أكد السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية السابق، على أهمية “المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد” بشرم الشيخ لارتباطه بمبادرات عديدة تطرحها وتقودها مصر لتحقيق التنمية في أفريقيا وتحظى بترحيب وتأييد جميع دول القارة الطامحة في اللحاق بركب التقدم وتحقيق الشمول المالي والتحول الرقمي.
وقال السفير الحفني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن مصر بهذا المنتدى – الذي جاء بمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي – تعوض غيابها في السنوات الماضية عن مكافحة الفساد بعد أن أبدت اهتمامًا كبيرًا في هذا الشأن بتوقيعها عام 2018 في أديس أبابا اتفاقية القضاء على الفساد.
وذكر السفير أن الفساد كان أحد أسباب نزول المصريين إلى الشارع في 25 يناير، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة في منتصف 2014 بذل جهودًا حثيثة ولا يزال في مجال الشفافية والنزاهة ومكاشفة المصريين وخاصة الشباب واتخذ العديد من المبادرات لتمكين أجهزة الرقابة لملاحقة الفاسدين ومحاصرة الفساد.
وأشاد السفير علي الحفني بمنتدى شرم الشيخ لما يتيحه من تبادل للخبرات والاستراتيجيات لمكافحة الفساد، لافتًا إلى أن القارة الأفريقية اليوم ليست كما عاهدناها بل أصبحت قارة فتية تشهد جهود حثيثة في كل المجالات لا سيما في التنمية الاقتصادية، وهو ما أسفر عن وجود ٦ أو ٧ دول بأفريقيا حققت أكبر معدلات نمو على مستوى العالم.
وتابع أن هناك تغييرًا واهتمامًا في أفريقيا بالجوانب الاقتصادية مع الوعي والقناعة بأن عملية الفساد واستمرارها تمثل أحد أهم بل وأولى المخاطر التي تهدد الجهود المبذولة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، مشيرًا إلى الاهتمام أيضًا بالتحرك القاري ونقل التجارب من أجل التغيير والتقدم لاسيما أن الزعامات تعد لحلم أفريقي وأجندة وخطة للتنمية بكافة أشكالها لعام 2063.
ولفت نائب وزير الخارجية السابق إلى وجود رغبة في النهوض بشكل فردي إلا أن هناك في الوقت ذاته أيضًا إدراكًا بأن كل الدول الأفريقية لها مصلحة في الاندماج، مبرزًا أن المجتمع الدولي يتعامل اليوم مع الاتحاد الأفريقي بشكل جاد اعتمادًا على المصداقية التي تبديها هذه المنظمة القارية.
وذكر أن مدينة سوتشي ستستضيف يوم 24 أكتوبر قمة روسيا – أفريقيا تحت الرئاسة المشتركة لكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي، ورئيس روسيا فلاديمير بوتين، في حدث هو الأول في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية، وهو ما يعكس الجهود المضنية المبذولة في القارة لدفع التنمية بكافة جوانبها والقضاء على الفساد الذي يعد من أبرز التحديات أمامها.
ولفت إلى أن مصر وليبيا وتونس والجزائر والسودان وجنوب السودان قد شهدت أحداثًا كبيرة ، فضلاً عن الأوضاع في الصومال، محذرًا من أن الجريمة المنظمة سواء تجارة أسلحة أو مخدرات أو تهريب بشر أو غيرها من الجرائم العابرة للحدود تتغذى على الفوضى، “ولذلك من ضمن الأطراف التي تراقب الاهتمام الأفريقي المتزايد بمحاربة الفساد هي المنطمات الإرهابية والإجرامية في أفريقيا مثل بوكو حرام، القاعدة، داعش، الشباب الصومالي والتي لديها مصلحة في انعدام الاستقرار وشيوع الفوضى”.
يشار إلى أن المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد والذي يختتم أعماله، اليوم الخميس، بشرم الشيخ كان قد افتتح فعالياته، الأربعاء، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.