أُجبر الفنان الكوميدي فهد البتيري على تطليق زوجته، الناشطة الحقوقية المعتقلة لُجين الهذلول. وحسب ما علمه «عربي بوست» من مصدر خاص، فإن الزوج تمّ اختطافه من الأردن وإعادته إلى السعودية، منذ منتصف مايو/أيار 2018. كما تم إجباره على تطليق زوجته والتبرؤ من أفكارها المثيرة للجدل حول المعتقدات والموروث الاجتماعي السعودي.
ووصف مصدر «عربي بوست» قصة فهد ولُجين بكونها من أجمل قصص الحب بين زوجين في السعودية، مؤكداً أنّ إجبار البتيري على الطلاق هو بمثابة طلاق المكرَه الذي لا يقع حتى لو أُجبر على تطليقها.
وأضاف أن لُجين الهذلول ستبقى زوجة لفهد البتيري إلى أن يقررا أن يُنهيا زواجهما بأنفسهما بكامل حريتهما وإرادتهما.
لُجين الهذلول تحدَّت السلطات وساقت السيارة
مسلسل لُجين الهذلول كان قد بدأ من دولة الإمارات في عام 2015، عندما قادت السيارة بنفسها على الحدود السعودية-الإماراتية برخصة إماراتية، الأمر الذي جعل السلطات الإماراتية تجبرها على العودة إلى السعودية.
وتم توقيفها من قِبل السلطات الاماراتية على الحدود وهي تستقل سيارتها، وإبقاؤها قرابة 24 ساعة في الحجز، مع التحفظ على جواز سفرها قبل أن يتم تسليمها للسلطات السعودية.
وأصدرت الإمارات فيما بعدُ قراراً يقضي بمنع لجين من دخول أراضيها، بسبب اتهامها بالتحريض على الحكومة السعودية من خلال استغلالها قضية قيادة المرأة.
وفي شهر مارس/آذار من عام 2018، اعتقلت السلطات الإماراتية مرة أخرى، «الهذلول» بشكل مهين وتمّ تسليمها إلى السعودية، حيث قضت عدة أيام بالسجن قبل إطلاق سراحها، وتمّ منعها هي وزوجها وكل عائلتها من مغادرة البلاد، كما مُنعت من الظهور بوسائل الإعلام واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
أصدرت الإمارات قراراً يبمنع لجين من دخول أراضيها، بسبب اتهامها بالتحريض على السعودية/ Social media
وتخرج من سجن لتدخل آخر
لكنّ «الهذلول» كانت على موعد مع عملية اعتقال جديدة في 18 مايو/أيار 2018، وذلك بحسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية، التي أكدت أنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على 7 أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة، كانت «الهذلول» من ضمنهم.
حيث اقتحمت السلطات السعودية منزلها بعد منتصف الليل واقتادوها من غرفة نومها إلى السجن، ولم تكتفِ عند هذا الحد، بل ظل قرار منع عائلة «الهذلول» من السفر والخروج من السعودية قيد التنفيذ، وذلك لممارسة مزيد من الضغوط عليها.
ووجهت إلى «الهذلول» جملة من الاتهامات، كان على رأسها العمالة لقطر، وأنّها ترأست خلية تتواصل من خلالها مع الجهات الخارجية، وتجنيد أشخاص يعملون في مواقع حكومية حساسة، وتقديم دعم مالي لعناصر معادية لاستقرار السعودية، والانتماء إلى خلية «الرصد والمتابعة الإعلامية» التي شكلتها الدوحة تحت رئاسة عبد الله العذبة، بهدف ضخ جرعات إعلامية وُصفت بأنّها تحريضية على دول المقاطعة لقطر.
إضافة إلى توجيه التهم المعتادة، من قبيل الخروج على الثوابت الدينية والوطنية لبث الفوضى داخل السعودية.
وضعوا لجين الهذلول وزوجها تحت المراقبة
ويأتي اعتقال لجين واختطافها، على خلفية تواصل ناشطة حقوقية سعودية معروفة مع لجين الهذول وزوجها فهد البتيري ، حيث كانت تتقرب منهما على أساس أنها ناشطة حقوقية، لكن كانت في حقيقة الأمر عميلة لصالح الديوان الملكي، حسب ما يؤكده ناشط حقوقي سعودي -رفض الكشف عن اسمه- في تصريحات لـ»عربي بوست».
وأشار إلى أنّ الناشطة المزعومة كانت مكلفة من الجهات الرسمية السعودية مراقبة ومتابعة نشاطات الهذلول والبتيري ، وتقديم معلومات عنهما بشكل مباشر إلى مستشار الديوان الملكي آنذاك، سعود القحطاني.
وجاءت هذه الملاحقة بعد مشاركة الهذلول، قبل أكثر من سنتين، في الفيلم الوثائقي «Saudi Arabia Uncovered»، الذي أنتجته مؤسسة Frontline PBS، ووُصف بأنّه مسيء إلى السعودية.
وتدور أحداث الفيلم حول رصد جوانب معينة عن طبيعة الحياة في السعودية، من خلال مقاطع فيديو صوَّرها بعض المراسلين الميدانيين، وصفت البلاد بأنها واحدة من أكثر الدول الديكتاتورية والدموية في العالم.
وقد احتوى الفيلم على لقطات سرية وواقعية للحياة في السعودية، لم يتم الكشف عنها مسبقاً ولم يشاهدها العالم الخارجي من قبل، الأمر الذي جعل السلطات السعودية تعتبره إساءة متعمّدة إليها، وأنه مخالف تماماً للواقع الذي يزيفه الفيلم ويحاول تشويه صورة السعودية أمام العالم.
وقد ظهرت «الهذلول» في الفيلم وهي تتحدث بطريقة سلبية عن السعودية، مشيرةً إلى أنّها قد تعرضت لتهديدات بالقتل.
وزوجها يعتبرها صاحبة رسالة
ومن جانب آخر، كان زوج الناشطة لجين الهذلول، فهد البتيري، قد عبّر عن فخره واعتزازه بما قدمته زوجته من أعمال، كما ذكر في وقت سابق، أنّه يدعمها ويؤيد مشاركتاه في مثل هذه الأفلام، معتبراً أن زوجته تؤدي رسالة إصلاحية.
وهو الأمر الذي يعتبره مراقبون السبب الحقيقي لملاحقة السلطات الأمنية السعودية «الهذلول» وزوجها البتيري، وجعلهما تحت مجهر الرقابة الدائمة، من خلال تكليف شخصيات كالناشطة الحقوقية وغيرها لمتابعة نشاطاتهما وآرائهما المنتقدة للتوجهات الرسمية السعودية.
يُذكر أن «الهذلول» ناشطة حقوقية سعودية في مجال حقوق المرأة، درست الأدب الفرنسي بجامعة «كولومبيا البريطانية»، وقد تم تصنيفها كثالث أقوى امرأة في العالم العربي عام 2015.