لو أن غيمة دخلت نوافذ منزلك الموجود على رأس جبل، فهل تمطر داخل المنزل كما تمطر خارجه؟ الجواب الذي قد تظنه «نعم» للوهلة الأولى هو «لا»، فالمطر والغيوم ظاهرتان فيزيائيتان نتعامل معهما يومياً بديهياً، لكن الأمور أكثر تعقيداً وإذهالاً مما نظن.
المطر ببساطة، هو مياه معادٌ تدويرها، تبخرت من سطح المحيطات والبحيرات والأنهار والبحار، لتصعد إلى طبقات الجو العليا التي تتميز بوجود التيارات الهوائية الباردة.
عندما تتعرض جزيئات الماء للتيار البارد تفقد حرارتها وطاقتها وتتكاثف على ذرات الغبار التي تحملها التيارات الهوائية، ومن ثم تتشكّل الغيوم التي تهطل الأمطار فيما بعد.
بينما يتساقط يومياً مليار طن من الأمطار على الأرض، نتعرف فيما يلي، على حقائق غريبة عن الأمطار !
أقل مكان ممطر ليس في الصحراء
يبدو الأمر غير بديهي تماماً، ولكن قارة أنتاركتيكا هي أكثر قارات العالم جفافاً، حيث تحصل على 6.5 بوصة فقط من الأمطار أو الثلج سنوياً، وهو ما يجعلها القارة التي بها أقل معدل هطول للأمطار.
على النقيض، فإن منطقة Lloro في كولومبيا تحصل على أكثر من 500 بوصة من الأمطار سنوياً، لتصبح أكثر الأماكن التي تنهمر عليها الأمطار.
في القارة القطبية الجنوبية هناك بقعة تمثل نحو 1% من القارة (4000 كم أو 2500 ميل) خالية من الجليد، لم تتلّقَ المطر أو الثلوج منذ مليوني عام، وفقاً لإحدى الدراسات التي أجراها علماء أستراليون.
وتسمى هذه المناطق الوديان الجافة أو واحة القطب الجنوبي، ويُعتقد أنها أقسى المناطق في العالم.
ويوضح العلماء أن هذه المنطقة الخالية من الجليد قد تتوسع بسبب تغير المناخ بنسبة تصل إلى 25% بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.
أحياناً.. المطر لا يبلل الأرض
نعم، إنها حقيقة مدهشة حول المطر. في الأماكن الجافة وشديدة الحرارة، يتبخر المطر في بعض الأحيان قبل أن يصل إلى الأرض.
ويصف عالم البيئة إدوارد آبي هذا «المطر الوهمي» أو Phantom Rain قائلاً: «ترى ستائر من المطر تتدلى بالسماء، في حين تذبل الكائنات الحية أدناه، لعدم وجود الماء!».
قطرات المطر ليست على شكل «دمعة»
كثيراً ما نجد الفنانين والرسامين يعتمدون شكل «الدمعة» عند رسمهم لقطرات الماء، لكن شكل حبة المطر أبعد ما يكون عن شكل الدمعة.
إن تسمية «قطرة المطر» هي في الواقع تسمية خاطئة، فعندما تتكثف جزيئات الماء الصغيرة جداً على سطوح ذرات الغبار في الغيوم تبدأ بالتحرك ويتحد بعضها مع بعض في الغلاف الجوي قبل السقوط، متخذة شكلاً كروياً إلى حد ما.
عند سقوطها، تزداد قوة السحب مقابل السقوط، وتواجه ضغطاً بالهواء يعمل على تسوية الجزء السفلي من القطرات، بحيث ينتهي بها المطاف لأخذ شكل يشبه كعكة الهامبرغر.
عندما تكون قطرة المطر كبيرة بما يكفي، ستصبح قوة السحب مقابل القطرة كبيرة بدرجة كافية لتقسيم قطرة المطر؛ وهذا بدوره يكوّن قطرات أصغر تسقط على الأرض، كقطرة كروية ذات قاع مسطح.
المطر هو المال في بعض الدول
في دولة بوتسوانا الإفريقية، العملة هي «البولا البوتسواني»، و كلمة «بولا» أو pulaتعني أيضاً «المطر».
واستخدامها كاسم للعملة الرئيسية يوضح مدى ندرة الأمطار الثمينة في هذه الدولة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.
لماذا نعتبر رائحة المطر منعشة؟
تنتشر رائحة مميزة في الهواء بعد هطول الأمطار، هذه الرائحة هي في الواقع بسبب البكتيريا! الأكتينوميسيتات هي نوع من البكتيريا الخيطية، تنمو في التربة عندما تكون الظروف رطبة ودافئة. عندما تجف التربة، تنتج البكتيريا جراثيم في التربة.
الهواء الذي يصحب هطول الأمطار، بالإضافة إلى الرطوبة التي تصحب الأمطار أيضاً، تحتل وظيفة بخار عطر الجو، فتحمل تلك البكتيريا وتنشرها في الجو كما يفعل بخاخ عطر الجو؛ حتى تصل إلى أنف الإنسان فيتنفسها.
المطر قد لا يتكون من الماء فقط
يحدث هطول الأمطار على كواكب أخرى من النظام الشمسي أيضاً؛ ومع ذلك، فهو يختلف عن المطر الذي نعرفه هنا على الأرض.
هناك قد يكون مصنوعاً من الميثان والنيون والكبريتات المسببة للتآكل أو الحديد، بدلاً من الماء.
المطر على كوكب الزهرة مصنوع من حمض الكبريتيك، وعلى قمر كوكب زحل «تيتان» مثلاً يتشكل من الميثان وليس الماء.
وأخيراً، عودة إلى السؤال الذي طرحناه في بداية التقرير: لماذا لا تتساقط المياه داخل المنزل؟
ببساطة، لأن المطر يحتاج ارتفاعاً شاهقاً، فقطرات المياه تسقط صغيرة ثم تكبر مع المسافة التي تقطعها وصولاً إلى الأرض!
المصدر: وكالات