كتب- احمد الجمل من مصر

*605 فائزا بنوبل فى مجالات العلوم منهم 18 فقط من النساء

مع إعلان فوز العراقية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام عن جهودها لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب والصراعات المسلحة، لعام 2018، أصبحت عدد السيدات الفائزات بالمنحة هذا العام 3 سيدات.

ومنذ أيام أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، فوز سيدتان بجوائز نوبل فى مجالات الفيزياء والكيمياء، حيث فازت الكندية “دونا ستريكلاند” بجائزة نوبل للفيزياء، لتصبح أول امرأة تحصل عليها منذ 55 عاما، وثالث امرأة تحصل عليها منذ بدء منح الجائزة في مجال الفيزياء، إضافة إلى ماري كوري، الفائزة عام 1903 وماريا جوبيرت ماير، الفائزة عام 1963.

أما الثالثة فهى الأمريكية “فرانسيس أرنولد” وهي خامس امرأة تفوز بجائزة نوبل للكيمياء.

يأتى ذلك بعدما قررت اللجنة المشرفة على الجائزة حجب الجائزة الخاصة بفئة الآداب بعدما نشرت أنباء عن تورط زوج واحدة من عضوات الأكاديمية وهى “كاتارينا فورستنسون” بفضيحة “تحرش جنسي” بـ18 سيدة، وهى الفضيحة التى هزت الأكاديمية وأدت لتنحى عدد من أعضائها.

مثّلت هذه الفضيحة حجر الزاوية في تعالى الأصوات المنتقدة لجائزة نوبل حينها، ووصفها بالعنصرية والتحيز للرجال، من حيث عدد الفائزين الرجال مقارنة بالنساء، فيما توقع آخرون ظهور 3 أو 4 سيدات هذا العام ضمن الفائزين، قبل إعلان النتيجة، حتى لا تتهم الجائزة بالتحيز الذكوري، أو الصمت الضمني والتواطؤ على اتهامات “التحرش الجنسي”.

هذا الخلل في التوازن بين الجنسين كان موضوعا لانتقادات متزايدة، تعرضت لها الهيئة المانحة للجوائز، وبحسب مقال نُشر فى مجلة “نيتشر” العلمية، تحت عنوان “ماذا فعلت نوبل لتشجيع التعددية؟” فإن نسبة 3% فقط من جوائز نوبل للعلوم ذهبت للنساء، كما ذهبت أغلبية الجوائز للعلماء من الدول الغربية.

ويستعرض المقال مزاعم البعض حول أن تمثيل النساء والدول الشرقية لم يكن كبيرا كما هو عليه اليوم لذا ذهبت أكبر الجوائز للرجال والعلماء من الدول الغربية في أوائل عهد الجائزة وحتى وقت قريب نسبيا، لكنه يفند ذلك بالتأكيد على أن دراسات عديدة أظهرت أن هناك تحيزا ممنهجا مازال قائماً في مجال العلوم، وكان هذا واضحا بشكل فج في عام 2017، عندما لم تكن هناك أي امرأة حائزة على الجائزة للسنة الثانية على التوالي.

منذ سنوات عديدة وتحديدا في 1895 وضع ألفريد نوبل القواعد الأساسية التي تحكم شروط الجائزة، بلا أى تمييز بناء على الجنس أو المنطقة الجغرافية، ويتم اختيار الفائزين من قبل هيئات مختلفة حيث تمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم الجوائز في الكيمياء والفيزياء والاقتصاد ، ويمنح مجلس نوبل في معهد كارولينسكا في ستوكهولم جائزة علم وظائف الأعضاء أو الطب، وتشكل لجنة لكل جائزة.

لقد بدأت المنظمات المانحة للجوائز العلمية منذ فترة بتعديل عمليات الترشح لتشجيع التعددية الجنسية والجغرافية بين المرشحين للفوز بالجائزة، في الواقع فإن هذه المؤسسات أعلنت أملها فى فوز مختلف الجنسيات والأجناس بالجائزة، لكن يم يتضح حتى الآن إلى أى مدى وصلت جهودهم في التشجيع وهل أتت ثمارها أم لا.

ويرجع جوران هانسن، الأمين العام للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، قلة عدد النساء والعلماء من دول غير غربية إلى إنه قد يتم ترشيح عدد قليل جداً من النساء للحصول على الجوائز، لكنه رفض، فى الوقت ذاته، الكشف عن أرقام ترشيحات المرأة حاليًا، قائلا إن النظام الداخلي للأكاديمية ينص على بقاء الترشيحات سرية لمدة 50 عامًا.

وللمرة الأولى، ستطلب لجان نوبل بوضوح من الهيئات والأشخاص المرشحين أخذ عامل التعددية في الجندر والمناطق الجغرافية للمرشحين لجوائز عام 2019.

وللمرة الأولى أيضا تم تعديل طريقة الترشيح في الجوائز الخاصة بالفيزياء والكيمياء، حيث يمكن أن تُذكر أسماء خاصة بـ3 اكتشافات مختلفة، كما تم السماح أيضًا للمشاركين بترشيح عدة أسماء لاكتشاف واحد.

ويمكن لهذا الطريقة أن تسهم ولو بشكل ما فى زيادة ترشيح النساء أو إظهار تنوع أكبر، لأن الأبحاث تُظهر أن الناس يتخذون خيارات أكثر تنوعا عند اختيار مرشحين متعددين أكثر من اختيارهم لمجرد اختيار واحد، كما تقول إيريس بونيه، الخبيرة الاقتصادية السلوكية بجامعة هارفارد لمجلة “نيتشر”.

ومنذ حوالي عامين، بدأت اللجان التي تشرف عليها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في زيادة عدد النساء المؤهلات للحصول على ترشيحات.

وبالنسبة لجائزة علم وظائف الأعضاء والطب فقد حدث تطور نوعي حيث شكلت النساء 21٪ من الفائزين في العقد الماضي، لكن مؤسسة نوبل لا تزال قلقة بشأن اختلال التوازن بين الجنسين، كما يقول أمينها العام، توماس بيرلمان، الذى يؤكد أن الجمعية تعمل على زيادة عدد النساء والعلماء الصغار، ولذلك تناقش باستمرار كيفية صياغة خطاب الدعوة بشكل ملائم يشجع على ترشيح النساء والعلماء الأصغر سنا.

يقول كورت رايس، رئيس جامعة أوسلو متروبوليتان ورئيس لجنة النرويج للتوازن والتعددية الجنسانية، إن مؤسسة نوبل يمكن أن تعدل نظامها بحيث تكون القوائم القصيرة لديهم بها أعداد متساوية من الرجال والنساء، أو يمكن للهيئات المانحة، أن تقرر منح جميع الجوائز للمرأة فقط، لمدة عام واحد.

ويؤكد رايس أن تدابير المساواة بين الجنسين يمكن أن تواجه طغيان التحيز أو النسبة المرتفعة للذكور الفائزين، لأن بعض الناس يشعرون بالقلق من أنهم يخاطرون بترشيح نساء أقل خبرة أو علما، وعن هذا يقول: “إن فكرة عدم وجود نساء علماء بدرجة كافية في مجالات الجائزة هو أمر مثير للسخرية”.

ويعود الأمين العام للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، قائلا إن تدابير ضمان التنوع لا تتعلق بتحسين وزيادة أعداد الفائزين، بل بمساعدة العلماء على الفوز من خلال ضمان عدم تجاهل النساء المتميزات فى مجالاتهن، مضيفا “نحن نعترف أننا بطيئون، لكننا ندرك الوضع ونعمل على تغييره”

ويشير إلى أن اقتراحات إدخال نظام المحاصصة أو “الكوتة” لمجموعات الأقليات العرقية والجندرية لن يتوافق مع المعايير التى وضعها ألفريد نوبل نفسه، موضحا أنه لا توجد لدى الأكاديمية خطط لإصدار بيانات حول إعلان التركيبة السكانية للمرشحين أو المناطق الجغرافية التى يرشحون منها.

يشير بحث غير منشور حتى الآن ، أجراه براين أوزي، وهو عالم اجتماع في جامعة نورث ويسترن، إلى أن تحليل العديد من الجوائز العلمية أوضح أنه في بعض المجالات، كانت النساء تفوز بجوائز على قدم المساواة مع نسبة ترشيحهن، إلا أن هذه الجوائز غالبا ما تكون أقل فى القيمة المادية والمعنوية ومرتبطة أكثر بالتدريس، بدلاً من البحث.

ويقول “أوزى” إن ذلك قد يكون ذلك بسبب الصور النمطية عن الفروقات فى الذكاء بين النساء والرجال وتفضيل الرجال، لكن الطريقة الأهم لكسر هذه الصور النمطية هو أن يكون هناك المزيد من النساء الفائزات.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version