أوردت صحيفة The New York Times، الأحد 30 يونيو/حزيران 2019، أنَّ إدارة ترامب تدرس صفقة محتملة مع كوريا الشمالية ستُقبل الأخيرة بموجبها بوصفها قوة نووية، إذا جمّدت برامجها النووية القائمة مقابل رفع الولايات المتحدة عقوباتها «الأشد قسوة» على كوريا الشمالية.
وبحسب شبكة CNN الأمريكية، نقلاً عن صحيفة The New York Times، ستهدف هذه الخطة إلى منع إنتاج مزيد من الأسلحة النووية في البلاد، لكنها «لن تفكك أي أسلحة موجودة، على الأقل في المستقبل القريب، والتي يقدر عددها بما يتراوح بين 20 إلى 60 سلاحاً، إضافة إلى أنها لن تحد من القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية».
مسؤولون أمريكيون ضد «رغبة ترامب»
أوضحت الصحفة الأمريكية أنَّ مسؤولين أمريكيين قالوا في وقت سابق إنهم لن يدعموا أبداً مثل هذه الخطة، وقالت إنَّ مسؤولين في الإدارة يأملون أن «تخلق هذه الفكرة أساساً لجولة جديدة من المفاوضات» مع كوريا الشمالية، وأشارت إلى أنَّ الهدف الحالي للإدارة لا يزال نزع السلاح النووي للبلاد بشكل كامل.
ويأتي هذا التقرير بعد أن أصبح الرئيس دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يدخل كوريا الشمالية وهو في المنصب.
وصافح الرئيس، أثناء زيارته القصيرة لهذا البلد المنعزل، يد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون قبل اجتماعهما لمدة ساعة على الأقل في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
ويأتي هذا اللقاء بعد قرابة 4 أشهر من قمة جمعت الزعيمين في هانوي بفيتنام، وانتهت فجأة دون التوصل إلى اتفاق مشترك بعد أن أصر كيم على رفع جميع العقوبات الأمريكية عن بلاده.
وسيحاول المفاوضون الأمريكيون، بموجب الخطة التي ذكرتها الصحيفة، إقناع المفاوضين الكوريين الشماليين بالموافقة على «توسيع تعريف» يونغبيون، وهو الموقع الأساسي لإنتاج الوقود النووي في البلاد.
وبموجب هذا التعريف الجديد المحتمل ليونغبيون، سيتجاوز الموقع «حدوده الفعلية» ليشمل المنشآت المختلفة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منشأة يعتقد الأمريكيون والكوريون الجنوبيون أنَّ كوريا الشمالية تنتج وقود اليورانيوم فيها.
حتى إدارة ترامب تعتبر الأمر مجرد «قصة صحفية»
في حديثه إلى صحيفة The New York Times، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى منخرط في السياسة الكورية الشمالية: «لم يكن ثمة طريقة لمعرفة ما إذا كانت كوريا الشمالية سوف توافق على هذا الأمر أم لا».
وأشار إلى أنَّ المفاوضين الكوريين الشماليين «شدّدوا» في الماضي على أنَّ كيم وحده هو من يستطيع تحديد معنى تفكيك يونغبيون، وذلك بحسب التقرير.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى كوريا الشمالية، ستيفن بيغون، في حديثه إلى صحيفة The New York Times، الأحد، إنَّ رواية الصحيفة للصفقة المحتملة للإدارة كانت «محض تكهنات» وإنَّ فريقه «لا يعد أي مقترح جديد حالياً». وأضاف بيغون: «الأحاديث الدقيقة ليس جديدة، والأحاديث الجديدة ليس دقيقة».
وعارض مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جون بولتون، هو الآخر تقرير الصحيفة يوم الاثنين، إذ غرد على موقع Twitter قائلاً إنه قرأ القصة «بفضول».
وكتب بولتون: «لم يناقش مجلس الأمن القومي ولا أنا أي تسوية مقابل تجميد نووي من قبل كوريا الشمالية، ولم نسمع بهذا الأمر. لقد كانت هذه محاولة بغيضة من طرف شخص ما لتوريط الرئيس. ينبغي أن تكون ثمة عواقب لذلك».
لكنها قد تكون «نقطة انطلاقة» لاتفاق مع كوريا الشمالية
وقال المدير السابق للاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في حديثه إلى جون بيرمان، المذيع في شبكة CNN إنَّ «الفكرة العامة المتمثلة في قبول الترسانة النووية الحالية، أياً كانت، تعد نقطة انطلاق جيدة».
وأوضح كلابر اليوم الاثنين في برنامج «New Day» على شبكة CNN: «لقد توصلت منذ بضعة أشهر إلى أنَّ تحديد ما يمتلكه الكوريون الشماليون حالياً، ربما يكون موقفاً مستحقاً للاعتبار ولو بوصفه نقطة مبدأية على الأقل، وربما على المدى الأطول يمكن محاولة إقناعهم بتقليص مقتنياتهم النووية إلى الصفر، وهو ما أعتقد أنه سيكون أمراً بالغ الصعوبة».
وقال كلابر، الذي كان يعمل في إدارة أوباما، إنَّ الخطة التي أوردتها الصحيفة «ستتطلب بعض المفاوضات المعقدة للغاية»، وإنها ستكون بحاجة إلى نظام للتحقق، «وهو ما سيكون أمراً بالغ الصعوبة على الكوريين الشماليين أن يقبلوا به».