يقول الحديث النبوي الشريف: “الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا” أو كما قال. ونحن نقف أمام حقيقة الموت في محاولات جادة للتمعن فى مفهومنا للحياة وكيفية التعامل مع الآخرين والموت المفاجئ هو ما يجعلنا نتذكر المعنى العميق لهذا الحديث الشريف.
خلال أيام شهر رمضان الكريم، رحل عنَّا وعن عالمنا المحامي إيهاب مصطفى – رحمة الله عليه – حيث كان لرحيله صدمة وصدى واسعَيْن لدى أهله وأصدقائه ومحبيه. فقد كانت سيرته العطرة على ألسنة الذين عرفوه عن قرب نظراً لدماثه خلقه واهتمامه اشديد بقضايا وأمور الناس الذين تعاملوا معه.
مكتب المحامي الراحل الأستاذ/ إيهاب مصطفى يعج بملفات وقضايا ستعود لأصحابها، وبالتأكيد سيكون هناك إهتمام من قبل أسرة وعائلة الفقيد حول كيفية التعامل مع هذا الأمر الهام. الجميل والذى لفت أنظار مجتمعنا وجاليتنا العربية، ليس فقط حجم الإهتمام والمواساه من قِبَل مجتمعنا المدني وهذا من الصفات الجميلة التى ميزت أبناء الجاليات العربية، إنما الجميل والمؤثر إننا وجدنا أنفسنا أمام مواقف إنسانية دلت على مستوى النُبل والرُقي فى العلاقات الإنسانية حيث إننا تعودنا على وجود نوع من التنافس المهني الشريف عادةً بين أبناء المهن الواحدة ومنها مهنة المحاماة.
على بُعد خطوات من مقر أو مكتب المحامي الراحل الأستاذ/ إيهاب مصطفى، يوجد مكتب المحامي القدير والصديق الأستاذ/ محمد السواعير، الذى تربطه علاقات عمل وصداقة بالمحامي الراحل. شعر مجتمعنا المدني بالموقف الإنساني والإهتمام الشخصي عندما تحدث الأستاذ/ محمد السواعير عن هذا المصاب الجلل واعتبر نفسه أنه أحد أفراد الأسرة حيث كانت تربطه علاقات صداقة وعمل مع الراحل أخونا الحبيب إيهاب مصطفى رحمة الله عليه. إننا هنا أمام صورة ذهنية رائعة يجب أن نقف أمامها لنتعلم منها الكثير. فعطاء وعمل المحامي الراحل قد ظهر بوضوح أثناء حياته وبعد الوفاة من محبيه ومجتمعنا المدني وأيضا أنه ليس فقط بالتنافس المهني تقوم الحياة، بل هناك أمور تظهر مع الوقت. فالحياة… وجهات نظر.
رحم الله الفقيد العزيز، والشكر والتقدير والعرفان بالجميل لكل من أظهر تعاطفاً ومواساة مع الراحل وأسرته.