يبدأ البابا فرانسيس زيارة تاريخية إلى الإمارات العربية المتحدة تستغرق ثلاثة أيام، ليصبح أول بابا للكنيسة الكاثوليكية الرومانية يزور شبه الجزيرة العربية.
وترى صحيفة نيويورك تايمز، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الأحد، وجود البابا فى الخليج سوف يسلط الضوء على الدور الأوسع للمسيحية فى الشرق الأوسط، إذ أدت الحروب والعنف الجهادى والتوترات الطائفية إلى تقليص نسبة المسيحيين فى المنطقة إلى حوالى 4% من السكان مقارنة بـ 20 % قبل الحرب العالمية الأولى. فعلى سبيل المثال، تم تخريب الكنائس أو حرقها تماما فى اليمن، ويخشى العديد من المسيحيين من الاضطهاد مع تزايد سطوة المتطرفين فى كل جانب من جوانب الحرب.
وفى العراق، فر مئات الآلاف من المسيحيين خلال أعمال العنف الطائفية التى أعقبت الغزو الأمريكى عام 2003، أو تم طردهم من شمال العراق وسوريا مع انتشار تنظيم داعش فى المنطقة ابتداءً من عام 2014 وفرضوا شكلاً متطرفًا من الإسلام على السكان المحليين. كما أنه فى مصر، حيث يواجه المسيحيون، الذى يشكلون نحو 10% من سكان البلاد، هجمات تنظيم داعش الذى فجر الكنائس وأطلق النار على الحجاج المسيحيين فى طريقهم إلى أديرة صحراوية، خلال السنوات القليلة الماضية.
وتشير الصحيفة إلى أن دول الخليج، ومن بينها الإمارات، بات يرتفع فيها أعداد المسيحيين مع تدفق العمال المهاجرين من الفلبين والهند ودول آسيوية أخرى. لكن فى الإمارات يمكن للمسحيين والهندوس واليهود أن يمارسوا عبادتهم علنا، كما أن وزارة التسامح الإماراتية استضافت فعاليات للقادة المسيحيين، بما فى ذلك فعالية عام 2017 فى موقع دير مسيحى قديم فى أبو ظبى.
ووففا لمركز بيو للأبحاث، فإن الإمارات العربية المتحدة هى موطن لأكثر من مليون مسيحى، حوالى 13% من السكان، الكثير منهم من المهاجرين. وقد وصف البابا فرانسيس فى رسالة بالفيديو الأسبوع الماضى، البلاد بأنها “أرض تحاول أن تكون نموذجًا للتعايش”، متمنيا أن تكون زيارته صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات بين الأديان”.
وفى يناير، أخبر البابا فرانسيس سفراء الكرسى الرسولى أن زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة وزيارة لاحقة للمغرب فى مارس المقبل، فرصاً لتحسين التفاهم والعلاقات بين الأديان. ويأتى شعار زيارة البابا مستمدا من الكلمات الافتتاحية لصلاة القديس فرنسيس الآسيزى، وهو يحمل الاسم نفسه: “اجعلنى قناة سلامك”.