بكين تسعى لمعرفة طريقة تفكير الرئيس الأمريكي وتحديد المقربين منه للتأثير على سياسة واشنطن
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، إن رجال مخابرات صينيين كثيراً ما يتنصتون على هاتف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحمول غير المؤمن حين يتحدث إلى أصدقائه القدامى.
وأضافت الصحيفة أن بكين تستخدم ما تطلع عليه في هذه المكالمات للتأثير على السياسة الأمريكية، مشيرة إلى أن ترامب تلقى تحذيرات من مساعديه مراراً من أن مكالماته عبر الهاتف المحمول غير مؤمنة وبأن رجال مخابرات روسا يتنصتون على محادثاته باستمرار، لكنهم يقولون إن الرئيس ما زال يرفض التخلي عن هواتفه المحمولة، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.
وذكر المسؤولون أن أجهزة المخابرات الأمريكية علمت من شخصيات في حكومات أجنبية، ومن خلال اعتراض اتصالات من مسؤولين أجانب أن الصين وروسيا تتنصتان على مكالمات الرئيس.
ومن جانبه، لم يرد البيت الأبيض بعد على طلبات للتعليق على التقرير، كما لم يصدر أي تعليق من السلطات الصينية.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤولين قولهم إن “الصين تسعى لاستغلال المكالمات التي تعترضه لمعرفة كيف يفكر ترامب ومن الذي يأخذ برأيه والطريقة المثلى للتأثير عليه”.
ووفقاً للصحيفة، فإن بكين تحاول استغلال ما تطلع عليه لوقف تصعيد الحرب التجارية الدائرة بين البلدين حالياً.
وقالت “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن المسؤولين الصينيين يعتمدون على رجال أعمال صينيين وآخرين لهم صلات ببكين لنقل الحجج ووجهات النظر إلى أصدقاء ترامب للتأثير عليه.
وذكرت الصحيفة أن الصينيين أحيطوا علما بمحادثات ترامب مع ستيفن شوارزمان، رئيس مجموعة بلاكستون الأمريكية للاستثمار المباشر، وستيف وين، المدير المالي السابق في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، واللذان أسسا استثمارات كبيرة في ماكاو بالصين، التى تمثل مركز للقمار.
وأضافت الصحيفة أن بكين بدأت في استخدام رجال الأعمال التابعين لها في محاولة التأثير على صديقي ترامب، حيث تأمل في أن تصل المعلومات إلى الرئيس.
من جهته، رفض محامي وين التعليق مكتفيا بالقول إن “موكله تقاعد من منصبه”، فيما قالت المتحدثة باسم مجموعة بلاكستون إن “شوارزمان كان سعيداً بالعمل كوسيط في بعض الأمور الحرجة بين الولايات المتحدة والصين بطلب من رئيسي البلدين”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن ترامب يتحفظ بشأن طبيعة المعلومات التى تنقل له عبر هاتفه، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكى خلال مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، الثلاثاء الماضي، ذكر أنه “طلب من مديرة المخابرات المركزية الأمريكية (سى.آي. إيه) جيانا هاسبل عدم إطلاعه على المعلومات التى توصلت لها خلال زيارتها لتركيا حول مقتل الصحفى السعودي جمال خاشقجي عبر الهاتف والانتظار لحين وصولها واشنطن”، على الرغم من أنه يفترض أن تلك الهواتف مؤمنة.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد أفادت في يونيو الماضي، أن دراسة فيدرالية وجدت علامات على تجسس متقدم على هواتف محمولة قرب البيت الأبيض ومواقع أخرى ذات حساسية العام الماضي.