يتوقع أن يُعلن رئيس بلدية سان أنتونيو السابق بولاية تكساس الوزير السابق في حكومة أوباما، جوليان كاسترو، اليوم السبت، ترشحه لخوض السباق الرئاسي ليصبح في حال فوزه أول رئيس أمريكي من أصل إسباني، واختار الإعلان عن ترشحه في ولاية حدودية مهمة في النقاش حول الهجرة.
وسيكون كاسترو أول الشخصيات الديمقراطية البارزة التي تعلن رسمياً خوض المعركة إلى البيت الأبيض عام 2020، والمتوقع أن يتنافس فيها عدد من المرشحين في مواجهة الرئيس دونالد ترامب.
وكانت عضو الكونغرس الديمقراطية عن ولاية هاواي تولسي غابارد، التي التقت في 2017 الرئيس بشار الأسد سراً في سوريا، قد صرّحت الجمعة بأنها ستعلن ترشحها رسمياً في الأيام القليلة المقبلة.
وفي حال انتخابها ستكون المحامية البالغة 37 عاماً التي تزاول رياضة ركوب الأمواج في هاواي، أصغر رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة.
وقد يكون كاسترو، البالغ من العمر 44 عاماً، على الأرجح بين الخاسرين في معركة سياسية تبرز فيها شخصيات من العيار الثقيل مثل نائب الرئيس السابق جو بايدن، وأعضاء مجلس الشيوخ إليزابيث وارن، وبيرني ساندرز، وكمالا هاريس، وربما رجل الأعمال الملياردير مايكل بلومبرغ.
ويمكن أن تسهم مهارته في الخطابة وخبرته كوزير إسكان في حكومة باراك أوباما وكرئيس بلدية سابع أكبر المدن الأمريكية إلى شخصيته الساحرة على التلفزيون، في دفع مواطن تكساس إلى الخطوط الأولى.
ويمكن أن يصبح أيضاً ثالث مرشح من أصول أمريكية – لاتينية خلال 4 سنوات، بعد خوض السيناتورين الجمهوريين تيد كروز، وماركو روبيو معركة ضد ترامب للفوز بترشيح الحزب في 2016.
وقد يسهم ترشح كاسترو في إعادة إيقاظ الحماسة الديمقراطية بين الناخبين من أصول لاتينية الذين دعموا هيلاري كلينتون لكن بدرجة أقل من دعمهم أوباما.
وكان ترامب قد ركّز في حملته على مسألة الهجرة التي لا تزال من أكثر القضايا الشائكة في البلاد. ويستمر الإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة الفيدرالية الذي دخل أسبوعه الرابع على خلفية طلب ترامب مبلغ 5,7 مليار دولار لتمويل بناء جدار حدودي.
شخص رائع
برز كاسترو على الساحة الوطنية في 2012 عندما أصبح أول أمريكي من أصل لاتيني يلقي خطاباً مهماً في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. وبعد 4 سنوات كان بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس على بطاقة كلينتون.
وكاسترو، وهو منتقد شرس لترامب، أمريكي من الجيل الثالث. وقال العام الماضي إنه لو كانت سياسات الهجرة الحالية الصارمة مطبقة عندما عبرت جدته الحدود وهي فتاة صغيرة في 1922، لما كان في الولايات المتحدة على الأرجح.
وفي كلمته أمام مؤتمر الديمقراطيين شدد كاسترو على «رحلة استثنائية» في حياته التي عاشها مع شقيقه التوأم جواكين العضو في الكونغرس الأمريكي. وأصبحت هذه العبارة عنوان كتاب مذكراته الذي صدر الشهر الماضي.
ولم يكشف عن تفاصيل إعلانه لكن من المتوقع أن يكشف عن طموحه للوصول إلى البيت الأبيض.
وقال هذا الأسبوع في مقابلة تلفزيونية: «سأخبركم وسأخبر العالم بما سأقدم عليه».
ولم يحصل كاسترو بعد على الاعتراف الوطني الذي يحظى به نجوم مثل بايدن وساندرز ووارن.
وقالت دينا غريسون، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية إن كاسترو «شخص رائع» وخطيب استثنائي» بقوة جذب كبيرة في ولايات يسكنها عدد كبير من الناخبين من أصول إسبانية مثل: كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا.
غير أن التفوق في ساحة مكتظة سيكون «صعباً»، وفق غريسون.
العراق وسوريا
وكانت عضوة الكونغرس تولسي غابارد أكدت الجمعة لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية: «قررت الترشح وسأقوم بإعلان رسمي خلال الأسبوع المقبل».
وغابارد أول عضوة في الكونغرس تدين بالهندوسية، ومن جزيرة ساموا الأمريكية. وهي عضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
وقالت: «لديّ أسباب عدة لاتخاذ هذا القرار. هناك العديد من التحديات التي يواجهها الشعب الأمريكي وأنا قلقة حيالها، وأريد أن أساهم في إيجاد حل لها».
وواجهت غابارد انتقادات شديدة عندما التقت سراً الرئيس السوري في دمشق 2017 خلال مهمة لتقصي الحقائق أخذتها إلى مدينة حلب المدمرة. والتقت أيضاً لاجئين ومسؤولين من المعارضة السورية.
وبعد الكشف عن زيارتها إلى سوريا قالت غابارد: «في الأساس لم أكن أنوي لقاء الأسد، لكن عندما سنحت لي الفرصة شعرت بأنه من المهم أن أغتنمها».
وأضافت: «أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون مستعدين للقاء أي شخص إذا كانت هناك فرصة في أن يسهم ذلك في وضع حد لهذه الحرب التي تسبب للشعب السوري الكثير من المعاناة».
وكانت غابارد قد خدمت في العراق عام 2005، ولا تزال من أفراد الحرس الوطني في هاواي.