اعتبرت المملكة العربية السعودية، الإثنين 17 ديسمبر/تشرين الأول، أن قرارات مجلس الشيوخ الأميركي الأخيرة المرتبطة بالحرب في اليمن وقضية الصحافي جمال خاشقجي «تدخل سافر» في شؤونها، رافضة «التعرّض» لولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ومحذّرة من «تداعيات» ذلك على العلاقات. وأضافت الوزارة أن الرياض «تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية، أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده (…) بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها».
ودعت إلى «ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة (…)، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما». وتبنى مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، قراراً يحمّل ولي العهد السعودي «المسؤولية عن مقتل» الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول. كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ الرئيس دونالد ترامب بوقف الدعم العسكري للسعودية في حرب اليمن، حيث تقود المملكة تحالفاً عسكرياً دعماً لحكومة معترف بها دولياً وفي مواجهة المتمرّدين الحوثيين. وأعربت وزارة الخارجية عن «استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة (…) كل الاحترام، وتربطها بها روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين». لكنها اعتبرت أن «هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي»، مذكّرة بأنها «تتمتع بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة».
وأعادت الوزارة التأكيد على أن مقتل خاشقجي «جريمة مرفوضة لا تعبّر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة». كما شددت على أن المملكة تواصل بذل «الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي» للنزاع المتواصل منذ 2014 والذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ بداية التدخل السعودي متسبّباً بأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. وبُعيد التصويت في مجلس الشيوخ، عاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى تأكيد أهمية التحالف الأميركي السعودي بداعي الأمن القومي. وتقول الإدارة الاميركية إنها لا تملك دليلاً على صلة الأمير محمد بن سلمان بقتل خاشقجي، وذلك على الرغم من أن تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» تتيح استخلاص ذلك، بحسب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ ووسائل إعلام. وترى الإدارة الأميركية أن التحالف مع السعودية ضروري لمواجهة إيران المتهمة بدعم المتمرّدين في اليمن، ولهذا فإنه يصعب سحب الدعم الأميركي العسكري واللوجستي للسعودية في هذا البلد.