انتقدت صحيفة نيويورك تايمز الرواية السعودية الأخيرة لمقتل الصحفي جمال خاشقجي، وقالت إن الحقيقة قد لا تظهر أبدا إذا أعدمت السعودية “الشهود الرئيسيين”، كما رأت أن هذه الجريمة ومحاولات التستر عليها قد كشفت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تعليقا على الرواية السعودية الجديدة إنه “من الصعب حقا تصديق أن عناصر من الأمن بينهم خبير بالطب الشرعي ركبوا طائرة إلى إسطنبول لإقناع السيد خاشقجي بأسلوب ليّن بالعودة إلى السعودية”.
وأضافت أن “الحقيقة قد لا تُعرف أبدا”، لا سيما إذا نُفذت عقوبة الإعدام التي طلبها النائب العام السعودي بحق خمسة من المتهمين السعوديين، وبذلك يتم “التخلص من الشهود الرئيسيين”.
وتابعت الافتتاحية “لكن ما أصبح جليا هو أن العلاقة بين المملكة العائمة في النفط وبين الولايات المتحدة لا بد أن تتغير”. ورأت الصحيفة أن “الاغتيال والمحاولات البائسة للتستر عليه قد جردت الإمبراطور (ولي العهد) من أي ثوب”.
وقالت هيئة تحرير الصحيفة في مقالها إن الأمير محمد بن سلمان تمادى كثيرا في جبهات كثيرة. وأشارت إلى أن البعض في واشنطن وعواصم أخرى كانوا قد بدؤوا يحذَرون من ولي العهد السعودي قبل مقتل خاشقجي بوقت طويل.
الجريمة هتكت آخر الأستار
غير أن جريمة القتل التي وقعت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول ووثقتها تسجيلات صوتية تركية، قد هتكت آخر الأستار –وفقا للصحيفة- حيث أخذت الحكومات والشركات والسياسيون يخفضون مستوى علاقاتهم مع محمد بن سلمان.
ورأت نيويورك تايمز أن هذا الواقع “يعطي إدارة ترامب قوة ملموسة للضغط على نظام سعودي وهنت قوته لكي يعترف بالملابسات الحقيقية لمقتل خاشقجي، ويضع حدا للحرب الكارثية في اليمن، ويصلح ما اقترفه مع قطر، ويساعد في صناعة السلام فيإسرائيل، ويضمن استقرار أسعار النفط، ويستبدل ولي العهد بأمير آخر أقل تهورا وخطرا، بناء على نتائج التحقيقات في مقتل خاشقجي”.
وختمت الصحيفة بالقول إن أي مطالب من هذا القبيل “ستكون نفاقا ما لم تترافق مع إنهاء الانتهاكات السعودية السافرة لحقوق الإنسان الأساسية، والتي لم تبدأ بقتل جمال خاشقجي، ولكن يجب أن تنتهي عنده، هي والتواطؤ الأميركي”.
المصدر : نيويورك تايمز