صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، بأن الولايات المتحدة «ليست في موقع» يسمح لها بأن تملي على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سلوكها، وذلك بعد دعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية لإبقاء الأسعار منخفضة.
وقال الفالح قبل اجتماع لأوبك في فيينا إن واشنطن: «ليست في موقع يسمح لها بأن تقول لنا ماذا علينا أن نفعل».
وأضاف: «لا أحتاج إلى إذن أحد لخفض الإنتاج». ويأتي هذا التصعيد السعودي في وقت تشهد فيه الرياض تصعيداً من الكونغرس الأميركي على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وتوشك السعودية وروسيا على التوصُّل إلى اتفاقٍ لخفض إنتاج النفط، وذلك في تحد واضح لدعوات الرئيس الأميركي بحسب صحيفة The Financial Times البريطانية.
وذكرت منظمة أوبك النفطية وحلفاؤها بقيادة روسيا في العاصمة النمساوية فيينا، أمس الأربعاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2018، أنَّ هناك حاجة إلى خفض الإنتاج، وذلك استجابةً لانخفاض أسعار النفط الخام في الشهرين الماضيين بنسبة 30%. وسيجتمع وزراء نفط الدول التابعة لأوبك اليوم الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول، لتقرير حجم خفض الإنتاج المزمع، مع تأكيد العديد منهم ضرورة اتخاذ إجراء وإلَّا سيواجهون تُخمةً شديدة في كميات النفط المعروضة في الأشهر القادمة. بينما سيجري الاتفاق الأوسع مع الدول المُنتجة للنفط من خارج المنظمة، بما في ذلك روسيا، يوم غد الجمعة 7 ديسمبر/كانون الأول.
القرار مرتبط بروسيا
وقال مندوبون إن أوبك ربطت عملياً خفضاً مزمعاً لإنتاج النفط بمساهمة روسيا غير العضو فيها، وذلك في الوقت الذي تعقد فيه المنظمة اجتماعاً في فيينا يهدف لدعم أسعار الخام المتقلبة. وأكد خمسة مندوبين إن المنظمة تنتظر الأنباء من روسيا، حيث غادر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فيينا، أمس الأربعاء، لعقد اجتماع محتمل مع الرئيس فلاديمير بوتين.
ويعود نوفاك إلى فيينا غداً الجمعة للمشاركة في محادثات بين أوبك وحلفائها بعد مناقشات المنتجين الأعضاء في المنظمة اليوم.
وقال أحد المندوبين «أنا متفائل. سيكون هناك اتفاق لكن لم تتضح نسبة مشاركة أوبك ونسبة مشاركة غير الأعضاء. مازال الأمر قيد النقاش».
ما الذي تحتاجه منظمة أوبك؟
ويرى محللون أنَّ المجموعة بحاجةٍ إلى إيجاد طريقة لخفض الإنتاج دون إثارة مزيدٍ من الغضب الأميركي، ما قد يدفعها إلى خفض الإنتاج بنسبةٍ أقل المتوقع أو إخفاء حقيقة نتائج الاجتماع.
إذ قالت آن لويز هيتل، المستشارة في شركة Wood Mackenzie: «أظنَّ أن الدول ستلجأ على الأرجح في هذه المرحلة إلى تخفيضٍ قليل في الإنتاج».
وأضافت: «هذه الدول تحاول إدارة التوقعات وعدم إحباط آمال سوق النفط، ولكن في ظل الضغط الواقع عليها، فقد تُخفي حقيقة ما تفعله».
وألمحت السعودية، أكبر منتج في أوبك، إلى أنها تريد من المنظمة وحلفائها خفض الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يومياً أو 1.3% من الإنتاج العالمي