الأحــد 24 يـونيـو 2012 06:57 ص
النجاح لا يأتي صدفة .. حتى وان كان فهو يأتي لمن يستحق ولقد آمن بذلك .. كل الذين تميزوا ولم يتحيزوا.. وقصة نجاح الدكتور/ مايكل مورجان هي نموذج حي لهذا المفهوم، حيث أنه بدأ حياته بسقف عالي من الطموح وكان لديه ولازال رؤية وأمل واستطاع بالجهد والمثابرة أن يحقق ما يريد، وصار متميزا في مجال عمله ودائرة علاقاته الاجتماعية لانه لم يركن الى الراحة ولم يقبل أن يضيع وقته في الزحام.
والرضا هو القاسم المشترك والاعظم لمعظم الذين نجحوا وتفوقوا فالبدايات دائما تكون صعبه والنجاح يحتاج لمثابرة وصبر وقوة إرادة واخلاص في العمل ولقد تجمعت كل هذه المواصفات من الاسلحة في يد الدكتور/ مايكل مورجان واستطاع أن ينطلق من الصفر بل .. من تحت الصفر .. إلى قمة النجاح والتألق وحافظ بجدارة على هذه القمة.. إنها رسالة نجاح نهديها لأبناء الجالية العربية بالولايات المتحدة الأمريكية، فهي قصة ممتزجة بصبر المصريين وخفة روحهم وذكائهم.
وتسعد جريدة ربيع العرب أن تحاور الدكتور المتميز/ مايكل مورجان وتطرح عليه بعض الأسئلة
س 1: متى قررت الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية؟ قررت أن اسافر الى الولايات المتحدة الأمريكية في أجازة الصيف وكنت في سنة أولى جامعة القاهرة قسم العلاج الطبيعي وحاولت السفر ولم استطع ثم حاولت مرة أخرى وأنا في امتياز في الكلية وسافرت بالفعل وانا في نصف مرحلة الإمتياز وكان معي تصريح بالانتهاء من مرحلة الأمتياز في أي جامعة خارج مصر والتحقت بجامعة نيوجرسي حتى انتهيت من مرحلة الإمتياز ثم قررت الاستمرار في إقامتي بالولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك في مارس عام 2000 ومنذ ذلك الوقت وأنا مستقر بالولايات المتحدة الأمريكية حيث انتهيت من فترة الإمتياز وحصلت على حق العمل كطبيب متخصص في العلاج الطبيعي وبعد ذلك التحقت بجامعة نيويورك حتى حصلت على الدكتوراه في العلاج الطبيعي سنة 2005 ثم أفتتحت العيادة الخاصة بي فلدي عدة عيادات في مناطق مختلفة بنيويورك ونيوجرسي وبيزنس آخر خاص بتعيين أطباء العلاج الطبيعي في مستشفيات وعيادات العلاج الطبيعي.
س 2: ما هي الصعوبات التي صادفت الدكتور/ مورجان في بداية حياته عند قدومه للولايات المتحدة الأمريكية؟ في بداية حياتي بالولايات المتحدة الأمريكية صادفت العديد من الصعوبات حيث عملت في مطعم وكنت اتقاضى مبلغ زهيد جدا عبارة عن ٤ دولارات في الساعة. ولكن أنا دائما كان أمامي هدف واحد هو الإنتهاء من شهادة الدكتوراة في مجال العلاج الطبيعي…
بالإضافة إلى أنني كان لدي 3 شهور فقط لدخول اختبار الحصول على رخصة ممارسة العلاج الطبيعي وكان لابد أن أنجح في هذا الإختبار حتى أتمكن من تحويل الإقامة المؤقتة إلى إقامة دائمة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وألتحقت بالعمل في عيادة علاج طبيعي حيث كان لابد أن أعمل 65 ساعة أسبوعيا لكي أحصل على رخصة ممارسة المهنة وأستكمل اوراقي فكنت أعمل 65 ساعة اسبوعيا وفي نفس الوقت كنت أجتهد في الدراسة حتى أتمكن من النجاح بعد فترة 3 شهور فقط كما ذكرت فكانت الفرصة الوحيدة للمراجعة النهائية قبل الامتحان في القطار اثناء ذهابي للعمل والعودة الى العيادة، والحمد لله نجحت في الأمتحان من أول مرة وكان من الصعب حدوث ذلك في هذا الوقت القصير، وبعد ذلك بدأت مزاولة عملي كدكتور علاج طبيعي وافتتحت العياة الخاصة بي وربنا وفقني بعد ذلك في افتتاح المزيد من العيادات.
س 3 ما هي نصيحتك للشباب في بداية حياتهم خاصة من يريد منهم الهجرة الى الولايات المتحدة؟ أول شئ أنصح به الشباب أنه لابد وأن يكون مرتب في أفكاره .. ولابد أن تكون لديه خطة أمامه للوصول لهدفه بعد ذلك … وايضا على الشباب أن يكون أمامه تحقيق هدف صغير في البداية ثم الاتجاه الى الاهداف الكبيرة كخطوة تالية بعد ذلك فالحياة لابد وأن تبدأ بخطوات صغيرة وأهداف صغيرة للوصول للهدف الكبير .. ونصيحة أخرى للشباب هو أنني لابد وأن أكون أمين مع الناس ومع نفسي ومع وقتي لأكسب احترام نفسي واحترام الآخرين وأنصح الشباب أيضا بعدم الإحباط في حالة الفشل في أي شئ في حياتهم العملية ولابد وأن يعيدوا المحاولة اكثر من مرة حتى يتحقق الهدف.
س 4: كيف تفسر نجاح الأنسان العربي وتميزة في مجاله خارج وطنه عند قيامه بالهجرة؟ المشكلة من شقين، أولا المجتمع .. وثانيا الشخص ذاته، فالمجتمع العربي للأسف لا يعطي العديد من الفرص للشباب لإ ظهار إبداعه وتفوقه في مجاله .. ولذلك فالعديد من الشباب ينجحوا ويتفوقوا في البلاد الأوروبية وأمريكا عند الهجرة إليها !
وأريد أن اضيف شئ هام أيضا أنه يوجد العديد من المتفوقين والناجحين في مجال تخصصهم وأعمالهم في وطنهم الأم فأنا مؤمن بأن الأنسان هو الذي يصنع فرصته ويستطيع الإنسان أن يغير من المحيط الخاص به إذا أراد حتي ولو كانت هذه الظروف صعبة وتعوقه في بعض الأحيان.
س 5: لماذا اتجهت لمجال العلاج الطبيعي وليس أي مجال آخر؟ إتجاهي لمجال العلاج الطبيعي، في الحقيقة هذا موضوع شخصي إلى حد ما ولكن سأبوح به فأنا والدي كان مريض وكنت في ذلك الوقت في الثانوية العامة واستمر مريض ملازم الفراش لمدة 3 سنوات حيث كان يعاني من كسر في عظمة الفخذ وكان يخصص له جلسات علاج طبيعي والحقيقة أن هذه الجلسات كانت تتم بطريقة سيئة جدا .. وأثر بالسلب على حالته الصحية العامه وللأسف توفى بسبب الاهمال في جلسات العلاج الطبيعي !! لذلك قررت أن أدخل مجال العلاج الطبيعي واعمل به بشكل يساعد الناس وعندما اتعامل مع اي مريض اتخيل أنه والدي وأريد مساعدته..
س 6: ما هي نصيحتك لمرضى العلاج الطبيعي خاصة الموظفين الذين يجلسون لمدد طويلة أمام شاشات الكمبيوتر ويعانون من أعراض مختلفه من آلام الظهر والركبة ؟ هناك مشاكل كثيرة تصيب الناس وتسبب لهم هذة المشاكل والأعراض منها الجلوس فترات طويلة على المكاتب وأمام أجهزة الكمبيوتر، لابد كل فترة أن نقوم ونتحرك في محيط المكتب ثم نجلس مرة أخرى لإستكمال عملنا .. وأيضا الحرص على عمل تمارين رياضية بقدر المستطاع خلال الأسبوع، وهذا يساعد كثيرا على عدم وجود آلام في الظهر أو في الركبة أو في الرقبة.
وهناك أيضا معوقات أخرى في عالمنا العربي .. للأسف طريقة الأكل الذي يحتوي على الكثير من السكريات والدهنيات والذي يؤثر بدوره على الوزن بصفة عامة ويسبب الأمراض بعد ذلك فلابد من التقليل من كميات الغذاء الذي نتناولها حتى لا تتحول هذة الوجبات الدسمة إلى دهون يصعب ازالتها خاصة مع عدم الحركة.
وهناك أيضا طريقة النوم فلابد من الإهتمام بأن تكون المرتبه الخاصة بالنوم Hard وليس العكس، فهذا يؤثر كثيرا على تقوس الظهر .. وبالتالي يسبب آلام الظهر.
وأيضا طريقة الجلوس في المكاتب من المهم أن تكون مثالية حتي لاتؤثر علي الظهر أو الرقبة نتيجة النظر كثيرا إلى جهاز الكمبيوتر بميل معين، كل هذة أسباب تؤدي إلى آلام الظهر والرقبة ويمكن تفاديها باتباع الأرشادات الخاصة بها.
وأيضا جهاز الكمبيوتر لابد أن يكون في مستوى العين.. وليس تحت مستوى العين أو أعلى .. فالكمبيوتر إذا كان أسفل مستوى العين فانه يسبب آلام الرقبة .. وإذا كان أعلى مستوى العين فهو يسبب آلام في الظهر، وعند قيادة السيارة لابد وأن يكون الجسم في وضع 90 درجة في الجلوس و90 درجة في وضع الركبة ايضا، بالاضافة الى الجزء الخاص بالحوض. كل هذة الأشياء تقلل كثيرا من حدوث آلام الظهر والركبة وأيضا الرقبة.
س 7: ما هو رأيك في الأحداث الجارية في مصر الآن وهل أنت مع الدولة الدينية أم المدنية؟ أنا أكيد مع الدولة المدنية لأن السياسة تتغير.. ولكن الدين لا يتغير.. فإذا طبقنا الدولة الدينية فسوف نهمش الطوائف الدينية الأخرى وهذا بالتأكيد ضد حقوق الإنسان عامة..!! وللأسف نقوم بأشياء باسم الدين والدين برئ منها تماما.. وأيضا نحن نضع انفسنا في محك لا نستطيع أحيانا كثيرة أن نخرج منه فإذا سألت أي شخص فيقول لك (الدين قال كده!!) لا تستطيع أن تعارضه في ذلك، ولو قلت “لأ” فأنت تقول لا للدين !! فلا سياسة تدخل في الدين ولا دين في السياسة. س 8: وأخيرا طرحت على الدكتور/ مايكل مورجان سؤال عن النصيحة التي يوجهها للطرف المتعصب من المسلمين والمسيحيين؟ لعلهم يلقوا نظرة علينا في نيويورك كيف نتعامل مع بعضنا البعض كمصريين فلا فرق بين مسلم ومسيحي أو بين ديانة وديانة أخرى، نحن هنا نتعامل على أننا أخوة مصريين وليس شئ آخر ولا نقحم الدين بيننا لأننا في الأول وفي الآخر كلنا مصريين، وأنا عندي 20% من العاملين في شركتي من المسلمين ولي أصدقاء كثيرين من المسلمين أكن لهم كل تقدير والاحترام وأقول أخيرا ما هو هدف المتعصبين ، أن يكون هدفه دين واحد مهيمن علي البلد ؟! أعتقد أن هذا ليس بعدل. وفي النهاية تنتهز جريدة ربيع العرب هذه الفرصة لتشكر الدكتور/ مايكل مورجان على اجراء هذا الحوار والذي يعد تجربة عملية وحقيقية لقصة من قصص التحدي والنجاح والذي هو سمة من سمات أبناء الجالية المصرية، وهو تحفيز وتشجيع للمهاجرين إلى أرض الأحلام، تتيح لمن لديه النية أن يقدم نموذج مشرف له ولأسرته ولمجتمعه ووطنه وهناك ا والتي جعلت المجتمع العربي الأمريكي يشير إليهم دائما ويذكيهم. وهناك العديد من النماذج المشرفة والتي منها الدكتور / مايكل مورجان يفخر بها المجتمع الأمريكي.
شكرا جزيلا للدكتور / مايكل مورجان متمنين له كل التوفيق والنجاح