في رسالة من أربع صفحات ذكر وزير العدل الأميركي وليام بار أن تحقيقات المدعي الخاص في تدخل روسي محتمل في انتخابات 2016 الرئاسية لم تظهر أن فريق حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو أي شخص مرتبط بها قد نسق مع روسيا.
وفيما يتعلق بالنقطة الأخرى التي بحثها التقرير -وهي الإعاقة المحتملة للعدالة من قبل ترامب- فقد انتهى إلى أن ترامب لم يرتكب جريمة، لكنه لم يعفه من الأخطاء.
ومع ذلك، قال وزير العدل إن التحقيق لم يشر إلى أي جريمة من المحتمل أن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية بشأن هذه النقطة.
وتنتظر وسائل الإعلام الأميركية مثلها مثل المرشحين المحتملين للمنافسة الرئاسية 2020 من قبل الحزب الديمقراطي نشر التقرير كاملا والذي يتوقع أن يستغرق أسابيع أو أشهرا، ومع ذلك فقد بدأت -وهي التي ظلت شغوفة طوال العامين الماضيين بمتابعة هذا التحقيق- بالإدلاء بتعليقاتها وملاحظاتها بشأنه.
انقشاع السحابة الأشد حلكة
وقال موقع “فوكس نيوز” إن التحليل السياسي لخطاب بار واضح تماما، وهو تحقيق نجاح كبير لترامب.
وأضاف الموقع أنه يحق لترامب أن يهتف بالنصر، وهو احتفاء لم يفوته بحسابه على تويتر، وأن هذا التحليل سيهيمن على الأخبار خلال الأيام أو حتى الأسابيع المقبلة، مما يحبط الديمقراطيين وينشط الجمهوريين.
وبالنبرة نفسها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن يوم الأحد سيكون بلا شك “الأفضل لترامب خلال ولايته”، إذ خلصت استنتاجات تقرير مولر إلى أن السحابة الأكثر حلكة والأشد تهديدا التي ظلت تحوم فوق رئاسته قد انقشعت، مضيفة أن ذلك سيعزز موقف الرئيس في معاركه المقبلة، بما في ذلك حملته لإعادة انتخابه ومنحه الثقة مجددا، ولا سيما في تعامله مع القادة الأجانب.
ولم تنس نيويورك تايمز أن تقول إن التحقيق أثقل على الرئاسة بتوجيهه الاتهام إلى ستة ممن يرتبطون بترامب.
وأضافت أن استنتاجات تقرير مولر “تستبعد إقالة الرئيس ترامب من المناقشات، على الأقل في الوقت الحالي”، ولكن الديمقراطيين يعدون بالمضي قدما في التحقيقات في كل جانب من جوانب الرئاسة: إعاقة العدالة، إساءة استخدام السلطة، الفساد، والدفاع عن سيادة القانون.
وليام بار: ترامب لم يرتكب جريمة بشأن إعاقة العدالة لكنه ارتكب أخطاء (الفرنسية) |
وأشارت قناة “فوكس نيوز” المحافظة إلى “النصر التام لترامب”، وتصر على استعداد حاشية الرئيس لبدء تحقيق لمعرفة أصل “مطاردة الساحرات”، قائلة إن ترامب تساءل عن عمل مولر وعمن حدده وموله.
أسئلة عن علاقة ترامب مع بوتين
واشنطن بوست قالت في افتتاحية لها إن ترامب لم يتواطأ مع روسيا، لكن من الخطأ القول إن مولر قد برأه.
وتعيد الصحيفة -من جانبها- المناطق الرمادية في هذا التحقيق الذي استغرق نحو عامين، متسائلة عما يقوله تقرير مولر بالضبط عن إعاقة العدالة، ولماذا يكذب كثير من المتحلقين حول ترامب بشأن تعاملهم مع الروس؟ ومن هم الـ500 شاهد الذين تم استجوابهم؟ كذلك قالت في أحد تقاريرها إن عبارة “لا تواطؤ” تتمدد من كونها “تعويذة جريئة” إلى “صرخة وهتاف” للحشد لإعادة انتخاب ترامب.
وعلى المنوال نفسه، يتساءل موقع بوليتيكو الأميركي باستفاضة عن العلاقة الخاصة لترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن الأول لم ينتقد الثاني مباشرة أبدا، وإذا كان من الواضح -بما يكفي من تقرير وزير العدل- أن ترامب لم ينسق مع بوتين في انتخابات عام 2016 فإن الأسباب التي تقف وراء رغبته في التآمر مع بوتين لإعادة تشكيل السياسة الخارجية لأميركا تظل سرا غامضا.
هجمات ارتدادية
وقالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية إن نفي التواطؤ بين موسكو وحملة ترامب قد وجد الإشادة في موسكو، ونسبت إلى معلق سياسي روسي مقرب من الكرملين قوله “روسيا لم تنتخب ترامب”.
أما مجلة فورين بوليسي فتشير في عنوان لتحليل مطول لها إلى أن الهجمات الارتدادية لترامب بشأن تحقيق مولر ستبدأ الآن بعد أن تمت تبرئته “تقريبا” وتضاءلت فرص عزله من منصبه.
وتوقعا لكشف محتمل عن المزيد من نتائج تحقيق مولر، أشارت العديد من الصحف أيضا إلى التحقيقات الأخرى المفتوحة ضد ترامب، بما في ذلك التحقيق في نيويورك بشأن تضارب المصالح المحتمل وانتهاكات تمويل الحملات الانتخابية.
المصدر : الصحافة الأميركية