تحدى مجلس الشيوخ الأمريكي البيت الأبيض الأربعاء، بعد أن صوت بغالبية كبيرة على مناقشة مشروع قرار، ينهي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.
ورغم تحذيرات وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين، مايك بومبيو، وجيمس ماتيس، من أن سحب الدعم للسعودية سيؤدي إلى تفاقم النزاع الدموي في اليمن، صوت 63 سيناتورا جمهوريا وديمقراطيا مقابل 37 لصالح إجراء أتاح لمشروع القرار أن يتجاوز عقبة رئيسية في مجلس الشيوخ. وسيحال مشروع القرار إلى تصويت إجرائي اليوم الخميس، قبل المناقشات والتصويت النهائي الأسبوع المقبل.
وسعى الوزيران بومبيو وماتيس في وقت سابق الأربعاء، إلى إقناع أعضاء الكونغرس بمواصلة الدعم الأمريكي المثير للجدل للسعودية في حربها في اليمن.
وفي تصريحات معدة مسبقا، ادعى بومبيو في جلسة استماع مغلقة أن “المعاناة في اليمن تحزنني، ولكن لو لم تكن الولايات المتحدة ضالعة في اليمن، لكان الوضع أسوأ بكثير”.
وتابع “ما الذي سيحدث في حال انسحاب الولايات المتحدة من الجهود في اليمن؟ الحرب لن تنتهي”.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي: “أمام مجلس الشيوخ خياران، إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حربها في اليمن، أو البقاء في أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
وأزعج دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوي للرياض أعضاء الكونغرس، ومن بينهم عدد من أعضاء حزبه الجمهوري، خاصة بعد مقتل خاشقجي الذي أقرت به الرياض.
ووصف ترامب السعودية الأسبوع الماضي بأنها “شريك قوي” وقال إن من غير الواضح ما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان على علم بخطة قتل خاشقجي.
وتلقي المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية على الرياض، المسؤولية عن الأعداد المرتفعة من القتلى المدنيين في الضربات الجوية في اليمن، كما تواجه المملكة غضبا عالميا بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 10 آلاف شخص قتلوا، معظمهم مدنيون، منذ شن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن اعتبارا من عام 2015.
ومن المقرر عقد محادثات سلام لإنهاء الحرب في اليمن مطلع ديسمبر القادم في السويد بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، ويخشى المسؤولون من أن وقف الدعم الأمريكي للتحالف يمكن أن يأتي في الوقت غير المناسب.