ذكر تقرير للأمم المتحدة يوم الأربعاء أن الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في أفغانستان تراجعت قرابة الربع خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام في ظل طقس شتوي شديد البرودة وانخفاض حاد في عدد الهجمات الانتحارية.
وأفاد أحدث تقرير صادر عن بعثة المعاونة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان بأن مجمل الخسائر البشرية في الفترة من يناير كانون الثاني إلى مارس آذار انخفضت إلى 1773 بواقع 581 قتيلا و1192 مصابا. ويمثل هذا العدد انخفاضا نسبته 23 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار التقرير في الوقت نفسه إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة بسبب الضربات الجوية الأمريكية والأفغانية التي راح ضحيتها 145 شخصا ومثلت أكبر سبب لسقوط قتلى مدنيين خلال هذه الفترة. وأضاف أن 140 قتيلا من بين هؤلاء سقطوا في ضربات جوية أمريكية.
وعلى الرغم من تراجع الخسائر البشرية التي تسببت فيها الجماعات المتشددة بأكثر من الثلث خلال هذه الفترة فإن القوات الموالية للحكومة تسببت في سقوط المزيد من القتلى وذلك للمرة الأولى منذ أن بدأت الأمم المتحدة التسجيل قبل عشر سنوات.
وقال تاداميتشي ياماموتو أكبر مسؤول للأمم المتحدة في أفغانستان في بيان ”لا يزال هناك عدد صادم من المدنيين يتعرضون للقتل والتشويه يوميا“. ودعا البيان كل الأطراف إلى بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين.
وأضاف أنه يتعين على الجماعات المتشددة الكف عن تعمد استهداف المدنيين واستخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع، وأنه ينبغي كذلك على القوات الموالية للحكومة خفض عدد قتلى الضربات الجوية وعمليات التفتيش الآخذ في الارتفاع.
وأفاد التقرير بأن البعثة وثقت وقوع أربع هجمات انتحارية مما أسفر عن سقوط 178 مدنيا بين قتيل وجريح خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام مقابل 19 واقعة أسفرت عن سقوط 751 بين قتيل وجريح خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وتزامن انخفاض عدد الهجمات الانتحارية مع سلسلة اجتماعات بين دبلوماسيين أمريكيين وممثلين لحركة طالبان بهدف التأسيس لمفاوضات سلام شاملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 عاما.
وانخفضت الخسائر البشرية التي وقعت بسبب الجماعات المسلحة، بما في ذلك طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية، 36 في المئة إلى 963 هم 227 قتيلا و736 مصابا لكنها لا تزال مسؤولة عن أكبر عدد من الخسائر الإجمالية في صفوف المدنيين خلال الشهور الثلاثة.
وفي المقابل، زاد حجم الخسائر التي تتسبب فيها القوات الموالية للحكومة 39 في المئة إلى 608 هم 305 قتلى و303 مصابين.