رغم أن عقارب الساعة تجاوزت العاشرة صباحًا ببضع دقائق، لكن شارع الفادي بمنطقة فيصل بدى خاليا من المارة، إلا من شاب ثلاثيني رث الثياب، أشعث الشعر، يسير بخطوات ثقيلة ومرتبكة كحال متعاطي المخدرات؛ وتتبع الشاب سيدة ستينية مطأطئة الرأس، يبدو عليها أنها والدته، خاصة عندما رجع عدة خطوات ليتحدث معها.

بدى واضحا من حركات يد الأم وطريقة نجلها أنهما يتشاجران لسبب ما، لكن ما هي إلا خطوتان أخريان حتى أخرج الشاب المغيب سكينا من ملابسه، وسدد لوالدته أكثر من 12 طعنة، حاولت المسكينة مقاومته بذراعين تضعفان أكثر بعد كل طعنة، قبل أن تسقط أرضا غارقة في دمائها.

ابتعد الابن عن والدته خطوتين، وعاد من جديد ليكيل لها 10 طعنات أخرى وربما أكثر، تحركت الأم لمرة أخيرة تحاول مقاومة الابن، ثم سكنت بعدها للأبد، غير مبالية بطعنات نجلها التي يسددها بغل وحقد ووحشية لا تملكها الحيوانات الضارية.

يقول أحد الجيران، محمد رجب “أنا كنت نايم صحيت على صراخ الأم.. نزلت الشارع لقيتها غرقانة في دمها”، فالأم سقطت قتيلة أمام العقار الذي يسكنه، والتقطت كاميرا المراقبة المثبتة علي مركز الصيانة الخاص به تفاصيل الجريمة كاملة؛ هرول “رجب” مع جيرانه في اتجاه الصراخ ليفاجأوا بجثة الأم، وابنها يسير علي غير هدى قابضا بيده اليمنى علي سكينه الغارق بدماء والدته.

كاد محمد رجب، يصبح الضحية الثانية للشاب الثلاثيني بعدما اعترض طريق هروبه، لولا تدخل أحد الجيران بعصا “شومة”، فضرب يد قاتل والدته وأسقط سكينه، حينها انقض عليه أهالي المنطقة ركلا ولكما، وسيطروا عليه تماما، وبعد أن قيدوه بالحبال اتصلوا بالشرطة وأبلغوا عن الواقعة.

وعن سبب الجريمة يقول “رجب” إن الشاب مدمن للمخدرات، واعتاد الاستيلاء على منقولات منزل والدته وبيعها بأثمان بخسة للتجار في المنطقة، والأم المسكينة تعود من جديد لتسترد أشياءها وملابسها، وتعيد للتجار أموالهم، ويبدو أن الشاب قتل والدته خشية افتضاح أمره في المنطقة؛ وينهي حديثه قائلا “السبب الحقيقي للجريمة لا يعلمه إلا الله”.

أما “محمد” ميكانيكي السيارات فيقول إن الشاب ووالدته ليسا من سكان شارع الفادي الذي شهد الجريمة، بل يقيمون بشارع كعابيش في منطقة مجاورة.

يؤكد “محمد” أن القاتل كان متعاطيا لكمية كبيرة من المخدرات وقت الحادث، فلا يمكن لأي شخص طبيعي أن يرتكب مثل تلك الجريمة وبنفس الطريقة الوحشية والبشعة، ويتابع قائلا “كان في 15 واحد بيضربوه بعد الجريمة وهو مش حاسس بحاجة”.

القاتل نفسه اعترف بجريمته في تحقيقات النيابة العامة، وقال إن خلافه مع والدته بدأ منذ سنوات بسبب إلحاحها الدائم عليه للزواج، وأنه وافقها وتزوج عروسا من اختيارها، لكن منذ ذلك الحين لم تتوقف مشكلاته معها.

وأضاف المتهم أنه غضب من والدته بشدة لأنها زوَّجته، قائلا “جوزتني جوازة طلعت مش كويسة”، ويوم الواقعة تشاجر مع زوجته واعتدى عليها بالضرب المبرح، وبعدها توجه لمنزل والدته غاضبا، تشاجر معها وطلب منها إنهاء زواجه، إلا أن الأم رفضت وطالبته بالصبر، فغضب بشدة وتوجه إلى المطبخ واستل منه سكينا وطارد والدته وأنهى حياتها.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version