من منا لا ينتابه النسيان، قد ننسى إجراء مكالمة تليفونية، أو الذهاب إلى موعد ما، أو ننسى أحد أهدافنا التي كنا قد وضعناها في الخطة الأسبوعية، وقد ننسى الخطة الأسبوعية ذاتها.

حينها نقول بحسّ فكاهي إننا مصابون بالزهايمر، وقد يقول لنا أحد أصدقائنا إننا نعاني من الخرف، ولكن انتظر برهة.. فمرض الزهايمر والخرف ليسا نفس الشيء، فالزهايمر ما هو إلا نوع من الخرف.

الخرف هو مصطلح أوسع للأحوال مع الأعراض المتعلقة بفقدان الذاكرة مثل النسيان والارتباك. يشمل الخرف مرض الزهايمر ومرض باركنسون وإصابات الدماغ المؤلمة وغيرها من الأمراض التي يمكن أن تسبب هذه الأعراض.

فتعالوا نتعرف الآن على مرض الزهايمر: أسبابه، وأعراضه، وتشخيصه، وعلاجه في هذا التقرير.

مرض تنكّسي يدمر الذاكرة ويختلف تطوره من شخص لآخر

في البداية ما هو الزهايمر؟ الزهايمر عبارة عن شكل تدريجي من الخرف، تأتي أعراضه تدريجياً، وتكون التأثيرات على الدماغ تنكسية.

بمعنى أنها تسبب تدميراً بطيئاً لا رجعة فيه لمهارات الذاكرة والتفكير. فيعد الخرف مصطلحاً أوسع لإصابات الدماغ، والأمراض التي تؤثر سلباً على الذاكرة والتفكير والسلوك.

كما أن الزهايمر مسؤول عن أغلب حالات الخرف، ويمكن لأي شخص أن يُصاب بمرض الزهايمر، ولكنْ هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة به.

يشمل ذلك الأشخاص فوق 65 عاماً، والذين لديهم تاريخ عائلي للمرض. أما من يشخّص قبل ذلك، فيشار إلى مرضه بمرض الزهايمر المبكر.

لا توجد نتيجة واحدة متوقعة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر. بعض الناس يعيشون فترة طويلة مع ضرر إدراكي معتدل، في حين يعاني آخرون من ظهور الأعراض بسرعة أكبر وتطور أسرع للمرض.

أسباب الزهايمر لا تزال مجهولة

أما عن أسباب الزهايمر، فلم يحدد الباحثون سبباً واحداً لمرض الزهايمر، ولكنهم حددوا عدداً من العوامل التي يزداد معها خطر الإصابة بمرض الزهايمر:

– العمر: فمعظم المصابون بمرض الزهايمر يبلغون 65 عاماً أو أكثر، ولكن الزهايمر ليس جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، ولكن العمر يزيد من خطر الإصابة به، وليس سبباً مباشراً.

– تاريخ العائلة: فإذا كان هناك أحد أفراد عائلتك مصابون بالمرض، فهذا يزيد من احتمال أن يصيبك أنت أيضاً.

– علم الوراثة: هناك فئتان من الجينات التي تؤثر على ما إذا كان الشخص يعاني من مرض ما: الجينات الخطرة والجينات الحتمية.

الاحتمالية الجينية

تزيد جينات المخاطر من احتمالية الإصابة بمرض، ولكن لا تضمن حدوثه. وجد الباحثون العديد من الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

يعد APOE-e4 أول جينة للمخاطر تم تحديدها، ويبقى الجين ذو التأثير الأقوى على المخاطر. APOE-e4 هو واحد من ثلاثة أشكال مشتركة لجين APOE، والآخران هما APOE-e2 و APOE-e3.

كلنا نرث نسخة من شكل من أشكال APOE من كل والد. أولئك الذين يرثون نسخة واحدة من APOE-e4 لديهم مخاطر متزايدة لتطوير مرض الزهايمر. أولئك الذين يرثون نسختين لديهم خطر أكبر.

تؤدي الجينات المحددة إلى المرض مباشرة، ما يضمن أن أي شخص يرث أحد هذه الجينات سيصاب بالمرض.

وجد العلماء جينات نادرة تسبب مرض الزهايمر في بضع مئات من العائلات الممتدة في جميع أنحاء العالم. ويجري حالياً إجراء تجارب لمعرفة المزيد عن هذه الجينات من خلال دراسة الأفراد ذوي الجينات الحتمية لمرض الزهايمر.

– عوامل الخطر الأخرى التي قد تكون قادرة على التأثير

في حين أن العمر والتاريخ العائلي والوراثة هي عوامل خطر لا يمكن تغييرها، بدأت الأبحاث تكشف عن أدلة حول عوامل الخطر الأخرى التي قد نكون قادرين على التأثير فيها من خلال نمط الحياة العامة والإدارة الفعالة للظروف الصحية الأخرى.

إصابة الرأس: هناك صلة بين إصابة الرأس والمخاطر المستقبلية للخرف. ولذ يجب حماية الدماغ عن طريق ربط حزام الأمان الخاص، وارتداء الخوذة عند المشاركة في الألعاب الرياضية.

اتصال بين القلب والرأس: بعض أقوى الأدلة تربط صحة الدماغ بصحة القلب. هذا الارتباط منطقي؛ لأن الدماغ يتغذى من خلال واحدة من أغنى شبكات الأوعية الدموية في الجسم، والقلب مسؤول عن ضخ الدم عبر هذه الأوعية الدموية إلى الدماغ.

أعراض الزهايمر ليست النسيان فقط

لا يعني تعرضك لبعض نوبات النسيان أنك تعاني من مرض الزهايمر، فالمصابون بالمرض يكون لديهم بعض السلوكيات والأعراض الأخرى التي تتفاقم مع مرور الوقت، وتشمل:

– فقدان ذاكرة يؤثر على الأنشطة اليومية، ونسيان المواعيد والتواريخ من أمثلتها.

– مواجهة مشكلة في أحد الأعمال اليومية المألوفة مثل استخدام الأجهزة المنزلية.

– مواجهة مشكلة في العثور على الكلمات المناسبة.

– مشاكل في الرؤية تؤثر على القراءة.

– صعوبة التخطيط لحل المشكلات.

– تغير المزاج والشخصية.

– الميل للعزلة وترك الأصدقاء والعائلة.

– قلة النظافة الشخصية.

مراحل الزهايمر

كما ذكرنا، فمرض الزهايمر مرض تقدمي تزداد أعراضه تدريجياً مع مرور الوقت، ولذا ينقسم المرض إلى عدة مراحل تتلخص في:

1- لا توجد أعراض في هذه المرحلة ولكن قد يكون هناك تشخيص مبكر يعتمد على تاريخ العائلة.

2- تظهر الأعراض المبكرة، مثل النسيان.

3- ظهور أعراض جسدية وذهنية خفيفة، مثل انخفاض الذاكرة والتركيز. وقد تكون ملحوظة فقط من قبل شخص قريب جداً من المريض.

4- في كثير من الأحيان يتم تشخيص مرض الزهايمر في هذه المرحلة، ولكنه لا يزال يعتبر خفيفاً، ويتضح في فقدان الذاكرة وعدم القدرة على أداء المهام اليومية.

5- الأعراض المعتدلة إلى الشديدة تتطلب المساعدة من الأحباء أو مقدمي الرعاية.

6- في هذه المرحلة، قد يحتاج الشخص المصاب بمرض الزهايمر إلى المساعدة في المهام الأساسية، مثل تناول الطعام وارتداء الملابس.

7- هذه هي المرحلة الأقسى والنهائية من مرض الزهايمر، وقد يكون هناك فقدان الكلام وتعبيرات الوجه.

كيفية تشخيص واختبار مرض الزهايمر

من أجل تشخيص مرض الزهايمر يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوص لتقييم القدرات الذهنية، وتكون عادة محور الأسئلة عن التاريخ الطبي للعائلة، والأدوية التي يتناولها المريض حالياً، والنظام الغذائي الذي يتبعه.

ومن الممكن أن يختبر الطبيب الحالة العقلية لتقييم الذاكرة قصيرة المدى، وطويلة المدى، ويمكنه معرفة ذلك عبر بعض الأسئلة منها ما اليوم، ومن الرئيس.

كذلك من الممكن أن يلجأ الطبيب لإجراء فحوص ضغط الدم، وتقييم معدل ضربات القلب، وقياس درجة حرارتك.

هناك كذلك فحوص للأعصاب، وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي.

لا يوجد علاج معروف لمرض الزهايمر

ومع ذلك، يمكن أن يوصي الطبيب بالأدوية الأخرى للمساعدة في تخفيف الأعراض وتأخير تطور المرض لأطول فترة ممكنة.

ولمرضى الزهايمر المبكر أو المعتدل، قد يصف لك الطبيب أدوية مثل donepezil أو rivastigmine. هذه الأدوية يمكن أن تساعد في الحفاظ على مستويات عالية من الناقل العصبي الأستيل كولين في الدماغ.

لعلاج الزهايمر المعتدل إلى الشديد، قد يصف لك الطبيب donepezil أو memantine. يمكن أن تساعد الميمانتين في منع تأثيرات الغلوتامات الزائدة، وهي مادة كيميائية في الدماغ يتم إطلاقها بكميات أعلى في مرض الزهايمر وتدمر خلايا الدماغ.

قد يوصي طبيبك أيضاً بمضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الذهان للمساعدة في علاج الأعراض المرتبطة بمرض الزهايمر ومنها الكآبة، والأرق، والعدوان، والهلوسة.

منع مرض الزهايمر

كما لا يوجد علاج معروف لمرض الزهايمر، فلا توجد تدابير وقائية مضمونة. ومع ذلك، يركز الباحثون على عادات نمط الحياة الصحي بشكل عام كطرق لمنع التدهور المعرفي.

ومن بين هذه العادات: الإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة باستمرار، وتمارين التدريب المعرفي، تناول نظام غذائي نباتي، ومضادات الأكسدة، والحفاظ على حياة اجتماعية نشطة.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version