قال لياو لي تشانغ، سفير الصين لدى مصر، إن التبادل التجاري بين مصر والصين في خمسة الأشهر الأولى من هذا العام بلغ 5.4 مليار دولار بنسبة زيادة تقدر بـ 5.3 %، مشيرًا إلى رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين عام 2014.
وأضاف تشانغ – في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس بمقر السفارة الصينية بالقاهرة – أن العلاقات الثنائية شهدت تقدمًا وإنجازات كبيرة وذلك في إطار مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، لافتًا إلى مشاركة مصر كضيف شرف الشهر الماضي في معرض الاقتصادي في الصين بحضور وزيرة السياحة رانيا المشاط.
وأفاد بأن الاستثمارات الصينية المباشرة لمصر وصلت إلى 40.6 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام بنسبة زيادة تقدر بـ350 % ، بينما بلغت إجمالي الاستثمارات الصينية المباشرة 7 مليارات دولار، مؤكدًا اهتمام الصين بضخ استثمارات وإقامة مشروعات تهدف إلى تحسين المستوى المعيشة في البلاد.
وأوضح أن الصين تنفذ مشروع القطار الكهربائي في مدينة العاشر من رمضان ضمن مجالات التعاون الأخرى، خاصة في التكنولوجيا والفضاء حيث تساعد الصين مصر في مركز تجميع وتشغيل الأقمار الصناعية وكذلك التعاون المشترك في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وتوفر بكين دورات تدريبية وبرامج للأبحاث المختلفة، مشيرًا إلى أنه وقع منذ أيام على مشروع إقامة الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية في جامعة قناة السويس بحضور وزيري التعليم والبحث العلمي والاستثمار.
وقال إنه تم تنظيم عدة فعاليات هامة وتبادلات ثقافية خلال عام الثقافة المصرية في الصين وعام الثقافة الصينية في مصر عام 2016 ، مضيفًا أن نصف مليون صيني قد زاروا مصر خلال 2018 بينما زار 90 ألف مصري الصين عام 2018، مشيرًا إلى أن بعثة علماء الآثار الصينية تشارك علماء الآثار المصريين حاليًا في مشروع بمعبد الكرنك بالأقصر وهو أول مشروع للتعاون في مجال الآثار، لافتًا إلى أنه تم افتتاح مؤخرًا مركز إصدار التأشيرات للمصريين في مدينة الإسكندرية لتسهيل حصولهم على التأشيرات لزيارة الصين بينما هناك مركز أخر في القاهرة يقدم نفس الخدمات.
وتابع أنه من المتوقع أن تبدأ فعاليات ورشة “لوبان” للتدريب المهني في مجال الأخشاب بنهاية هذا العام والتي تأتي في ضوء اهتمام الرئيسين المصري والصيني بتوفير التدريب المهني وقد استفاد 616 مصريا من الدورات التدريبية التي نظمت في الصين.
وأضاف أن الرئيس السيسي أكد في الدورة الثانية لقمة الحزام والطريق التي عقدت في أبريل الماضي في بكين على أهمية الإسراع مبادرة الحزام والطريق ومشروع تنمية قناة السويس والمشروعات التنموية واستراتيجيات التنموية الأخرى،من أجل استكشاف إمكانيات ضخمة للتعاون المصري الصيني..مشيرا إلى أنه زار مؤخرا منطقة ( تيدا ) في عين السخنة وتفقد مشروع جوشي لإنتاج الألياف الزجاجية الذي جعل مصر ثالث أكبر دولة في العالم تنتج الألياف الزجاجية .
كما أنه ناقش مؤخرا مع الجانب المصري تنفيذ المشروع الصيني لإنتاج واستخراج المعادن والرمال السوداء في منطقة رشيد فضلا عن تنفيذ مشروعات أخرى منها توليد الكهرباء من الفحم وخطوط شبكات الكهرباء ومشروع إنتاج الأسمنت.
وعن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، قال إنه تم عقد قمة صينية – إفريقية مصغرة على هامش قمة مجموعة الـ 20 في مدينة أوساكا اليابانية بحضور الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس السيسي، الذي أكد حرصه علي دعم العلاقات الإفريقية الصينية في إطار أجندة إفريقية عام 2063 ،وأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ..مشيرا إلى أنه تم الإعلان مؤخرا على إقامة منطقة التجارة الحرة القارية التي ستكون ضمانة قوية لعملية التكامل الإفريقية وتخلق مزيدا من الفرص للتعاون الثلاثي بين مصر والصين والدول الإفريقية .
وأكد أن مصر طرحت رؤية 2030 لتنمية قناة السويس و تسعى إلى أن تحقق الناتج الإجمالي المحلي 12 % بحلول عام 2030، موضحا أن قناة السويس تعد ممرا مائيا دوليا هاما حيث تمر من خلاله 80 % من البضائع من آسيا وإفريقيا ونحو مليار طن من البضائع أي ما يمثل 24 % من إجمالي تجارة الحاويات في العالم .
وعن الاحتكاكات الصينية – الأمريكية، أفاد بأن الرئيس شي جين بينج، أكد خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين على أهمية الاستفادة من التعاون والتشابك والترابط بدلا من المواجهة ،وتم الاتفاق على استئناف المفاوضات التجارية على أساس المساواة والاحترام المتبادل وعدم فرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية.. مشيرا إلى أن الرئيس ترامب أكد استمرار الاتصال والتواصل المكثف بين البلدين من أجل تطوير العلاقات وأن بلاده لا تكن العداء للصين .
وعن شركة هواوي ، قال إن الولايات المتحدة قامت بفرض عقوبات و قيودا على شركة هواوي الصينية الخاصة التي تقوم بأعمال تجارية..مشيرا إلى قيام واشنطن بممارسة ضغوط على دول أخرى لتوقف التعامل مع هذه الشركة وهذا ضد مصلحة الدول النامية.
وعن القضية الفلسطينية ، أكد دعم الصين لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وتدعم الجهود لتهدئة الأوضاع للفلسطينيين والإسرائيليين،موضحا أهمية الاستماع لآراء أصحاب الشأن في هذه القضية خاصة الجانب الفلسطيني وأنه يري ألا يتم التوصل إلى حل على حساب الطرف الأخر .