بينما يتزايد الضغط على السعودية من أجل تقديم تفسير لاختفاء الصحفي السعودي البارز، جمال خاشقجي، قررت شخصيات كبيرة في مجال الأعمال عدم حضور مؤتمر استثمار كبير من المقرر عقده في الرياض أواخر هذا الشهر.
وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لمصرف جي بي مورغان، وبيل فورد، رئيس شركة فورد لصناعة السيارات، إنهما لن يحضرا المؤتمر بسبب الشكوك التي تحوم حول الحكومة السعودية.
وتدرس بريطانيا والولايات المتحدة أيضا فكرة مقاطعة المؤتمر، بحسب ما علمته بي بي سي.
ويعقد المؤتمر – الذي أطلق عليه اسم “دافوس في الصحراء” – في الفترة ما بين 23 و25 أكتوبر/تشرين الأول.
وقد ارتفعت عقود النفط الآجلة الاثنين خشية نقص الإمدادات، بينما انخفضت الأحد البورصة بشدة في السعودية.
وطالبت بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا بإجراء تحقيق ذي مصداقية في اختفاء خاشقجي.
وهدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض بلاده “عقوبات قاسية” على السعودية إذا تبين أنها مسؤولة عن قتله.
السعودية تتوعد بالرد على أي عقوبة
ولكن الرياض رفضت الأحد “التهديدات” السياسية والاقتصادية بشأن اختفاء خاشقجي، قائلة إنها سترد على أي إجراء عقابي “بإجراء أكبر منه”.
وجاء في وكالة الأنباء الرسمية السعودية الأحد أن المملكة تعرب عن “رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة”.
كما نقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله إن السعودية تؤكد أنها إذا “تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي”.
لكن الرياض أعربت عن تقديرها لكافة الأطراف، ومن بينها الولايات المتحدة، لعدم التسرع في التوصل إلى “استنتجات” بشأن التحقيق الجاري، بحسب ما نشرته السفارة السعودية في واشنطن عبر حسابها على تويتر.
السعودية تنفي قتل خاشقجي في القنصلية وتقول إنه غادرها
وقد تحدث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز هاتفيا الأحد مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وأكد على علاقات بلاده الوطيدة مع أنقرة.
تكهنات بشأن ما حدث في القنصلية؟
وكان خاشقجي قد اختفى عقب زيارته في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي للقنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية، لكن السعوديين ينفون الاتهامات التي تقول إنه قتل داخل القنصلية.
وتفيد تقارير بوقوع اعتداء عليه وبأنه قاوم الاعتداء.
وأكد مسؤول أمني تركي لبي بي سي عربي وجود تسجيلات بالصوت والصورة، ولكن لم يتضح إذا كان قد اطلع على التسجيلات طرف آخر غير تركيا.
ونسبت صحيفة واشنطن بوست إلى أحد المصادر قوله إنه يسمع في أحد التسجيلات تعرض خاشقجي للضرب وتظهر بعض التسجيلات “تقطيع جسده”.
وقال مصدر آخر لصحيفة واشنطن بوست التي يكتب خاشقجي عمودا على صفحاتها “يمكن سماع صوت خاشقجي وأصوات رجال آخرين يتحدثون العربية. يمكن سماع التحقيق معه وتعذيبه ومن ثم قتله”.
وبث التلفزيون التركي لقطات تصور دخول خاشقجي للقنصلية لإتمام معاملات زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
ونشر ايضا فيديو يظهر رجالا وصفوا بأنهم من الأمن السعودي يدخلون تركيا ويغادرونها.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن “الفريق المكون من 15 شخصا ضالع في عملية اختفاء خاشقجي”.
وعلمت بي بي سي أن أحد أعضاء الفريق هو ماهر المترب وهو عقيد في جهاز المخابرات السعودي عمل في سفارة بلاده في لندن، بيما يعتقد أن عضوا آخر في الفريق هو اختصاصي أبحاث جنائية.