قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس الثلاثاء، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إدارته تعمل مع دول الخليج والأردن ومصر لإقامة تحالف استراتيجي إقليمي.
وأضاف: “نهجنا الجديد في الشرق الأوسط بدأ يُحدث تغييرا تاريخيا”، مؤكداً أن أميركا تدعم “الحرية والاستقلال وترفض الطغيان بكل أنواعه”.
دد ترمب على أن “قادة إيران يمولون الإرهاب في الشرق الأوسط”، مضيفا أن “قادة إيران سرقوا مليارات الدولارات من أموال الشعب لتمويل الإرهاب”. وشدد ترمب على أن قادة إيران “يزرعون الفوضى والموت والدمار”.
كما اعتبر أن “صفقة البرنامج النووي الإيراني كانت مكسبا لقادة إيران”، مندداً “بالدكتاتورية الفاسدة في إيران”. وتابع: “لن نسمح لمن يدعم الإرهاب أن يمتلك سلاحا نوويا”، موجهاً دعوة أمام الأمم المتحدة لعزل النظام الإيراني.
وأضاف: “لا يمكننا أن نسمح للراعي الرئيسي للإرهاب في العالم أن يمتلك أخطر أسلحة كوكبنا. لا يمكننا السماح لنظام يردد الموت لأميركا ويهدد إسرائيل بالإبادة بامتلاك الوسائل اللازمة لإيصال رأس حربي نووي إلى أي مدينة على وجه الأرض. لا نستطيع أن نفعل ذلك، ونطلب من جميع الدول عزل النظام الإيراني طالما استمر عدوانه، ونطلب من جميع الدول دعم الشعب الإيراني وهو يناضل من أجل استعادة مصيره الديني والأخلاق”.
وطلب ترمب من دول العالم الانضمام إلى الولايات المتحدة في عزل #إيرانبسبب سلوكها العدواني، قائلاً إنها لا تحترم جيرانها أو حدودها.
وكشف ترمب أن واشنطن أطلقت حملة ضغط اقتصادي لحرمان إيران من تمويل سلوكها في المنطقة، مضيفاً: “سنفرض المزيد من العقوبات بعد استئناف العقوبات النفطية على إيران في الخامس من نوفمبر”.
وفي الشأن السوري، أكد ترمب أن “أي حل في سوريا يجب أن يتضمن خطة للتعامل مع إيران”، معتبراً أن “على نظام بشار الأسد التخلي على كامل أسلحته الكيمياوية”. وحذّر ترمب النظام السوري من أن الولايات المتحدة سترد إذا استخدم النظام أسلحة كيمياوية، مندداً بـ”الفوضى” التي يتسبب بها.
ودعا إلى دفع جهود السلام الدولية قدما في سوريا، قائلاً: “يجب أن تكون أهدافنا المشتركة خفض التصعيد في النزاع العسكري، إضافة إلى السعي من أجل حل سياسي يحترم إرادة الشعب السوري”. وأضاف: “نحن ندعو إلى إعادة إحياء عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة”.
كما ذكر أن “السعودية والإمارات وقطر تعهدت بدعم الشعبين السوري و اليمني”.
من جهة أخرى، ذكر ترمب أن الولايات المتحدة تريد تحديد مساهمتها بنسبة 25% من ميزانية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وستوجه مساعداتها إلى “الدول الصديقة”.
كما أعلن عن مراجعة المساعدات الأميركية للدول الأجنبية بإشراف وزير الخارجية مايك بومبيو قائلاً إن “الولايات المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات في العالم. مستقبلا لن نمنح المساعدات الخارجية سوى لمن يحترموننا، وبصراحة لأصدقائنا”.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد ترمب التزام الولايات المتحدة “بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
كما استعرض ترمب مبادرته “الجريئة” للسلام مع كوريا الشمالية. وحذر في الوقت نفسه من أن العقوبات الدولية ضد بيونغ يانغ تبقى “قائمة إلى حين نزع الأسلحة النووية”.
ووجّه ترمب انتقادات حادة إلى المحكمة الجنائية الدولية قائلاً إنها “لا تحظى بأي شرعية أو سلطة”. وقال مخاطبا الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “الولايات المتحدة لن تقدم أي دعم أو اعتراف للمحكمة الجنائية الدولية” التي وصفها بأنها “تدعي الولاية القضائية شبه عالميا على مواطني جميع الدول في انتهاك لمبادئ العدالة والإنصاف”.
وأضاف: “لن نتخلى أبدا عن السيادة الأميركية لبيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير مسؤولة”، رافضاً “ايديولوجية العولمة”.
وفي سياق آخر، قال ترمب إن الاقتصاد الأميركي “يزدهر كما لم يحدث من قبل”، وإن إدارته حققت في أقل من عامين إنجازات أكثر من أي إدارة في تاريخ البلاد. وأضاف أن الولايات المتحدة أصبحت “أقوى وأكثر أمنا وثراء” مما كان عليه عندما تولى منصبه في يناير/كانون الثاني 2017. كما أكد ترمب أن قدرات أميركا العسكرية “ستصبح قريبا أعظم مما هي عليه”.
كما طالب الرئيس الأميركي بمبادلات تجارية “عادلة ومتوازنة”، مبررا قراراته الاقتصادية الأخيرة بشأن الصين خصوصا. وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الخلل في الميزان التجاري مع بكين “لا يمكن تحمله”.
وفي موضوع النفط، حض ترمب، الثلاثاء، الدول الأعضاء في منظمة أوبك على وقف ارتفاع أسعار النفط، والإنفاق على الدفاع عن أنفسهم. كما حذر ترمب ألمانيا من “الاعتماد الكامل” على روسيا إذا “لم تغير على الفور مسار” مشروع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” مع روسيا.
واعتبر أنه “يجب على العالم الغربي الحفاظ على استقلاله ضد تجاوزات القوى الخارجية التوسعية”.
وقبل خطابه في الأمم المتحدة، كان ترمب قد أكد أنه ما من خيار أمام الإيرانيين سوى التغيير قبل إمكانية عقد أي لقاء معه، قائلاً: “لن ألتقي بهم قبل أن يغيروا نهجهم. هذا سيحدث. أعتقد أنه ليس أمامهم خيار. نتطلع قدما لإقامة علاقة جيدة مع إيران، لكن هذا لن يحدث الآن”.