أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلا واسعا منذ يومين، بعد أن كتب سلسلة من التغريدات التي وصفت بالعنصرية، دعا فيها أربع عضوات بالكونغرس من الحزب الديمقراطي، من أصول ملونة إلى “العودة إلى بلادهن”.
واتهمت عضوات الكونغرس – ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، إلهان عمر، رشيدة طليب، وأيانا بريسلي، وجميعهن مواطنات أمريكيات – الرئيس دونالد ترامب بأنه “عنصري”.
ولم يذكر ترامب هؤلاء النساء صراحة، لكن سياق الحديث وما تضمنه من إشارات جعل كثيرين يربطون بينه وبين النساء الأربع.
إذاً، من هن عضوات الكونغرس الأربع اللائي يلقبن بـ”الفريق”، واللائي يتركز عليهن هذا الجدل.
ألكساندريا أوكاسيو كورتيز
أثارت ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، التي يشار إليها غالبا بـ “أيه أو سي”، جدلا في الحزب الديمقراطي في يونيو/ حزيران الماضي، عندما هزمت السياسي المخضرم والمدعوم من الحزب، جو كراولي، في الانتخابات التمهيدية للحزب.
ومضت المرأة، البالغة من العمر 29 عاما، لتهزم المرشح الجمهوري أنتوني باباس، في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لتصبح أصغر عضو في الكونغرس على الإطلاق.
وولدت المشرعة الجديدة في حي برونكس في نيويورك، لأسرة من دولة بورتريكو.
وحصلت كورتيز على شهادة في الاقتصاد والعلاقات الدولية من جامعة بوسطن، وعملت كمساعدة في تنظيم الأنشطة الاجتماعية، ومربية، ونادلة، قبل أن تقرر الترشح للمنصب.
ومنذ انتخابها أصبحت النائبة، التي تصف نفسها بأنها ديمقراطية اشتراكية، محطا للأضواء.
وكثيرا ما تكتب على وسائل التواصل الاجتماعي، للرد على الجمهوريين ووسائل الإعلام والمنتقدين الآخرين، حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك الهجرة والفقر والعرق.
واكتسبت كورتيز شهرة بسبب شهاداتها المتحمسة، في جلسات الاستماع بالكونغرس، والتي غالبا ما يجري إعادة تداولها بين متابعيها، البالغ عددهم حوالي 5 ملايين متابع على موقع تويتر.
ويعرف عن كورتيز تبنيها لسياسات داعمة للبيئة، وانتقاداتها القوية للرئيس ترامب.
وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز، بعد فترة قصيرة من أدائها اليمين الدستورية، كعضو في مجلس النواب الأمريكي، قالت السيدة كورتيز إنه “لا شك” في أن الرئيس ترامب “عنصري”.
وأضافت: “الكلمات التي يستخدمها تتضمن رسائل ضمنية تاريخية، عن تفوق الجنس الأبيض. الرئيس بالتأكيد لم يخترع العنصرية، لكنه بالتأكيد يقدم دعما لها”.
إلهان عمر
فازت إلهان عمر بمقعد عن ولاية مينيسوتا في مجلس النواب، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتصبح أول نائبة أمريكية من أصول صومالية في الولايات المتحدة.
وجاء أفراد عائلتها إلى الولايات المتحدة كلاجئين من الصومال، واستقروا في مينيابوليس في عام 1997، بعد فرارهم من الحرب الأهلية في الصومال. وحصلت إلهان على الجنسية الأمريكية في عام 2000.
وتعد إلهان، وهي أم لثلاثة أطفال وتبلغ من العمر 37 عاما، واحدة من أول امرأتين مسلمتين تم انتخابهما في الكونغرس الأمريكي.
وبعد انتخابها بفترة قصيرة، حازت على الثناء، بسبب نضالها من أجل إلغاء الحظر، الذي دام 181 عاما على ارتداء النساء أغطية الرأس في مجلس النواب، ما سمح لها بارتداء الحجاب أثناء حلفها اليمين.
لكن إلهان واجهت اتهامات بمعاداتها للسامية، وأجبرت على الاعتذار، بعد سلسلة من التغريدات في فبراير/ شباط الماضي، انتقدت فيها دور لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، وقالت إنها تشتري نفوذا لصالح السياسات الداعمة لإسرائيل.
وأصدرت السيدة إلهان بيانا، في وقت لاحق، يتضمن اعتذارا “بشكل لا لبس فيه” عن تغريداتها.
رشيدة طليب
انتخبت رشيدة طليب لعضوية مجلس النواب، عن الحزب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهي أول امرأة أمريكية فلسطينية تخدم في الكونغرس.
ولدت طليب ونشأت في ديترويت بولاية ميشيغان، وهي ابنة لأسرة فلسطينية مهاجرة.
ولا تزال جدتها تعيش في الضفة الغربية المحتلة.
وأدت رشيدة اليمين، وهي ترتدي ثوبا فلسطينيا تقليديا طرزته والدتها.
وهي الأخت الكبرى من بين 14 شقيقا، وأصبحت أول فرد في عائلتها يتخرج في مدرسة ثانوية، ثم من كلية الحقوق.
ومنذ توليها المنصب، كانت السيدة رشيدة من أشد المنتقدين للرئيس ترامب، وأثارت الجدل عندما دعت صراحة إلى عزل الرئيس.
ولم تبد رشيدة ندما إزاء الضجة التي أثارتها تصريحاتها، وغردت قائلة إنها “ستقول الحقيقة دائما للسلطة”.
أيانا بريسلي
أيانا بريسلي، البالغة من العمر 45 عاما، هي أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تنتخب للكونغرس، عن ولاية ماساتشوستس.
ولدت السيدة بريسلي في سينسيناتي ونشأت في أوهايو، وهي ابنة وحيدة لأم عزباء.
وبعد التحاقها بجامعة بوسطن، عملت رشيدة كبير مساعدين لعضو الكونغرس جوزيف كينيدي الثاني، كما عملت كمساعد للسيناتور جون كيري طيلة 13 عاما.
بدأت مشوارها السياسي الخاص في عام 2009 ، عندما انتخبت لعضوية مجلس مدينة بوسطن، لتصبح أول امرأة ملونة تنتخب لعضوية المجلس، طيلة تاريخه الذي يبلغ مئة عام.
ومثلها مثل كورتيز تضمن انتخاب رشيدة مفاجأة، إذ هزمت عضوا مخضرما بالكونغرس خدم لعشر فترات برلمانية، وهو الديمقراطي مايكل كابوانو، في الانتخابات التمهدية للحزب.
ومننذ توليها منصبها في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، كانت بريسلي مدافعة عن حق النساء في الإجهاض، ودفعت لإلغاء تعديل تشريعي يمنع برنامج “مديكيد” للمساعدات الطبية من تغطية عمليات الإجهاض للأمريكيات ذوات الدخل المنخفض.
ودعت السيدة بريسلي، الناجية من العنف الجنسي، إلى حماية أفضل لضحايا الاعتداءات الجنسية، وكتبت على موقعها على الإنترنت تقول: “الأشخاص الأقرب إلى الألم يجب أن يكونوا أقرب إلى السلطة”.