عد تسليم السلطات التركية لشاب إخواني متهم باغتيال النائب العام المصري إلى القاهرة، ساد الرعب بين شباب الجماعة المقيمين في تركيا، وطالبوا بمراجعات وتحقيقات حول أوضاعهم المأساوية وأسباب وصول الجماعة لهذه الحالة من التفكك والانهيار، وسط مخاوفهم من قيام السلطات التركية بتسليمهم لمصر، وتقاعس قياداتهم عن حمايتهم.

لماذا يلجأ الإخوان وعناصرهم إلى تركيا تحديدا هربا من الملاحقات الأمنية والقضائية في مصر؟ وكيف يصلون إليها رغم التشديدات الأمنية على المنافذ والمطارات والموانئ؟ وعقب وصولهم كيف يعيشون وماذا يعملون هناك؟

بداية ينطلق الإخوان إلى تركيا فارين من مصر عبر الدروب الجبلية والصحراء إلى السودان، بترتيب وتنسيق مسبق مع مسؤولين من الجماعة، سواء في مصر أو السودان، ومن هناك يتجهون إلى سوريا أو تركيا أو الصومال أو إلى أي دولة أخرى تسمح لهم بالدخول.

وفق المعلومات التي حصلت عليها” العربية.نت” فإن أوضاع الفارين إلى تركيا تختلف من شخص لآخر حسب مكانته في صفوف الجماعة، أو قربه من قياداتها، أو احتياجها لجهوده، وحسب دوره في تنفيذ المهام والعمليات التي كلف بها، وتسببت في تعرضه لملاحقات أمنية وقضائية.

تنقسم هذه المجموعات إلى فئات متدرجة، وحسب الدور الموكول لها، أو درجة القرابة بينهم وبين قيادات الجماعة، فأبناء وقيادات الجماعة الفارين يتم إدخالهم إلى تركيا للدراسة والعمل والإقامة، ويتم منحهم إقامات مفتوحة ودائمة، ويعملون بفضائيات تابعة للجماعة تمولها قطر وتبث من تركيا، أو يعملون بشركات ومشروعات مملوكة للجماعة، ويتقاضون عنها رواتب تتراوح بين 3 و10 آلاف دولار.

الفئة الثانية وهم عناصر الجماعة المنتمون لها فكريا والمنضمون لها رسميا، وهؤلاء يتم منحهم إقامات عمل، ويعملون بفضائيات ووسائل إعلام تابعة للجماعة وموالية لها، أو بشركات سياحية وشركات صرافة ومطاعم ومصانع وشركات عقارية تديرها الجماعة ويتقاضون رواتب تتراوح ما بين 4 و7 آلاف ليرة، أما الفئة الثالثة فهم الملاحقون أمنيا وقضائيا والذين ارتكبوا أعمال عنف وإرهاب لحساب الإخوان، وهؤلاء يتم إلحاقهم بوظائف صغيرة وعمال بالمطاعم والكافتيريات أو محال بيع الملابس والأغذية المملوكة للجماعة، ويتقاضون رواتب متدنية تتراوح بين ألف و1500 ليرة، ويتكدسون بشقق غير آدمية تستوعب الواحدة منها ما لا يقل عن 20 شخصا.

تتنوع الإقامات التي يحصل عليها عناصر الإخوان والموالون لهم ما بين سياحية لمدة عام، أو عقارية أو عمل، وتتراوح قيمتها بين 450 ليرة تركية للشباب من عمر 26 عاما حتى 30 عاما، وتصل إلى ألف ليرة لمن هم فوق سن الستين، وتقوم #الجماعة بتخصيص معونات مالية لعناصرها القادمين من مصر لحين توفير فرص عمل لهم، بينما يتم استغلال من هم من غير عناصرها في العمل بالنظافة وقيادة سيارات قادة الجماعة وخدمة أسرهم ومنازلهم.

العودة لمصر
مجموعات كبيرة من شباب الإخوان أعلنوا أكثر من مرة رغبتهم في العودة إلى مصر والتوبة والندم على انضمامهم إلى الجماعة، لكنهم يخشون الملاحقات الأمنية والقضائية، والقبض عليهم فور وصولهم مصر لتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضدهم، ورغم ارتكابهم أعمال عنف وإرهاب وتخريب في مصر، لم تمتنع القنصلية المصرية بإسطنبول عن تجديد جوازات سفرهم عندما يحين موعد تجديدها.

عدد من شباب الجماعة المقيمين في تركيا يعملون كميليشيات إلكترونية على مواقع التواصل لاستهداف الدولة المصرية ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة وبث الفتن والكراهية ضد رموز النظام ورجال الأزهر والكنيسة والشخصيات العامة المعادية للجماعة، وهؤلاء ينفذون تعليمات قادة الجماعة ببث أخبار وفيديوهات مفبركة لتأليب الرأي العام، وإثارة التعصب والطائفية، واستهداف #الأقباط والتحريض على العنف، ويتقاضون مقابل ذلك أجورا شهرية كبيرة، وضمانات ببقائهم في تركيا وعدم ترحيلهم إلى مصر.

أعداد الإخوان المقيمين في تركيا تصل إلى نحو 100 ألف، فضلا عن الموالين للجماعة والمحسوبين عليها، وجميعهم متورطون في قضايا جنائية وإرهابية، ويتولى التنظيم الدولي متابعة شؤونهم بالتنسيق مع السلطات التركية، وتوفر لهم تركيا الإقامة بينما يتولى التنظيم توفير فرص العمل لهم، وتسهيل وصول مبالغ شهرية لأسرهم في مصر من خلال شركات صرافة تابعة للجماعة.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version