قالت النائبة المسلمة بمجلس النواب الأميركي إلهان عمر إن الحملة الشعواء التي استهدفتها هي وزميلتها رشيدة طليب مفهومة تماما، لأنهما يقومان بتغييرات جوهرية في النظام الأميركي.
وقالت إنها لا ترغب في الوقوف موقف المدافع عن هويتها بشكل مستمر كما يريد لها كثيرون، بل ترغب في الدفاع عن أفكارها.
وأوضحت في لقاء طويل مع موقع “إنترسبت” الأميركي أنها لن تُستفز بتنمر منتقديها من اليمين واليمين المتطرف، قائلة إن هناك رغبة لوضعها هي وزميلتها الفلسطينية رشيدة طليب وآخرين بالمجلس في موقف الدفاع المستمر عن هوياتهم.
إلهان: فكرة أن جميع الأميركيين بغض النظر عن هوياتهم لهم الحق في الحصول على مقعد بمجلس النواب لم تصبح بعد فكرة راسخة لدى المجتمع الأميركي بنخبه وقواعده |
“تفتيش عن أدلة للتطرف”
وقال الموقع إن ناشطين يمينيين اثنين “متطرفين” بوسائل التواصل الاجتماعي، أحدهما جرى وقف حسابه على تويتر، زارا المقاطعة التي تقيم بها إلهان بولاية مينيسوتا ليحاولا العثور على دليل لـ “تطرف إسلامي” بالمقاطعة مثل حظر الدخول لغير المسلمين لبعض الأماكن، لكنهما لم يجدا شيئا من هذا القبيل، كما أشار الموقع إلى وضع الضابط السابق بالبحرية الأميركية “المتطرف” كريستوفر هاسون اسمها على قائمة من يعتزم قتلهم.
وذكر الموقع أيضا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخل المعركة لتدمير إلهان، طالبا منها التنحي من منصبها بمجلس النواب، أو على الأقل ألا تتولى عضوية أي لجنة بالمجلس.
فتح أبواب أميركا
واستمرت تقول إنهما ربما تستغرقان زمنا طويلا لفتح الأبواب التي يجب أن تُفتح، وعبرت عن اعتقادها بأن من لا يريدون تغييرا في النظام يرغبون أن تقضيا كل وقتهما في السعي لفتح الأبواب وأن يعتريهما الخوف وتتراجعا.
وأشارت إلى أنها وزميلتها رشيدة اعتادتا على التنمر وحتى على الضرب مع التنمر، مضيفة أن ناخبيهما يعلمون كل ذلك ويعلمون أنهما الشخصيتان المناسبتان للذهاب إلى الكونغرس، وخلخلة النظام.
وعن محاولات تخويفها أجابت بأنها امرأة مؤمنة بالله وتدرك أنها ستغادر هذه الدنيا عندما يحين أجلها وتدرك أن مهاما كبيرة بانتظارها وأنها تركز على ذلك.
الأسرار القذرة
وأضافت أنه لم يعد من الأسرار أن المال يهيمن على السياسة في أميركا وأن ذلك من الأسرار القذرة التي لم تعد أسرارا، وأنها عندما تنتقد تأثير مجموعات الضغط “اللوبيات” تعني هذا الأمر.
وتساءلت عن الحملة الشرسة ضدها عندما هاجمت اللوبي الإسرائيلي “آيباك” وربط ذلك بمعاداة السامية، وعن السبب في عدم انتقادها عندما انتقدت اللوبي السعودي وإطلاق دعوتها لمقاطعة السعودية وعدم ربط ذلك بعداء الإسلام أو “الإسلاموفوبيا”. وقالت إن الديمقراطية الأميركية تعاني مشكلة كبيرة وهي نفوذ المال عليها.
عن محاولات تخويفها أجابت إلهان بأنها امرأة مؤمنة بالله وتدرك أنها ستغادر هذه الدنيا عندما يحين أجلها وتدرك أن مهاما كبيرة بانتظارها وأنها تركز على ذلك |
وأشارت إلى أن كثيرين ينتقدون “آيباك”، صحفيون وليبراليون ويهود، لكنهم لم يتعرضوا لاتهامات بمعاداة السامية، مؤكدة أنها اتُهمت بذلك لأنها مسلمة.
الأفكار النمطية
وأكدت ما قاله محاورها من أنها في صفاتها المختلفة، مسلمة ولاجئة وسوداء، تناسب تماما الفكرة النمطية المسبقة لدى قطاع كبير من البيض من يحملون الهويات الثلاث، مشيرة إلى أن هذه الحقيقة تكشف معلومات عن مهاجميها أكثر مما تكشفه عنها هي.
وأكدت أيضا أنها لن تدع فرصة عضويتها بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تضيع هدرا، لأنها تعلم أن السياسة الأميركية في الخارج تتسبب بأضرار كبيرة على نطاق العالم، وأشارت إلى أنها تمثل كثيرا من الهويات.
وقالت إنها في لجنة السياسة الخارجية وجدت حتى أعضاء حزبها الديمقراطي عندما يناقشون قضية اللاجئين يركزون على كيفية التحقق ممن يستحقون الحصول على حق اللجوء، وعلى تفتيشهم، لكنها ساهمت بأن يكون السؤال الرئيسي في هذه القضية هو لماذا يضطر الناس للجوء؟
أول مرة بتاريخ أميركا
وأشارت إلى أنها المرة الأولى في تاريخ أميركا يكون أحد اللاجئين عضوا بلجنة الشؤون الخارجية التي تهتم بقضية اللاجئين، مضيفة أن ما يساهم في وقف اللجوء هو أن تتصرف الولايات المتحدة بدبلوماسية وحكمة ونزاهة وتحمي حياة البشر ومواردهم، وأن تكون سياستها الخارجية متسقة مع القيم الأميركية.
وذكرت أنها تتمتع حاليا بفرصة لمعالجة الناس من أمراض العداء للإسلام، والعداء للسود ومن العنصرية عموما وأنها غير قلقة من إزعاج الأميركيين بشأن هذه الأمراض، لأنها هي نفسها تعرضت للإزعاج لسنوات طويلة وستدفع الأميركيين إلى الأمام ما وسعتها قدرتها.
وقالت أيضا إنها أجرت حوارات عميقة مع زملائها بمجلس النواب منحتها في فترة قصيرة معرفة لم يكن من الممكن أن تحصل عليها في سنوات، وإن الحملة الشعواء التي استهدفتها مؤخرا كانت نتائجها الإيجابية أكثر من السلبية.
المصدر : إنترسبت