أخبار من مصر

مطرب “بنت الجيران” وأمثاله.. الغناء الشعبي بين إقبال الجمهور ومنع النقابة – سها فريد

بين عشية وضحاها، انقلب حال مطربي المهرجانات (نوع حديث من الأغاني الشعبية) رأسا على عقب قرار اتخذه نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر بإبعادهم عن الساحة الغنائية، إذ أصدر قرارا بمنع التصريح لمطربي المهرجانات بالغناء في جميع المنشآت السياحية والفنادق والبواخر النيلية والملاهي الليلية.

ووزعت نسخة من قرار نقابة المهن الموسيقية على جميع الجهات المعنية، وشملت قائمة الممنوعين من الغناء 23 اسما لمطربين وفرق مهرجانات شعبية، وضمت القائمة عمر كمال صاحب أغنية “بنت الجيران” مع المطرب الشعبي حسن شاكوش، والتي تصدرت المركز الأول في الأعلى استماعا على موقع ساوند كلاود.

جاء القرار بعد أن تغنى عمر كمال بكلمات وصفت من قبل النقابة بـ”السفسفة” في حفل عيد الحب بستاد القاهرة الدولي، وأصدرت النقابة قرارا بإيقاف عمر كمال عن العمل اعتبارا من 17 فبراير/شباط الجاري بسبب المخالفات التي تتعارض مع شروط العضوية.

النقيب يغني لكمال بالأوبرا
ورغم تصريحات هاني شاكر بأنه لا مجال للتصالح أو تقنين الأوضاع مع مطربي المهرجانات نهائيا ووصفه هذا النوع من الأغاني بالسفسفة، فإن شاكر الملقب بـ”أمير الغناء العربي” كان قد ظهر من قبل في مقطع فيديو أشاد فيه بموال من ألحان وغناء عمر كمال وكلمات سامي النويهي، وقدّم شاكر الأغنية بأداء خاص له على مسرح دار الأوبرا المصرية عام 2018.


أطلق عمر كمال أغنية “أبويا” قبل عامين، وقد علق المطرب الشعبي على الأغنية في حينها بأنها بمثابة تقدير للأب على ما يقدمه لأبنائه، حسب ما كتبه عبر قناته على يوتيوب التي تضم 322 ألف مشترك وحققت 38 مليون مشاهدة.

بداية عمر كمال
بدأ المطرب الشعبي عمر كمال الغناء قبل نحو 8 سنوات، إذ كان يطرح أغانيه منذ 7 سنوات عبر قناته الخاصة على يوتيوب، وبالنظر إلى نمط الأغاني الذي يقدمه فإنه لم يسلك طريق المهرجانات، وكانت أغنية “فيه ناس” هي أول الأغاني التي طرحها للجمهور في أكتوبر/تشرين الأول 2012.

أغنية خاصة لمحافظة السويس
تقلّب عمر كمال بين الألوان الغنائية، وأعاد غناء أعمال فنية لمطربين مثل محمد فؤاد وشيرين، ولم تكن بدايته تشير إلى أنه سيقدم أغاني المهرجانات -التي كانت قد بدأت موجتها في الظهور في الشارع المصري- بل قدم أغنية لأهالي محافظة السويس، مسقط رأسه، وحققت الأغنية أكثر من 46 ألف مشاهدة.

شبيه محمد فؤاد
اشتهر عمر كمال بحبه الشديد للفنان محمد فؤاد، وفي لقاء تلفزيوني في العام 2012، لفت إلى أن البعض يشبّه صوته بصوت فؤاد، وقال إنه التقى بمحمد فؤاد في منزله عدة مرات، كاشفا أن فؤاد أكد أن عمر من مدرسته لكن طبقة صوته مختلفة عنه، كما أهدى عمر كمال أغنية لفؤاد بعد تغيبه فترة عن الساحة الغنائية بعنوان “واحشنا يا فؤش” عام 2014، رصد فيها تاريخ “فؤش” الغنائي.

عمر كمال يغير اسمه
يبدو أن عمر كمال لم يستمع إلى نصيحة محمد فؤاد بأن يكون نفسه دون الاجتهاد في تقليد غيره، لكن الأول أصر على أن يرفق اسم “فؤاد” باسمه، وهو ما ظهر في كليب أغنية “كنا حبايب” عام 2017، إذ أطلق على نفسه عمر محمد فؤاد لجذب انتباه المتابعين، حتى ظن البعض أنه نجل فؤاد، وحققت الأغنية ثلاثة ملايين مشاهدة.

من جانبه، أشاد الفنان محمد فؤاد بصوت عمر كمال، وقال إن صوته رائع لكن لا علاقة بينهما في طبقة الصوت، إذ يغني بشكل مختلف عنه، وطلب منه أن يؤدي أغنية الغربة التي تتشابه في الصوت معه، وأكد أن عمر كان يحضر إلى الأستوديو الخاص به من السويس إلى مدينة نصر، ويعتبره مثل ابنه عبد الرحمن.

جاءت محاولات عمر كمال للظهور في الساحة الفنية متناقضة إلى حد كبير، فلم يجد نجاحا مميزا إلا من خلال الموال الشعبي، ثم تحققت شهرته من خلال أغاني المهرجانات، إذ حققت أغنية “بنت الجيران” التي شارك في الغناء بها 58.8 مليون مرة استماع عبر ساوند كلاود و107 ملايين مشاهدة عبر يوتيوب.

بداية المهرجانات
الأفراح والتجمعات الشعبية هي الأماكن التي شهدت انطلاق مطربي المهرجانات، ولم تقدمهم القنوات التلفزيونية إلا من خلال ظهورهم عبر موجة الأفلام الشعبية -متوسطة الإنتاج- التي بدأت في الظهور خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي تصدر قائمة إنتاجها المنتجان أحمد ومحمد السبكي، حيث باتت الأغنية الشعبية هي أيقونة انتشار الأفلام ووسيلة الترويج لها.
اعلان

انتشرت بعدها أسماء المطربين الشعبيين الذين لا تعترف بهم نقابة الموسيقيين، لكنهم يحققون انتشارا جماهيريا ملحوظا.

تتشابه كلمات أغاني المهرجانات بتناولها موضوعات رئيسية (ثيمات) محددة مثل غدر الصديق، وهجر الحبيبة، والتفاخر بالشجاعة، والنصح بالابتعاد عن أصدقاء السوء، والتواضع.

كما أن كثيرا من المهرجانات الشعبية تناولت موضوعات كتعاطي المخدرات والخمور والجنس، وربما شابها بعض السباب، ومع تحقيقها نسب مشاهدات غير متوقعة دون ترويج أو دعم من شركات إنتاج كبرى، مما شكّل ظاهرة مربكة للجمهور الذي لا يعرف بالضرورة أسماء معظم مطربي المهرجانات، إذ تنتشر الأغنية وربما لا يُعرف اسم صاحبها إلا لاحقا.

ورغم أن نجاح المهرجانات دفع كبار الفنانين إلى تقليد المطربين الشعبيين ومشاركتهم الغناء أحيانا، فإن نقابة المهنيين الموسيقيين أغلقت في وجه هذا اللون الغنائي الشعبي باب التواصل المباشر مع الجمهور، فهل يتخذ الجمهور الموقف نفسه في الواقع الموازي: شبكة الإنترنت؟

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق