اختفاء فلسطين من على قائمة الأمم المتحدة للمناطق المحتلة حول العالم

تقرير/ حاتم الجمسي،

الأمم المتحدة، نيويورك

03/02/2019

عقدت لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة لقائها التنظيمي لهذا العام في نيويورك يوم الخميس الحادي عشر من فبراير الماضي.

يوجد على قائمة اللجنة 17 منطقة حول العالم لا تتمتع بالاستقلال أو الحكم الذاتي، الأراضي الفلسطينيةليست  واحدة منهم.

  • منها الصحراء الغربية التي يطالب المغرب بالسيادة عليها، والتي يبلغ عدد سكانها 584 ألف نسمة ومنها مناطق أو جزر متناهية في الصغر مثل جزر فوكلاند التي تخضع لحكم المملكة المتحدة ويبلغ عدد سكانها 2500 نسمة فقط طبقا لتقاريرالأمم المتحدة وتطالب دولة الأرجنتين بالسيادة عليها ولا تعترف بسيادة المملكة المتحدة على الجزر. وهناك جزيرة نيوكاليدونيا التي تقع جنوب غرب المحيط الهادي في شرق أستراليا وشمال نيوزيلندا، حيث يبلغ عدد سكانها 268.767 ألف نسمة والتي تسيطر عليها فرنسا منذ عام 1885، والتي لا أعرف لماذا هي على قائمة الأمم المتحدة للمناطق المحتلة أو التي لا تتمتع بالحكم الذاتي، حيث أن الجزيرة وافقت على اعتبارها جزء من فرنسا وينوب عنها 3 ممثلين في البرلمان الفرنسي. ورغم أن هناك أحزاب تطالب باستقلال الجزيرة تماما عن فرنسا، إلا أن الاستفتاء الذي تم بهذا الشأن في الخامس من نوفمبر الماضي جاءت نتيجته بنسبة  56.4٪ مؤيدين للبقاء كجزء من فرنسا.

كذلك لست أدري لماذا اعتبر أنطونيو جوتيريز، الأمين العام للأمم المتحدة، ذلك الاستفتاء الذي قرر فيه مواطني نيوكاليدونيا البقاء مع فرنسا كخطوة للأمام نحو إنهاء الاستعمار في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع التنظيمي لدورة 2019 لتلك الجنة المعنية بإنهاء الاستعمار الأسبوع الماضي.

الشيء الذي استرعى انتباهي هو عدم وجود اسم الأراضي الفلسطينية المحتلة، الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية على قائمة تلك المناطق المحتلة حول العالم والتي تسعى لجنه إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة إلى مساعدة سكانها على نيل الاستقلال أو الحق في تقرير مصيرهم.

في ذات يوم انعقاد لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس 21 فبراير الماضي, سألت السيد/ ستيفان دوجاريك، المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة عن سبب عدم وجود الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن قائمة لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة فكان رده: “أن الامين العام للأمم المتحدة ليس له دور في وضع المناطق على تلك القائمة وأن هذه مسألة تخص اللجنة والدول الاعضاء فيها.” ثم نصحني بسؤال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تواصلت مع السيد/ مارك سيدون، المستشار الإعلامي للسيدة/ مارية فرناندا إسبينوسا، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة لسؤاله عن عدم وجود الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن قائمة لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة للمناطق المحتلة حول العالم، فكان الرد الذي تلقيته هو: “في الواقع إن فلسطين ليست على قائمة الأراضي غير المتمتعة بالحكم الذاتي المدرجة في جدول أعمال اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار، ومع ذلك، تؤخذ فلسطين بالاعتبار من قبل عدد آخر من هيئات الأمم المتحدة مثل: لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، المكرسة حصرا لقضية فلسطين، مكلف بها، في جملة أمور، تعزيز إعمال الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير منذ إنشائها في عام 1975، بموجب القرار 3376 ، وتقوم الجمعية العامة بتجديد ولايتها سنويا، وآخرها في القرار 72/13 المؤرخ 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، وتقدم تلك اللجنة تقاريرها مباشرة إلى الجمعية العامة. كذلك أنشأت الجمعية العامة في عام 1968 اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة، كما تقدم هذه اللجنة أيضا تقاريرها إلى الجمعية العامة.

وهناك لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة التي تنظر في عدد من القرارات المتعلقة بفلسطين.”

الى هنا انتهى رد المستشار الإعلامي للسيدة/ مارية إسبينوسا، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عدد بعض لجان الامم المتحدة التي تهتم بالشأن الفلسطيني ولكنه لم يرد على سؤالي الذي مازلت لا أجد له إجابة، وهو لماذا لا توجد الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن قائمة المناطق المحتلة حول العالم التي تعترف بها لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، تلك القائمة التي تضم 17 منطقة حول العالم، لكن الاراضي الفلسطينية ليست واحدة منها.

نصحني السيد/ مارك سيدون بالتواصل مع ميخائيل سيليانكن، رئيس قسم إنهاء الاستعمار وحقوق الإنسان الخاص بفلسطين في شعبة الاتصالات الإستراتيجية التابعة لإدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة، فتواصلت معه على الفور وجاءني منه الرد التالي:

“وفقا للتوجيه الذي تلقيته من الزملاء الذين يعالجون قضايا إنهاء الاستعمار على المستوى الفني، تخضع قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي التي ينطبق عليها الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة لموافقة الجمعية العامة. إن سلطة اتخاذ قرار بشأن إضافة إقليم إلى قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي الواقعة تحت سلطة اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار المعروفة أيضا باسم (C-24) تقع على عاتق الجمعية العامة.”

إلى هنا انتهى رد السيد/ ميخائيل سيليانكن، الذي نصحني بالعودة وسؤال لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة لاستيضاح الأمر أكثر والتي بالفعل توجهت إليها بالسؤال ولم أتلقى إجابة حتى الان.

كذلك تواصلت مع بعثة فلسطين الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن طريق الإيميل لأستوضح منهم الأمر ولم أتلقى منهم إجابة حتى الآن.

  • هل ربما يعود الأمر الى أن الفلسطينيين رسميا يتمتعون بشيء من الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة وأن هناك اتفاقيات – مثل اتفاقية أوسلو التي وقعت في هذا الشأن في عام 1993 و1995 – بينهم وبين الإسرائيليين؟ لا أستطيع أن اجزم بذلك ولا أدعي أن لدي إجابة.

حاتم الجمسي

 

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version