هل كانت صدفة ان يكون 4 من رؤساء مصر من أبناء المنوفية منهم الرئيس السادات والرئيس مبارك والرئيس عدلى منصور والرئيس عبد الفتاح السيسى . وان يكون رؤساء حكومات 6 من أبناء المنوفية ومنهم ثلاثة من أبناء المنوفية خدموا بعد ثورة يناير 2011 وهم الدكتور كمال الجنزورى والدكتور عصام شرف والدكتور هشام قنديل . وان يكون 60 وزيرا في الحكومات المصرية المتتالية من أبناء المنوفية ومنهم 3 وزراء دفاع وهم الفريق اول امين هويدى والمشير عبد الغنى الجمسى والفريق اول صدقى صبحى . لايوجد شيء صدفة واما هناك أسباب يجب ان نتعرف عليها من اجل ان تكون هناك فائدة ومعرفة تتناقلها الأجيال .
ان التعليم والإرادة هو سر التفوق والتميز لابناء المنوفية – هناك منافسة شريفة أدت الى التعليم والذى بدوره أدى الى القوة – فالتعليم والإرادة هما سر تفوق وتميز أبناء المنوفية .
الكثير من الكلمات او التعليقات التي تعودنا على سماعها وتكرارها دون ان ندرك ان مصدرها كان الاحتلال البريطاني حيث ان الانجليز هم من اطلق هذه المسميات على أبناء المنوفية لتشويه صورتهم حيث انهم قد عاندوا وفعلوا عكس ما كان متوقعا فبعد احداث دنشواى تخيل الانجليز ان أبناء المنوفية سيكون من السهل اخضاعهم او التاثير عليهم – الانجليز اثناء فترة الاحتلال البريطاني لمصر حاربوا التعليم ولكن أبناء المنوفية ورغم ضيق مساحة المحافظة وعدم وجود ظهير صحراوى فقد تبرع اغنياء البلد وملاك الاراضى من اجل ان يستمر التعليم في تقديم افضل خدمة لابناء البلد وكان هذا هو العامل المحفز والمشجع للجميع ان يتجه الى التعليم وان الالتحاق بالقوات المسلحة هو فخر للابناء الذين تنافسوا على ان يكونوا في الطليعة دائما – حيث ان فكرة الدولة والمؤسسات كانت في نظر الشباب هي افضل الطرق للتالق والنجاح والتميز . أيضا لاننسى ان منهم عدد من علماء الازهر الشريف او من افضل أصوات من رتل القران الكريم وأيضا الراحل الدكتور مصطفى محمود صاحب البرنامج الشهير ( العلم والايمان )
ليس صحيحا ان النايفة بخلاء وليس بصحيح ما كنا تعودنا على سماعه وتكراره اما عن جهل او حسن نية او كلاهما من ان ( المنوفى لا يلوفى ولو اكل لحم الكتوفى ) الانجليز هم من اطلق هذه الكلمات السخيفه من اجل تشويه صورة أبناء المنوفية الشرفاء والاذكياء والذين ركزوا على التعليم وفوتوا الفرصة على الاحتلال النجليزى ومن ثم كانت لهم هذه الفرص السانحة من التميز والتفوق حتى أصبحت المنوفية عنوانا للتحدى .
من هنا يجب ان نستفيد من هذا الدرس ونعرف الحقائق فالذى نعرفه عن تارخنا قليل والذى نفهمه هو أيضا اقل من القليل لان العقل الانسانى شبر والمعرفة كالسماء واسعة وشاسعة ولا يمكن ان تقاس السماء بهذا الشبر المحدود .
وتحضرنى في هذه المناسبة قصة عشتها على المستوى الشخصى هنا في نيويورك –دارت احداثها في شهرى أكتوبر ونوفمبر عام 2007 حيث قامت الفرقة القومية للفنون الشعبية المصرية بقيادة الفنان سامح الصريطى بجولة في بعض المدن الامريكية بداية من نيويورك وانتهت في واشنطن العاصمة حيث دعى السفير المصرى هناك بهذا الوقت ( الدكتور نبيل فهمى ) دعى أعضاء السلك الدبلوماسي بالعاصمة واشنطن لحضور هذه الاحتفالية حيث كان الفن المصرى هو احد روافد القوة الناعمة المصرية – وجهت التحية لاحد أبناء مصر الابرار والمخلصين والذى قدم دعما ماديا باستضافة هذه الفرقة وهو ( حاتم الجمسى ) وهو أيضا من أبناء المنوفية والذى ذاعت شهرته من خلال هذا العمل الوطنى واصبح الضيف المتواجد بصفة دائمة على القنوات الفضائية كمثقف ومحلل للكثير من الاحداث التي تمر بالعالم – وهو نموذج اخر لابناء المنوفية بالخارج .
هل هناك علاقة بين ضيق الأرض واتساع الأفق والرزق فهذه الظاهرة تميز أبناء فلسطين في كل مكان تواجدوا به على وجه الكرة الأرضية فهل ما جمع أبناء المنوفية هو أيضا يشبه لما تميز به أبناء الشعب الفلسطيني ربما
كاتب المقال: أحمد محارم – كاتب صحفي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية
AddThis Sharing Buttons
Share to FacebookShare to TwitterShare to Google+Share to MessengerShare to ارسال ايميلShare to طباعة
تعليقات