إسرائيل تتجه إلى الانتخابات مجدداً، فقط بعد 7 أسابيع من الانتخابات الأخيرة، بسبب خلافات في الائتلاف المحتمل مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، بسبب مشروع قانونٍ لتجنيد اليهود المتشددين دينياً في الجيش.

ورغم أنه يتم وصف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أنه الصراع الذي يحدد شكل إسرائيل، فإن التوترات بين اليهود الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين (أو الأقل تديناً) هي العامل الأكبر الآخر الذي يشكّل قوام الدولة اليهودية الحديثة، كما تقول صحيفة Washington Post.

إذاً ماذا يحدث هنا؟

القطاع الإسرائيلي الديني المتطرف قويٌّ ويتنامى

  • الخدمة العسكرية إلزاميةٌ لكل اليهود الإسرائيليين الذين يبلغون من العمر 18 عاماً (المواطنون العرب والفلسطينيون في إسرائيل، والذين يشكّلون 20% من السكان، مستثنون من الخدمة). بالعودة إلى عام 1949، قرر أول رئيس لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، استثناء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية لأنهم يشعرون بأن واجبهم الوحيد هو دراسة النصوص اليهودية وفصل أنفسهم عن المجتمع الحديث.
  • أما الآن وبدلاً من التحول إلى مجتمعٍ علماني مثلما توقع بن غوريون، يشكّل المتشددون الدينيون 10% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 9 ملايين نسمة. هذه الفئة التي عادة ما تتكون من عائلات كبيرة والتي تسمى أيضاً اليهود الحريديم، هي إحدى الفئات الأسرع نمواً بين السكان.
  • الأحزاب السياسية المتزمتة المتطرفة أصبحت صانعة الملوك، إذ بوسعها تكوين وتفكيك أي ائتلاف وهي تزداد سلطةً فقد فازت بـ 16 مقعداً من أصل 120 في الكنيست الذي انتُخب في أبريل/نيسان الماضي.
  • هذه الأحزاب ستقف بجانب أي حزبٍ يحمي مصالحها، بما في ذلك تقديم معوناتٍ حكومية لمن يدرسون من هذه الفئة. بقية الإسرائيليين مستاؤون من كل ما يحصل عليه هؤلاء دون المشاركة في الركن المقدس من المجتمع اليهودي الإسرائيلي: الخدمة العسكرية.

المعركة حول التجنيد العسكري

  • في سبتمبر/أيلول من 2017، ألغت المحكمة الدستورية الإسرائيلية العليا جزءاً من قانون التجنيد الخاص بعام 2015 والذي يستثني طلاب المعاهد اليهودية من الخدمة العسكرية، واصفةً القانون بأنه غير دستوري وقائمٌ على التمييز. أمرت المحكمةُ الحكومةَ بإيجاد إطارٍ جديد يوفر معاملةً متساويةً بين جميع المواطنين اليهود. خرج الحريديم الغاضبون في احتجاجاتٍ فاضطرت المحكمة لتمديد الفترة المحددة لتمرير قانونٍ جديد.
  • في ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، طالب بنيامين نتنياهو، الذي يواجه خطر توجيه الاتهام إليه في ثلاث قضايا فساد، طالب بانتخاباتٍ مبكرة، ظاهرياً بسبب عدم الاتفاق حول مشروع قانونٍ حول تجنيد الحريديم قبل انتهاء الفترة المحددة الجديدة (وصف خصومه قرار الانتخابات المبكرة بأنه حركةٌ مثيرة للسخرية لإعادة انتخابه قبل أن يتم توجيه الاتهام إليه).
  • أعيد انتخاب نتنياهو في أبريل/نيسان الماضي وكل ما توجب عليه فعله هوتكوين تحالفٍ حاكمٍ يشكّل على الأقل 61 مقعداً من أصل مقاعد الكنيست الـ120 ليضمن منصبه كرئيسٍ للحكومة. أو هكذا اعتقد. فخلال الأسبوع الماضي رفض أفيغدور ليبرمان، الرئيس العلماني القوي لحزب إسرائيل بيتنا، الانضمام لتحالف نتنياهو إلا إذا قام رئيس الوزراء بضمان تمرير نسخة ليبرمان من مشروع القانون الخاص بالحريديم، وهو ما ترفضه الأحزاب المتدينة التي تشكل هي أيضاً جزءاً من تحالف نتنياهو.
  • مشروع القانون الذي يضغط ليبرمان لتمريره يحدد عدداً سنوياً أدنى لتجنيد الرجال المتشددين دينياً، كما أنه يفرض عقوباتٍ مالية على المعاهد، حيث يدرس الطلاب في حال لم يصل العدد إلى الرقم المطلوب. لكن المشروع إجمالاً يمنح طابعاً قانونياً لاستثناء معظم الطلاب المتدينين من الخدمة (حزب ليبرمان يتمتع بشعبيةٍ وسط الإسرائيليين، خاصةً الإسرائيليين من أصل روسي الذين يدعمون سياسات اليمين لكنهم يعارضون المظاهر الدينية في الحياة اليومية، مثل إغلاق المحلات في أيام السبت اليهودي).
  • حزب يهدوت هتوراة المدعوم من باقي الأحزاب المتدينة اليهودية، رد بالمطالبة باستثناء أي رجلٍ متدين يرغب في الدراسة بدل الخدمة في الجيش.
  • حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو عرض على ليبرمان تسويةً: خيارُ تمرير القانون بدون أعداد محددة ثم تحديدها لاحقاً، وهو خيارٌ رفضه ليبرمان لأنه طريقةٌ لتمييع القانون وجعله عديم المعنى.

مستقبل إسرائيل وجيشها

  • توقع النقاد الإسرائيليون أن ليبرمان -الذي كان مقرباً من نتنياهو- ربما ينوي الإطاحة بنتنياهو الذي يعارضه ليبرمان حالياً.
  • أنكر ليبرمان أن هذه نيته، بل وشدَّد على أن المعركة حول مشروع قانون الحريديم هي معركةٌ رمزية حول إلى أي مدى يجب أن تحدد الشريعةُ اليهودية السياسةَ والحياة اليومية في إسرائيل.
  • ينظر اليهود الإسرائيليين إلى الخدمة العسكرية على أنها «واجبٌ حيوي ومصدرٌ للوحدة الوطنية بينهم»، لكن وفي السنوات الأخيرة، يعاني الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على حماس الناس للانضمام إلى الجيش والبقاء فيه.
  • وبسبب ارتفاع معدل حالات التسرّب من الخدمة، خفض الجيش مدة الخدمة الإلزامية. دمج اليهود المتدينين في الجيش -الذين يتبعون أحكاماً متشددة فيما يتعلق بالطعام والتفاعل بين الرجال والنساء وغيرها من الأحكام- يضيف تعقيداتٍ أكبر.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version