في إطار أنشطة الرئاسة المصرية للإتحاد الأفريقي، نظم مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام التابع لوزارة الخارجية المصرية دورة تدريبية للمدربين الأفارقة حول “منع الاستغلال والاعتداء الجنسي في عمليات حفظ السلام”، خلال الفترة من 24 إلى 28 فبراير 2019، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتجارة النيوزيلندية وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
ويأتى التدريب بعد فترة وجيزة من تولي مصر رئاسة الإتحاد الإفريقى، كأول تدريب تشهده القارة الإفريقية في هذه القضية الهامة وأول تطبيق عملي لسياسة الاتحاد الإفريقي حول منع والتعامل مع الاستغلال والاعتداء الجنسي في عمليات دعم السلام ، وسياسة الاتحاد الخاصة بالسلوك والانضباط في تلك العمليات، حيث شارك في الدورة 17 مدربا من الدول الإفريقية المساهمة بقوات عسكرية وشرطية في عمليات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة للسلام، بما في ذلك مصر وغانا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا وأوغندا ورواندا وإثيوبيا وزيمبابوي وتنزانيا. وضم فريق التدريب خبراء من فريق السلوك والانضباط ومكتب خدمات الرقابة الداخلية بالأمم المتحدة، حيث اطلع المشاركون على المفاهيم الأساسية، من ضمنها منظور النوع وحفظ السلام في حالات الصراع، والاعتبارات المتعلقة بالنوع والثقافة، والأُطر الدولية والقانونية، ودور قوات حفظ السلام في حماية المدنيين. كما أتاح التدريب الفرصة لتعزيز معرفة المشاركين بمعايير الأمم المتحدة السلوكية، والفرق بين الإستغلال والإعتداء الجنسى وغيره من أشكال العنف ومنظومة الادعاء والإبلاغ والتحقيق.
وصرح أشرف سويلم، مدير مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بأن التدريب يتماشى مع أولويات مصر خلال رئاستها للإتحاد الأفريقي، بما في ذلك تفعيل السياسات والأطر الإرشادية للاتحاد الإفريقي في مجال حفظ السلام، ودفع التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في مسائل السلم والأمن.
من جانبه، أعرب السفير جريج لويس، سفير نيوزيلندا بالقاهرة، عن امتنانه لإتاحة الفرصة لدولته للإسهام في تعزيز حماية النساء والفتيات، بإعتبارهن الأكثر تأثراً بالاستغلال والاعتداء الجنسى في أوقات النزاع، وهو الموضوع الذي يمثل أولوية لنيوزيلندا. وفى ذات السياق، أشاد السفير بالدور الهام الذي تلعبه الدول الأفريقية في حفظ السلام، وبالمساهمة الكبيرة لمركز القاهرة في بناء القدرات الأفريقية.
هذا، وقد شددت ريتشل دور ويكس، نائب المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، على دور قوات حفظ السلام في حماية ملايين النازحين ودعم توصيل المساعدات الإنسانية فى جميع أنحاء العالم، منوهة بأن هذه التضحيات يجب ألا تقوضها جرائم القلة القليلة، ومؤكدة على أهمية الجهد المنظم والإرادة السياسية للتصدي بشكل جماعي لهذا التحدي.
وتجدر الإشارة إلى أن مصر تعتبر من كبريات الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية في عمليات حفظ السلام، ومن أشد المؤيدين لسياسة عدم التسامح التي تتبعها الأمم المتحدة بشأن جرائم الإستغلال والإعتداء الجنسى في عمليات حفظ السلام، ولعبت دورا هاما في تطوير قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، فضلاً عن عضوية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في دائرة القادة حول منع والتعامل مع الإستغلال والإعتداء الجنسى في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.