نيويورك: امجد مكي
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاربعاء، المجتمع الدولي الى التحالف من اجل السلام الدائم والمستقر في العالم، بدلا من الائتلاف من اجل الحرب في مناطق مختلفة من العالم.
وقال روحاني في كلمة القاها امام الجمعية العامة للامم المتحدةـ ان هناك مخاطر تعم العالم بأسره وهناك لاعبون قليلون يستخدمون اساليب غير مفيدة لاثبات تفوقهم، وان الاستعانة بالطرق العسكرية لاخضاع الاخرين تعتبر عملية فاشلة.
وأضاف روحاني في كلمته ان هناك من يحاول تقسيم العالم الى قسمين وخلق الخوف، وان استمرار عقلية الحرب الباردة والاستقطابات يعتبر عجزا، واستخدام القوة في العالم يؤثر بشكل مفجع ويؤدي الى التوتر.
وشدد الرئيس الايراني على ان الحوار السياسي هو الحل الحضاري للنزاعات الدولية.
وخاطب المسؤولين الاميركيين وقال، انه استمع الى خطاب اوباما وانه اذا امتلكوا الارادة السياسية وتوقفوا عن ممارسة الضغوط على ايران يمكن التوصل الى اطار لحل الخلافات.
وشدد انه لايمكن لاحد منع ايران حقها في حيازة برنامج نووي سلمي وابدى مرة اخرى استعداد طهران للتعاون من اجل كسب الثقة المتبادلة مع الخارج بشكل بنّاء.
واكد ان ايران لاتريد صنع اسلحة الدمار الشامل بما فيها النووية وتتبع القوانين الدولية مشددا على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني.
واعتبر حل قضية النووي الايراني تأتي من خلال انهاء المناورات والجلوس الى طاولة المفاوضات للتوصل الى حل يرضي كافة الاطراف ويقر بحقوق ايران في حيازة برنامج نووي سلمي كما ضمنته المعاهدات الدولية.
واكد ان ايران تسعى لحل جميع المشاكل العالقة عبر الاعتدال وترفض اتباع اساليب الظلم والعنف، ودان الحظر المفروض على ايران مؤكدا أنه ظالم ويخالف الحقوق الانسانية الاساسية.
واشار الى الانتخابات الايرانية الاخيرة واصفا اياها بانها نموذج حي على الاختيار الواعي للامل والحكمة والتدبر والاعتدال واضاف ان الانتخابات الاخيرة كانت تجسيدا للسيادة الشعبية الدينية والانتقال الهادئ للسلطة التنفيذية، والتي اكدت ان ايران هي مرسى الاستقرار والثبات وسط بحر من الاضطرابات الاقليمية.
وفي جانب اخر من خطابه اشار روحاني الى وجود رؤية تقول ان هناك مركزا حضاريا تحيط به اطراف غير متحضرة، واضاف ان هذه الرؤية لمركز القوة والقدرة في العالم، تتبلور على شكل علاقة مبنية على اصدار الاوامر ممن المركز الذي هو الشمال ضد الاطراف وهي الجنوب.
واستطرد الرئيس روحاني ان سياسة الغرب كانت في السابق اسلام فوبيا ومن ثم شيعة فوبيا والان ايران فوبيا واضاف: ان هذه الرؤية تزعم ان هناك مخاطر وهمية، ومن هذه الاخطار الوهمية ايران، وانه بسبب هذا الزعم بوجود االخطر الوهمي كم من المظالم مورست ضد ايران خلال العقود الثلاثة الماضية، ومن بين هذه الجرائم تسليح صدام حسين بالاسلحة الكيمياوية ودعم طالبان.
واكد روحاني انني اعلن صراحة ان الذين يدعون ان ايران هي التهديد في الحقيقة انهم مصدر التهديد الحقيقي للامن والسلم الدوليين وان ايران ليست تهديدا بل وهي تدعو الى السلام العادل في العالم.
كما اشار روحاني الى الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وقال، ان الاراضي الفلسطينية هي تحت الاحتلال وان حقوق الشعب الفلسطيني تنتهك ويمنع من العودة الى دياره ولايمكن وصف مايجري هناك الا بالتفرقة العنصرية.
ودان روحاني الهجمات التي تشنها الطائرات من دون طيار على الابرياء، وندد بالارهاب معتبرا انه آفة عنيفة، وقال: استخدام الطائرات من دون طيار ضد ابرياء باسم مكافحة الارهاب يستوجب ايضا الادانة.
ووصف مايجري في سوريا بانها كارثة انسانية، واضاف ان ايران اكدت منذ بدأ الازمة في سوريا عندما قام بعض اللاعبين الاقليميين والدوليين بإرسال الاسلحة والمجموعات المتطرفة الى هناك، اكدت على ان الازمة السورية لا حل عسكريا لها وان الهدف المشترك للمجتمع الدولي هو وضع حد وبسرعة للقتل الذي يتعرض له الشعب السوري .
واكد روحاني ان ايران تندد باستخدام السلاح الكيمياوي وانها ترحب بانضمام سوريا الي معاهدة حظر انتشار السلاح الكيمياوي، وان ايران ترى في حصول المجموعات المتطرفة على السلاح الكيماوي بانها اكبر خطر يهدد المنطقة.
ودعا الى العمل على اجتثاث المجموعات الارهابية بالتوازي مع نزع السلاح الكيميائي، لافتا الى انه على الأسرة الدولية العمل لوقف نزيف الدماء في سوريا، معربا عن ترحيب طهران بانضمام سوريا لاتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل.
واعتبر ان المأساة الإنسانية في سوريا تجسد مثالا مؤلما لتاثير التطرف والارهاب، مؤكدا أن الحروب بالوكالة لا توصل الاطراف المعنية الى مخرج.
واكد رغبة ايران في التعاون والعمل من اجل ارساء السلام في سوريا والبحرين مشددا ان العنف لا يقدم اي حلول للازمات.
ودعا المجتمع الدولي الى التحالف من اجل السلام الدائم والمستقر في العالم، بدلا من الائتلاف من اجل الحرب في مناطق مختلفة من العالم.
واضاف: ان عالمنا اليوم هو عالم مملوء بالخوف والرجاء، الخوف من الحرب والعلاقات العدائية والتصادم المذهبي والقومي المميت، الخوف من استفحال العنف والتطرف، الخوف من الفقر والتفرقة، الخوف من الضياع والاضمحلال الخوف من تجاهل الاخلاق، ولكن في مقابل كل هذا الخوف هناك الامل في ان شوق الشعوب والنخب في العالم من اجل القول نعم للسلام لا للحرب، والامل بترجيح الحوار على الجدال والافراط.