يعرض الكاتب جيمس كارافانو في مقال نشرته مجلة “ناشوينال إنترست” الأميركية طرائق يرى أنه يمكن للولايات المتحدة من خلالها متابعة مصالحها في الشرق الأوسط وجعل المنطقة أكثر أمانًا لها ولحلفائها.
ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة قوة عالمية ذات مصالح ومسؤوليات في كامل أرجاء العالم، وإن حماية هذه المصالح تتوقف على إمكانية النفاذ إلى المشاعات العامة بما في ذلك البحر والفضاء والجو والفضاء الإلكتروني، وعلى تحقيق الاستقرار في كل من أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادي (المراكز التجارية الكبرى)، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط يعد من أهم هذه المناطق.
ويضيف أنه غالبا ما يرتبط ازدهار وأمن الولايات المتحدة باستقرار ورفاه هذا الجزء من العالم، وأنه لذلك ينبغي أن تقوم أي إستراتيجية محتملة للولايات المتحدة على عوامل جادة تسمح لها بالتعامل مع الشرق الأوسط الكبير، بما في ذلك منطقة شمال أفريقيا.
ويدعو الكاتب إلى ضرورة التخلّي عن نظرية “القيادة من الخلف” ويقول إن خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تساهم في تشتيت الانتباه عن بعض القضايا. ويستدرك بأن القيادة الإستراتيجية الفعلية تستلزم أكثر من مجرد تعليقات وتغريدات على تويتر، وأنها تتطلّب اتخاذ إجراءات واقعية من جانب الحكومة.
الكاتب: بعض المشاكل في المنطقة تفاقمت بسبب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة حيث احتدمت الحرب المضنية في اليمن (رويترز) |
أخطاء ومشاكل
ويرى الكاتب أن بعض المشاكل في المنطقة تفاقمت بسبب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة، فقد احتدمت الحرب المضنية في اليمن، وتزعزعت العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، كما ظهرت خلافات مع تركيا.
ويضيف أن السياسات الأميركية لم تحرز أي تقدم في مجال حقوق الإنسان والحريات الاقتصادية، إضافة إلى انتشار حالة من عدم اليقين إزاء القضية السورية التي نجم عنها أعداد هائلة من اللاجئين وحركات من الهجرة غير الشرعية، ويقول إنه ينبغي للولايات المتحددة أن تواصل ممارسة الضغط بهدف معاقبة وعزل وإضعاف نفوذ طهران والسيطرة على وكلائها.
إستراتيجية الإدارة القادمة
ويرى الكاتب أن تحرّك الولايات المتحدة بمفردها لن يساعد على تأمين مصالحها في الشرق الأوسط، وأن قائمة المهام الإستراتيجية المحتملة لعام 2020 وما بعدها تتمثل في التالي:
1- تطوير بنية أمنية أكثر إحكاما في مرحلة مبكرة، مشيرا إلى أن إدارة ترامب اقترحت إقامة تحالف متعدد الأطراف مع شركائها العرب. غير أن هذا التحالف تعرض للتهميش بسبب حصار قطر، وأن الموقف ازداد تعقيدا إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا.
2- التخلص من العراقيل في شمال أفريقيا، موضحا أن فرص ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط لن تزداد إلا في حال وجود أساس متماسك يحقق التوازن في كل من ليبيا والمغرب ومصر وتونس، وأنه من الضروري أن تنهض الولايات المتحدة بلعبتها الدبلوماسية في ليبيا، والتنسيق مع دول شمال أفريقيا من أجل تعزيز التجارة والتنمية الإقليمية والإدارة الرشيدة والاستغلال المثمر للموارد الطاقيّة.
3- الحفاظ على القدر الأقصى من الضغط لاحتواء النفوذ الإيراني وتقويضه، حيث يرى أن إيران لا تزال تشكل التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها والاستقرار في الشرق الأوسط.
4- الحفاظ على هزيمة تنظيم الدولة، والتصدي لظهور جماعات متطرّفة أخرى.
5- الالتزام بالتخفيف من حدّة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يرى أنه بينما تنوي إدارة ترامب الكشف عن خطة السلام التي طال انتظارها، لم يحن الوقت بعد للتوصل إلى تسوية سلمية شاملة.
ويختتم أن نهج الولايات المتحدة يجب أن يركّز بالأساس على توظيف وسائل موثوقة وفعّالة لتعزيز الحكم الرشيد في غزة والضفة الغربية، وإنه لتحقيق هذه الغاية يجب أن تسعى واشنطن إلى إدارة عواقب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عوضا عن التسرّع في البحث عن تسوية شاملة سيكون مآلها الفشل.
المصدر : ناشونال إنترست