====================
يبدو أن مسألة الجيل الخامس من شبكات المحمول و المعروفة ب جى فايف أكبر مما نتصور فمنع ترامب لشركة هواوى من الموافقة على تركيب الشبكة فى أمريكا ليس بسبب التجسس كما يدعى و لكن السبب الحقيقى أن الصين وصلت لهذه التقنية قبل الولايات المتحدة مما سيتيح للصين فعليآ الهيمنة على المستقبل بأكمله فالجيل الخامس من الاتصالات سيجعل التليفون المحمول يتحكم فى حسابك البنكى و الدفع و السحب فى البنوك و المحلات مما سيلغى بطاقات الائتمان التى تهيمن عليها أمريكا كما أنه سيستعمل فى دفع الفواتير و تذاكر المواصلات العامة الطائرة منها و السابحة و المسيرة أرضآ أيضآ كما أنه سيتحكم فى أنواع من التحليلات الطبية و الاشاعات الطبية المقطعية للأفراد عن طريق الهاتف و خدمات أخرى لم نعرفها بعد .
أمريكا تريد أن تكون سباقة فى بلع هذه الكيكة التى تفوق الخيال فى مدخولها المادى و لما سبقتها الصين اليها تحجج ترامب بالتجسس ليضع عثرة فى طريق الصين حتى تتمكن أمريكا من اللحاق بها و لكن الفرصة قد مرت . بريطانيا أعلنت اليوم أنها طورت شبكة جيل خامس دون الاستعانة بهواوى حتى تلتهم ما تستطيع من تلك الكعكة . و لكن الصين جاهزة بنظامها و سعره تنافسى و أظن أنه سيغزو العالم عاجلآ و ليس آجلا . و إنقسام دول العالم بين شبكات امريكية و صينية و بريطانية غير عملى و مكلف بالنسبة للمستهلك . كلمة مؤسس شركة هوواى أمس أنهم قاموا بترتيبات و أن لن يلحقهم أحد و لا بعد سنوات لها مدلول نفسى يربك المنافسين . و لعل هذه المعركة هى أكبر معركة إقتصادية بين الصين و الغرب و كانت ألمانيا أعلنت أمس أنها لن تقاطع هواوى لمجرد أنها شركة صينية و هو تصريح موجه لأمريكا بتقديم أدلة علمية على امكانية التجسس من هواوى أو أن يخرس كما يلمح الى تفضيل ألمانيا التى هى أوروبا للتعامل مع الصين فى هذا المجال و ليس مع أمريكا و قرارات ألمانيا تحترم فلا ينبأك مثل خبير .
بريطانيا هذه الايام تهرول لتأييد أمريكا أملآ فى شراكة موعودة بينهم بعد خروج بريطانيا من السوق الاوروبية و محاولة لوضع شبكتها البديلة فى أمريكا و دول الانجلوساكسون الخمسة المتحدثة بالانجليزية . صراعات شيقة ستحدد توجه العالم فى القرن القادم و من سيملك تلك البقرة الحلوب المسماة بالجيل الخامس .