اتَّخذت مقابلة دونالد ترامب مع فريقٍ من صحفيي مجلة Time الأمريكية منحًى مفاجئاً حين أدلى الرئيس بتعليقٍ حول السجن لأحد الصحفيين.
حسب شبكة CNN الأمريكية جرت هذه الواقعة داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض يوم الإثنين، 17 يونيو/حزيران، أثناء لقاء صحفي مع الرئيس بصحفيي مجلة Time ونشرت المجلة نص المقابلة الخميس، 20 يونيو/حزيران، وحينها بدأ التعليق يلقى اهتماماً.
إليكم خلفية الواقعة: أطلع ترامب الصحفيين الأربعة على خطابٍ قال إنَّ «كيم جونغ أون كَتَبَه. وسُلِّم لي باليد أمس». ثُمَّ طلب الحديث خارج التسجيل، حتى يتمكَّن من الإدلاء بتعليقات غير مُخصَّصة للنشر أو التضمين في نص المقابلة.
المتحدثة باسم البيت الأبيض تنبه الصحفي
ومن الواضح أنَّ صحفي مجلة Time، الذي كان موجوداً بالغرفة، حاول التقاط صورة لمحتوى الخطاب. فقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، حين عادت المقابلة مجدداً إلى وضعية التسجيل: «لا يمكنك التقاط صورة لهذا، آسفة».
ولاحقاً في المقابلة، أثار فريق مجلة Time حقيقة أنَّ ترامب حاول «قصر تحقيق مولر بشأن (التدخُّل) الروسي على التدخُّل في الانتخابات المستقبلية فقط». وأشار أحد الصحفيين (لم يُحدِّد نص المقابلة هويته تحديداً) إلى أنَّ ترامب أملى خطاباً على كوري ليفاندوفسكي، أحد مساعديه السابقين، «يُخبره فيه بأن يُبلِغ» جيف سيشنز، المُدَّعي العام الأمريكي السابق، بأن «يُقيِّد التحقيق». ووردت تفاصيل ذلك في تقرير روبرت مولر، المحقق الخاص السابق.
وقال صحفي مجلة Time: «أدلى (ليفاندوفسكي) بشهادته تحت القسم وتحت تهديد التعرُّض للسجن، وقال إنَّ هذا هو ما حدث سيدي الرئيس». وحين بات ترامب محاصراً، فعل ما يفعله عادةً: راح يطلق الانتقادات وطرح مسألة الخطاب الآخر الذي وصله من رئيس كوريا الشمالية، وهو الخطاب الذي كان ترامب عرضه على الصحفيين في وقتٍ سابق.
ونقتبس هُنا من نص المُقابلة:
ترامب: «عذراً، يُمكن –بموجب القسم الثاني- أن تتعرَّض للسجن بدلاً من ذلك، لأنَّه في حال استخدمت الصورة التي التقطتها للخطاب الذي منحتُك إياه…».
صحفي Time: «أتعتقد أنَّ الشعب يجب أن…».
ترامب: «سراً، أنا لم أمنحه لك لتلتقط صورةً له… لذا لا تُمارس تلك اللعبة معي. دعني فقط أخبرك أمراً. (كنت أقول لك) ألقِ نظرةً فقط».
صحفي Time: «عذراً سيدي الرئيس، هل كنت تُهدِّدُني بالسجن؟».
رد ترامب
قال: «حسناً، أنا قلت لك الآتي. قلتُ إنَّ بإمكانك إلقاء نظرة خارج التسجيل. وهذا لا يعني أن تُخرِج كاميرتك وتبدأ في التقاط الصور. حسناً؟ لذا آمل ألا يكون لديك صورة له (الخطاب). أعلم أنَّك كنت سريعاً في إخراجها، حتى أنَّك تفاجأت برؤية ذلك. لكن لا يمكنك القيام بتلك الأمور. لذا، اذهب واستمتع بقصتك الخبرية، لأنَّني متأكد أنَّ هذه ستكون القصة الخبرية الفظيعة رقم 28 في مجلة Time، لأنَّني أبداً لا، أنا أقصد كيف. هذا لا يُصدَّق. بعد كل الذي أنجزته والنجاح الذي حقَّقتُه، الطريقة التي تكتب بها مجلة Time لا تُصدَّق على الإطلاق».
ثُمَّ واصل الرئيس صبّ جام غضبه على تغطية المجلة. فقال: «ربما تختارونني (شخصية العام) يوماً ما في السنوات العشرين المقبلة. حسناً، إنَّه أمر جلل». وكانت آخر مرة مُنِح فيها ترامب لقب «شخصية العام» في عام 2016.
ماذا عن الصور إذاً؟
هل كانت هناك صور للخطاب؟ وهل ستنشرها مجلة Time؟ لا. قالت لنا متحدثة باسم المجلة: «طلب الرئيس الحديث خارج التسجيل في مراحل مختلفة أثناء المقابلة، ومجلة Time تُلبِّي وتفي بتلك الطلبات». وبسبب هذا الاتفاق؛ يُعتبَر محتوى الخطاب نفسه خارج التسجيل.