رأت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن ايران ليست بحاجة للاحتفال بذكرى “الثورة الإسلامية” كل عام، بل لثورة جديدة تحقق الديمقراطية الحقيقية للشعب، وتخلصه من المعاناة التي يعانيها منها منذ استيلاء الملالي على السلطة العام 1979.
واعتبرت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم السبت، أن “إيران تخدع العالم بالحديث عن الديمقراطية، وأن جميع الوعود التي أطلقها الزعيم السابق آية الله الخميني، واتَّبعها الزعماء بعد رحيله، كانت كاذبة، ولم تحقق أي شيء للشعب”.
وتطرق التقرير إلى عمليات الإرهاب والقمع التي مارستها الأنظمة عقب رحيل الخميني، بما فيها إعدام أكثر من 40 ألف شخص وُصفوا بـ”أعداء الدولة” العام 1988، وقتل، أو اعتقال ما لا يقل عن 860 صحفيًا خلال الفترة بين 1979 و 2009.
وأشارت الوكالة إلى بروز قوة الحرس الثوري الذي وصفه بأنه “نقابة إجرامية” تسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الوطني، في حين يسيطر المرشد الأعلى الحالي علي خامنئي على صندوق أموال تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات التي جُمعت معظمها من خلال الاستيلاء على ثروات وأموال المواطنيين الإيرانيين.
وأعرب التقرير عن اعتقاده بأن معظم الإيرانيين باتوا يدركون أن قياداتهم فاسدة، وغير مؤهلة للحكم، وأن ذلك يفسر الاحتجاجات المتواصلة، والاعتقالات داخل إيران، وتزايد الدعوات إلى إجراء استفتاء عام على سلطة المرشد الأعلى.
وأضافت “بلومبيرغ” أنه “لا يمكن لإنسان عاقل أن يعتقد بوجود ديمقراطية في إيران، ورغم ذلك لا نزال نسمع أصواتًا في بعض الدوائر الأمريكية والأوروبية تتحدث عن الصراع بين المعتدلين والمتشددين هناك”.
وعبرت الوكالة عن أسفها لبروز آراء لدى كثير من الغربيين ممن يثقون بخلفاء الخميني، فيما نرى الأوروبيين يعملون الآن على إنقاذ الاتفاق النووي المُوقَّع مع طهران العام 2015 لأنهم يصدقون وعود إيران بوقف برامج الأسلحة”.
واعتبر التقرير أن “الأخبار الجيدة هي أن ملايين الإيرانيين لم يعودوا يصدقون أي شيء يقوله النظام الحالي، فهم عانوا بما فيه الكفاية من الإرهاب، والظلم، والحرمان، على أيدي الثورة الإسلامية منذ 40 سنة”.
وبينت الوكالة أن “أقل ما يكن أن يفعله الأمريكيون والأوروبيون هو القيام بالدفاع عن الشعب الإيراني، ومساندته في نضاله لإطلاق ثورة ديمقراطية حقيقية”.