وصل الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إلى العراق يوم أمس الأحد في زيارة تهدف لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكان وعراقيين من المتوقع أن تركز على ضمان ألا يعاود تنظيم داعش الظهور بعد سحب القوات الأمريكية من سوريا.
ولم يدلِ فوتيل بتصريحات للصحفيين عند هبوطه في العراق، حيث يُنتظر أن يستمع لتقارير ميدانية عن المرحلة الأخيرة لاستعادة الأراضي الباقية تحت سيطرة تنظيم داعش الذي كان يسيطر من قبل على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا.
ومن المتوقع أيضا أن يبحث فوتيل مع المسؤولين في بغداد الأثر الذي يمكن أن يحدثه الانسحاب الأمريكي من سوريا على العراق حيث تحول التنظيم الإرهابي بالفعل إلى أسلوب الكر والفر بعد أن خسر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها.
كان فوتيل قد قال في وقت سابق إنه لا يتوقع أن يؤدي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب أكثر من ألفي جندي من سوريا إلى تغيير ملموس في مستوى القوات الأمريكية في العراق حيث تنشر الولايات المتحدة أكثر من خمسة آلاف جندي. وقال إن هذا العدد سيبقى “ثابتا بشكل عام”.
وتابع قائلا للصحفيين المسافرين معه الأسبوع الماضي سنسعى للتأكد من أن لدينا الإمكانات المناسبة على الأرض لدعم العراقيين مستقبلا “لكني لا أعتقد بالضرورة أن ذلك سيسفر عن وجود أكبر للولايات المتحدة أو قوات التحالف”.
وأربك قرار ترامب المفاجئ في كانون الأول سحب القوات الأمريكية من سوريا فريقه للأمن الوطني وأدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس. وصدم القرار أيضا حلفاء الولايات المتحدة ودفع جنرالات مثل فوتيل للتحرك سريعا لتنفيذ الانسحاب بطريقة تحافظ على أكبر مكاسب ممكنة.
وما زال تنظيم داعش يمثل تهديدا للعراق ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ربما يكون مختبئا في العراق. ويقود البغدادي التنظيم منذ عام 2010 عندما كان جماعة سرية تابعة لتنظيم القاعدة في العراق.
وقال المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية في تقرير إن تنظيم داعش ما زال نشطا ويجدد وظائفه وقدراته بشكل أسرع في العراق عنه في سوريا.
وقال التقرير “في غياب ضغط مستمر (لمكافحة الإرهاب)، ستعاود داعش على الأرجح الظهور في سوريا ما بين ستة و12 شهرا ويستعيد أراضي محدودة”.
وقال فوتيل في مقابلة مع رويترز يوم الجمعة إنه سيوصي بمواصلة تقديم الأسلحة والمساعدات لقوات سوريا الديمقراطية حسبما يتطلب الأمر، بشرط أن تواصل القوات التي يقودها الكرد بالضغط على تنظيم داعش وتساعد في الحيلولة دون أن يطل برأسه مجدداً.
واضاف فوتيل إن التنظيم ربما يكون ما زال يضم عشرات الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا مع وجود عدد كاف من القادة والموارد يضمن عودته للظهور خلال الشهور المقبلة.
وغيّر الجيش العراقي تكتيكه في قتال التنظيم من العمليات القتالية الكبيرة إلى ما يصفها فوتيل بعمليات على مساحات واسعة. كما عدل الجيش الأمريكي من الطريقة التي يدعم بها القوات الأمنية العراقية.
وقال فوتيل الأسبوع الماضي “قمنا ببعض التعديلات في ما يتعلق بمكان وجودنا حتى نكون في أفضل مواقع” لتقديم النصح ومساعدة القوات الأمنية العراقية في عملياتها.
بالمقابل يواجه تنظيم داعش هزيمة وشيكة على الأرض بالكامل لدولة الخلافة التي أعلنها. في ما يأتي تسلسل زمني لصعود خاطف وحكم قاس وأفول لم يتحقق بسهولة للتنظيم المتشدد:
* 2004 : 2011 – في فترة الفوضى التي تلت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق تأسس فصيل منشق عن تنظيم القاعدة هناك وغير اسمه في 2006 إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
* 2011 – أرسل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بعد بدء الأزمة السورية عناصر إلى هناك لتأسيس جماعة تابعة للدولة الإسلامية. وأنهى البغدادي ارتباطه بشكل تام مع تنظيم القاعدة في 2013 وغير اسم التنظيم إلى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
* 2014 – بدأ عام الانتصارات الخاطفة للتنظيم باستيلائه على الفلوجة في العراق والرقة في سوريا في مطلع العام ثم الاستيلاء على الموصل وتكريت في حزيران واجتياح الحدود مع سوريا. ومن منبر الجامع النوري الكبير في الموصل أعلن البغدادي قيام دولة “الخلافة المزعومة” في المناطق التي سيطر عليها التنظيم. وبدأ بذلك عهد من الإرهاب في تلك المناطق.
* 2015 – في أيار سيطر تنظيم داعش على الرمادي في العراق ومدينة تدمر الأثرية في سوريا لكن زحفها بدأ في التقلص بنهاية العام في الدولتين.
* 2016 – تمكن العراق من استعادة السيطرة على الفلوجة في حزيران التي كانت أول مدينة يسيطر عليها التنظيم في بداية انتصاراته. وفي آب تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، من السيطرة على منبج في سوريا.
* 2017 – مني التنطيم في ذلك العام بهزائم منكرة. فقد خسر سيطرته على الموصل بالعراق في تموز في عملية شنتها القوات العراقية بعد أشهر من القتال الشرس وأعلنت بغداد على إثر ذلك انتهاء دولة “الخلافة” التي أعلنها التنظيم. وفي أيلول توجه الجيش السوري شرقا بدعم روسي وإيراني نحو دير الزور لإعادة فرض سيطرة الدولة على منطقة الفرات. وفي تشرين الأول تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد داعش من الرقة.
*2018 – استعادت الحكومة السورية السيطرة على جيوب للتنظيم في اليرموك جنوبي دمشق وعلى الحدود مع هضبة الجولان المحتلة. واصلت قوات سوريا الديمقراطية في هذا العام تقدمها بمحاذاة الفرات فيما تسيطر القوات العراقية على باقي المنطقة الحدودية. وتعهدت الولايات المتحدة بسحب قواتها.
* 2019 – حصار قوات سوريا الديمقراطية لقرية الباغوز وهي آخر جيب تسيطر عليه داعش على نهر الفرات.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version