يُعقد على هامش الزيارة التاريخية التي يقوم بها البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات والتي تبدأ في الخامس من فبراير المقبل وتستمر 3 أيام، لقاء تاريخي يجمع القيادات الروحية للأديان السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، فضلًا عن قيادات دينية يمثلون ديانات وعقائد من مختلف أنحاء العالم، في لقاء عالمي فريد يطلق عليه لقاء الأخوة الإنسانية.
ويشكل هذا اللقاء جزءًا من الفعاليات العديدة التي تقام على هامش زيارة البابا والتي تعد أول زيارة له لمنطقة الخليج العربي . ويعقد في إطار الزيارة لقاء بين البابا والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بوصفه رئيس مجلس حكماء المسلمين الذي يتولى تنظيم لقاء القيادات الروحية العالمي الذي يشارك فيه أكثر من 600 شخصية تمثل مختلف الأديان حول العالم.
وقال منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام، في مؤتمر صحفي قدم خلاله إحاطة إعلامية حول زيارة البابا، والفعاليات المصاحبة أو التي تجري على هامش الزيارة، إن الفعاليات التي تتضمنها زيارة البابا التاريخية للإمارات تعكس روح التسامح التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تعكس فهمها للإسلام كدين سماوي منفتح يحترم الأديان، وحرية المعتقد وتوفير مناخ يسمح بممارسة الشعائر الدينية لمختلف الأديان والمذاهب.
وأشار المنصوري إلى وجود 76 كنيسة ومعبدًا لمختلف الديانات والعقائد التي يعتنقها المقيمون بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذكر المنصوري، أن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية تستقطب اهتمامًا إعلاميًّا هائلًا، بالنظر للمكانة لتي يتمتع بها البابا حول العالم، والطابع غير المسبوق للزيارة باعتبارها أول زيارة من نوعها للمنطقة . وقال أن زيارة البابا ولقاء الأخوة الإنسانية سيكون فرصة فريدة لتقديم صورة مشرقة عن دولة اللإمارات والمنطقة، وذكر أن البابا سيحظى باستقبال رسمي حافل يليق بمكانته كرئيس لدولة الفاتيكان ومكانته كراع للكنيسة الكاثوليكية التي تعد الأكبر حول العالم.
وأشار إلى أن البابا سيقود قداسًا ضخمًا في مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبو ظبي من المتوقع أن يحضره 135 الفًا من أتباع الكنيسة الكاثوليكية في الإمارات والمنطقة، الذين يجيئون للإمارات خصّيصًا من أجل هذه المناسبة.
وقال إن القنوات التلفزيونية العالمية ستقوم ببثٍّ حيٍّ لوقائع الزيارة واللقاءات المصاحبة لها، مشيرًا إلى أن المجلس الوطني للإعلام وفر تسهيلات ضخمة للإعلاميين المحليين والزائرين لتسهيل مهامهم في تغطية هذا الحدث الكبير.
من جانبه قال الدكتور سلطان الرميثي الأمين العام لمجلس الحكماء المسلمين، إن لقاء الأخوة الإنسانية يتضمن 3 محاور تشمل منطلقات الأخوة وما هو مشترك بين مختلف الديانات والعقائد. أما المحور الثاني قيتناول المسؤولية المشتركة، فيما يناقش المحور الثالث التحديات التي تواجه مفهوم الأخوة الإنسانية، والفرص التي يمكن أن تنتج عنها.مشيرا إلى أن فكرة التسامح فكرةٌ أصيلةٌ في ديننا وتاريخنا وموروثنا الثقافي والحضاري، وأن التشوهات التي نالت من هذه الصورة، هي أمر طارئ لا بدَّ من تصحيحه عبر جهود تُعلي مِن شأن ما هو مشترك وثابت وتنقيته من كل ما هو طاريء ومتغير.وأكد الرميثي أن هناك مشاركة سعودية كثيفة في اللقاء، بشكل يعكس المكانه الروحية التي تتمتع بها المملكة كحاضنة للمقدسات الإسلامية ومركزا من مراكز الثقافة الإسلامية.
من جانب آخر ذكرت مصادر مطلعة أن مشاركة قيادات روحية يهودية في اللقاء أمر طبيعي، وقالت هذه المصادر في تصريحات لـ “إرم نيوز” إن اليهودية ديانة سماوية شأنها شأن الديانات الأخرى، ومن الطبيعي أن تشارك في لقاء عنوانه التسامح واللقاء الإنساني ورفضت المصادر إعطاء هذه المشاركة معنى سياسيًّا، كما نفت علمها بمشاركة قيادات روحية من إسرائيل، لكنها أكدت أن اللقاء لا يتناول شؤونًا سياسية، ويركز على المشتركات بين الأديان وأن اللقاء هو تعبير عن روح التسامح التي تحاول دولة الإمارات إبرازها في كل مناحي الحياة اليومية.