سوف يستمر ويشتد على ايران و ان العقوبات الجديدة سوف تشمل قطاع الشحن و الطاقة و القطاع المالي والبتروكيماويات وان الولايات المتحدة لن تتسامح مع اى استثمار يسمح لايران بتطوير قطاعها النفطي و البنية التحتية لقطاع الغاز الطبيعي.
ثم أشار السید / بولتون إلى أن الاتفاق النووى الایرانی قد اغفل انشطة النظام الايراني المزعزعة للأمن و الاستقرار و كذلك أغفل تطوير النظام للصواريخ الباليستية كما قال ان نظام الملالي في ايران ينشر العنف والارهاب في الشرق الأوسط وهو النظام الرئيسي لدعم الارهاب في العالم وأنه منذ توقیع الاتفاق النووي في 2015 ارتفعت ميزانية الانفاق العسكرى الایرانی بنسبة 40٪ وأن نظام آیات الله قد أرسل 16 مليار دولار الى مناطق النزاع في العراق وسوريا والیمن وغزة على حد زعمه.
عادل الجبير وزير الخارجية السعودي:
اما عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الذي كان حاضرا للمؤتمر فقد دعا صراحة الى تغيير النظام الايراني قائلا ان هذا النظام لن يتغير من تلقاء نفسه إلا إذا كانت هناك ضغوط داخلية شدیدة وانه لابد من ممارسة الضغوط حتى يتغير النظام, كما قلل السيد الجبير من فرص التفاوض أو التواصل مع جيرانهم الايرانيين قائلا : “كيف لنا ان نتفاوض مع من يريدون قتلنا.” , الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تتعرض بین الحين والآخر لهجمات بالصواريخ الباليسية يطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن على الحدود الجنوبية للمملكة, حيث تتهم السعودية ایران يتزوید الحوثيين بتلك الصواريخ.
بنيامين نتنياهو , رئيس وزراء اسرائيل:
و لم يكن خطاب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بمختلف كثيرا عما قاله الرئيس ترامب بشأن إيران أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصقور الادارة الامريكية امام مؤتمر متحدون من اجل ايران بدون سلاح نووی قبلها بيومين, حيث خص ایران بمعظم حديثه في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس 27 سبتمبر حيث قال: “لقد عارضنا الاتفاق النووي الايراني لانه يمهد طريق ايران لإمتلاك ترسانة أسلحة نووية و لان الاتفاق بنى علي كذبة اساسية, و هي ان ايران لا تسمى لامتلاك سلاح نووي.” ثم ردد ذات العبارة التي ذكرها الرئيس ترامب في كلمته و ذكرها مدير الموساد حيث قال: “لدى رسالة الى طغاة طهران: اسرائيل لن تسمح لنظام ينادي بتدميرنا بأن يمتلك سلاحا نوويا ليس الان و ليس في خلال عشر سنوات و ليس ابداً”
و لم ينكر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان التهديدات الايرانية قد ساهمت في تحسين العلاقات الاسرائيلية الخليجية الى حد كبير حين قال: “لدي اعتراف مهم اود قوله: سوف اعترف امامكم: اذا كان للاتفاق الايراني اي فائدة, فان الفائدة الوحيدة التي خرجت منه هي تحسين العلاقات بين اسرائيل و جيرانها العرب. اصبحت اسرائيل و جيرانها العرب اقرب من اي وقت مضى, لقد اصبحت العلاقة ودية وحميمية اكثر من اي وقت رايته فی حیاتی.”
و لم تنقطع المؤتمرات الامريكية و الاسرائيلية طوال اسبوع انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل الدعم والحشد لمقاطعة ايران ودعم الموقف الامريكي والاسرائيلي الذي لا يعترف بالاتفاق النووي الايراني, حيث عقد اجتماع اخر يوم الجمعة 28 سبتمبر داخل المركز الاعلامی بمقر البعثة الامريكية الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك, حضره مساعدي و مستشاري وزير الخارجية الأمريكي المختصين بالشأن الایرانی.
كنت حاضرا لهذا القاء ايضا حيث تحدثت السيدة هيذر ناورت وكيل وزارة الخارجية للشؤون العامة و المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فاكدت ان الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ لوجود 800 سجين للرأي والحرية الدينية فی ایران و طالبت النظام الایرانی بالافراج عنهم.
كما تحدث في ذات اللقاء السفير مايكل كوزاك مدير مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان في الخارجية الامريكية و براين كوك المستشار الرفيع لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون ايران والممثل الخاص المسؤول عن السياسة التخطيطة الخاصة بالشأن الایرانی, فلم یکن فى كلامهما اى جدید, حيث أكدا على عدم الاعتراف بالاتفاق النووى الایرانی القائم وعلى ضرورة التصعيد ضد ایران وعزلها حتى يتم التوصل الى اتفاق جدید.
براين هوك, المستشار و الممثل الخاص بايران:
براين كوك المستشار و الممثل الخاص بايران قال: “نحن نسعى الى ا تفاق شامل مع ايران لمعالجة كاملة لسلوك ايران الهدام, اتفاق ليس فقط محدود بالبرنامج النووي و لكن يغطي ما نعتقد انه تهديدات. نطالب النظام الايراني بان يتوقف عن دعم الحركات الارهابية لزعزعة امن الشعوب الاخرى بالوكالة.”
ثم قال إن الايرانيين لا يأتون الى طاولة المفاوضات بدون ضغط و لو كان بامكاننا إقناعهم بالتصرف الافضل من خلال المفاوضات لكان ذلك قد حدث منذ وقت طويل.
كما شدد السيد / هوك علي ضرورة عدم الاستثمار في ايران و مقاطعتها اقتصاديا و ان الشركات التي تستثمر في ايران تقوم بدعم الحرس الثوري الايراني و تضع سمعتها في خطر , كما أن ايران لا تلتزم بالقوانين البنكية الدولية – على حد قوله – فكان كلام السيد/ هوك مطابقا لما ذكره وزير الخارجية الامريكي و مدير الموساد الاسرائيلي قبلها بثلاثة ايام في مؤتمر متحدون ضد ايران بدون سلاح نووي.
العقوبات ليست وسيلة فاعلة:
بعد متابعتى وحضوري لهذه المؤتمرات إِسترعي انتباهي شيئين اثنين, الاول: ان العقوبات على ايران لم تكن فعالة و رادعة من قبل, فقد استطاعت إيران التعايش مع هذه العقوبات دون أن يؤدي ذلك الى تغیرات جوهرية فی سیاسات ایران سواء داخلیا أو أقليمياً اودولیا ، ايران كانت ومازالت تدعم حزب الله وحماس الذين تعتبرهما الولايات المتحدة منظمات ارهابية. الولايات المتحده فرضت عقوبات اقتصادية و عسكرية و قامت بتجمید رؤوس الاموال الايرانية في البنوك الامريكية منذ قيام الثورة الخومينية في العام 1979 ثم قامت الامم المتحدة بفرض عقوبات دولية على ايران في العام 2006 بسبب رفض ايران وقف برنامج تخصيب اليورانيوم ورغم ان العقوبات الاقتصادية والمالية الأمريكية والدولية قد أضعفت الاقتصاد الایرانی إلا أنها لم تؤدي الى اى تغير في السياسة الإيرانية, فقد تعلم النظام الايراني كيف يتعايش مع العقوبات و ان يستمر على نفس النهج السياسي الذي يراه و في نهايه المطاف استطاعت ايران ان تفاوض على إتفاق نووي يعتبر بکل المقايس مكسبا سياسيا واقتصاديا لایران ، فالاتفاق لم يفرض اي قيود على برنامج الصواريخ البالستية الايرانية كما انه لم يمنع ايران من تخصيب اليورانيوم نهائيا، حيث يسمح الاتفاق لإيران بتخصیب کمیات قليلة من اليورانيوم لاغراض سلميه وعلمية. اذن العقوبات ليست وسيلة فاعلة للضغط على ایران.
حلفاء امريكا بالخليج يرتبطون بعلاقات جيده مع ایران:
النقطة الثانية هى: ان الولايات المتحدة تطالب دول العالم و الشركات بعدم الاستثمار في ايران و فرض عقوبات عليها في حين ان أقرب حلفاء امريكا الاستراتيجيين في منطقه الخليج و الذين يرتبطون باتفاقيات شراكة اقتصادية وعسکریة استراتيجية مع الولايات المتحدة – مثل قطر – يتمتعون بعلاقات تجارية و عسكرية مع ایران حيث زار اللواء بحري الایرانی علی رضا تانغسیري الدولة الدوحة فى مارس الماضي لیؤکد على دعم ایران لقطر ، الا يشكل ذلك أى قلق للولايات المتحدة؟
https://ytcropper.com/cropped/
Ke5baec928e6cdd سالت المستشار و الممثل الخاص بالسياسة الايرانيه في الخارجية الامريكية براين هوك عن جدوى فرض عقوبات جديدة و ان كان هناك اي وسيلة اخرى للضغط على ايران في حال فشل العقوبات وان كان وجود علاقات اقتصادية وعسکریة جيدة بین ایران و بعض الدول الخليجية الحليفة لأمریکا مثل قطر يشكل مصدر قلق للولايات المتحدة.
اجاب المستشار هوك بإسهاب بان وزارة الدفاع الامريكية تبذل مافي وسعها لاعادة سياسة الردع ضد انتشار الصواريخ و ضد الهجمات الارهابية و ان سياسة الولايات المتحده في سوريا هي التاكيد على خروج كل القوات الايرانية حيث يوجد 2500 جندي من الحرس الثوري الايراني في سوريا كما أن ايران تسيطر على 10 آلاف مقاتل شيعي، ثم اكد ان الولايات المتحدة تبذل كل جهدها لوقف وصول شحنات الاسلحة الإيرانية الى اليمن كما اكد على ضرورة وضع مزيد من الضغط علی ایران وعزلها.
لكن السيد/ هوك لم يخبرني ما هي البدائل لدى الولايات المتحدة في حالة فشل العقوبات فى اجبار ایران لاعاده التفاوض بشأن الاتفاق النووى الحالي كما لم ياتي السيد/ هو ك على ذكر حلفاء امريكا بالخليج الذين يتمتعون بعلاقات تجاريه وعسکریة جيدة مع ايران.
الولايات المتحدة تواجه مأزقا حقیقیاً:
في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة عزل ايران و فرض عقوبات عليها ، بدت الولايات المتحدة نفسها معزولة عن العالم حتى أن أقرب حلفاء الولايات المتحدة في اوروبا قد رفضوا تماماً الانضمام او التضامن مع الموقف الأمریکی والإسرائیلی الذي يطالب بفرض عقوبات على ايران, و لم يتوقف الموقف الاوروبي فقط عند الرفض و عدم التضامن, بل وصل الى تحدي الولايات المتحدة, حيث التقت مديرة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السيدة / فيديريكا موغيريني بوزير الخارجية الایرانی جواد ظريف فى 25 سبتمر الماضی فى الأمم المتحدة في نيويورك على هامش انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث صرحت بأن الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع روسيا والصين سوف يقوم بإنشاء آلية مالية قانونية لمساعدة ايران في التغلب على العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة.
كما أمرت محكمة العدل الدولية في قرارها أمس الأربعاء الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات التي فرضتها على إيران حيث طالب القضاة الولايات المتحدة بإزالة “أي معوقات” لتصدير السلع الإنسانية ، بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية ومعدات السلامة الجوية. محكمة العدل الدولية هي الزراع القانوني للأمم المتحدة و قراراتها ملزمة للدول الأعضاء في الأهم المتحدة لكن المحكمة لا تملك سلطة لتنفيذ قراراتها.
هذا بالاضافه الى ان جميع المنظمات الدوليه المعنية وكذلك وزارة الخارجية الامريكية قد أكدت في كل تقاریرها وبما لا يدع مجالا للشك ان الحكومة الايرانية ملتزمة تماما وحرفيا بالاتفاق النووي الايراني منذ توقيعه في العام 2015 وحتى الان و لم تقم ايران بخرق اي مادة من مواد الاتفاق مما يضعف الموقف الأمريكي الداعي العزل ايران.
وباستثناء دعم بعد الحلفاء الخليجيين لموقف الولايات المتحدة مثل السعودية و الامارات – وان كان يبدوا دعمهم على استحياء – فان الولايات المتحدة واسرائیل يقفون بمعزل عن المجتمع الدولى ودون حلفاء حقیقیین.
إحتمال العمل العسكري ضد ایران ضعيف جداً وغیر وارد:
الشرق الاوسط لم يعد يحتمل حرب جديدة و المجتمع الدولي قد أصابه الضجر من تصرفات الولايات المتحدة الاحادية و لكن الادارة الامريكية الحالية التي يسيطر عليها الصقور يدفعون باتجاه التصعيد والصدام. احتمالات نشوب حرب أو القيام بأي عمل عسکری ضد ایران تبدو ضعيفة جدا الآن – فی تصوری – ولكن إلى أي مدى سیصل التصعيد الأمريكي الاسرائیلی ضد إيران, هذا ما ستکشف عنه الشهور القادمة.
حاتم الجمسي,
نيويورك