تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات لبحث تطوير المنظومة الرياضية، ومتابعة مشروعات البنية العمرانية للمدن الجديدة، وشهد فعاليات المؤتمر الوطني للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة، واستقبل ملك الأردن، ونائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني وجاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، تناول جهود تطوير المنظومة الكروية في مصر، وتطورات مشروع الموهبة والبطل الأولمبي، والاستعدادات الجارية لمشاركة مصر في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، بالإضافة إلى تطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية.
ووجه الرئيس في هذا الإطار باتباع الأساليب العلمية في إعداد اللاعبين وتدريبهم وتذليل جميع الصعوبات أمامهم من أجل المنافسة الجادة في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، مؤكدا علي التعامل مع جميع مكونات المنظومة الرياضية بما في ذلك النواحي البدنية والنفسية والغذائية والصحية إلى جانب التدريبية والفنية، وذلك بالنظر لكون الرياضة تمثل منظومة متكاملة تشمل العديد من العناصر المتداخلة.
كما أكد الرئيس أهمية المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي والذي يهدف لاكتشاف وانتقاء المواهب وصقلها وإعدادها لأعلى المستويات الرياضية العالمية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تناول عرض الإطار العام للبنية العمرانية للمدن الجديدة الجاري إنشاؤها.
ووجه الرئيس في هذا الإطار بمواصلة بذل أقصى الجهد من اجل إتمام تشييد مدن الجيل الرابع، في إطار المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية في مصر، والذي يستهدف زيادة المنطقة المعمورة من مساحة مصر، وتخفيف الازدحام عن المدن والمحافظات القائمة، ومجابهة الزيادة السكانية المضطردة، مشددا على أن يتم إنشاء تلك المدن الجديدة بمعايير جودة مرتفعة موحدة على مستوى مختلف أقاليم الجمهورية ، وبحيث تؤسس نموذجا جديداً للحياة في مصر، يعتمد على المدن الذكية ومواكبة أعلى مستويات التطور العالمي في هذا المجال، بما يمثل قيمة مضافة نوعية للأجيال الحالية والمقبلة.
كما وجه الرئيس السيسي بالاستمرار في العمل المكثف على أكثر من مسار في ذات الوقت، بما في ذلك إتمام المشروعات الجاري العمل بها في مجال المرافق والطرق في أوقاتها المحددة ووفقا للمعايير الدولية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لترشيد استهلاك المياه، وكذلك مواصلة العمل في مشروع تطوير المناطق العشوائية وغير الآمنة، وتوفير حياة كريمة للقاطنين بها.
وهنأ الرئيس السيسي منتخب الشباب لكرة اليد لحصوله علي الميدالية البرونزية في بطولة العالم في إسبانيا، مشيدا بالأداء الرفيع لكافة أعضاء المنتخب بقيادة جهاز فني وطني، وليجسدوا نموذجاً لقوة عزيمة هذا الجيل من شباب الوطن وقدرته علي تحقيق الإنجازات.
واستقبل الرئيس السيسي الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل الأردن، وعقد معه جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث أكد الرئيس السيسي الحرص على استمرار التشاور بين الجانبين ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية على شتى الأصعدة، كما ثمن مستوى التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.
وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الزعيمان بالعمل المتواصل لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقي إلى مستوى العلاقات السياسية والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين.
كما شهد اللقاء استعراض مستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث تم تأكيد أهمية تكثيف جهود استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.
كما تباحث الجانبان حول الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، مؤكدين ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية للتصدي للإرهاب، في إطار استراتيجية شاملة تسعى للقضاء على تلك الظاهرة التي تهدد المجتمع الدولي بأسره.
واستقبل الرئيس السيسي الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأكد الرئيس السيسي الموقف المصري الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين.
كما أشار الرئيس إلى متابعته الحثيثة لكافة التطورات الراهنة على الساحة السودانية، مؤكدا مساندة مصر لإرادة وخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ومعرباً عن استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وأعرب الرئيس عن ثقته في قدرة الشعب السوداني ومؤسسات الدولة على استعاده الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقدرات دولة السودان، مؤكدا أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان الشقيق على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني.
وافتتح الرئيس السيسي فعاليات المؤتمر الوطني للشباب في دورته السابعة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت شعار “أبدع أنطلق “، بمشاركة مجموعة كبيرة من شباب مصر من مختلف المحافظات، انخرطوا في مناقشات دارت حول أهم قضايا المجتمع المصري.
وعقدت جلسة في اليوم الأول من المؤتمر تناولت نموذج محاكاة الدولة المصرية، حيث طرحت مجموعة من الشباب عدة مقترحات وتوصيات لتطوير الخدمات الجماهيرية وجميع مناحي حياة المواطنين.
وشهد اليوم الثاني حفل تخرج البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي، تم خلاله تكريم أوائل الخريجين في هذا البرنامج، الذين تلقوا تدريبا مكثفا في الأكاديمية الوطنية للتدريب، وتضمنت الجلسات، عقد المؤتمر الأول لمبادرة “حياة كريمة”، التي تعنى بالارتقاء بحياة المواطنين خاصة في القرى والنجوع، عن طريق توفير فرص عمل، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإسكانية، كما شهدت إطلاق مبادرة التحول الرقمي التي تهدف إلى تحديث المجتمع المصري، حيث أكد الرئيس السيسي حرص الدولة على الرقمنة أو التحول الرقمي، كما أكد الرئيس علي أن كافة بيانات المصريين يتم التعامل معها بسرية متكاملة ولا يتم كشفها سوي بترتيبات أمنية مختلفة و مشددة، مشيرا إلى أن الجميع سيري خلال عام أو عامين كحد أقصي طفرة في أداء الحكومة المصرية من خلال التطور الرقمي ، والانتقال بالحكومة إلى العاصمة الجديدة منتصف العام القادم.
وأوضح الرئيس السيسي أنه تم انتقاء حوالي ٥٠ ألف موظف للانتقال إلى العاصمة الإدارية ويتم تأهيلهم ورفع كفاءتهم ، وسيتم جمع كافة الخوادم المتحكمة في قواعد الدولة المصرية في مكانين سريين علي عمق ١٤ مترا وتم تأمينهما تماما بتكلفة حوالي ٢٥ مليار جنيه ، وسيتم عمل بشكل مصغر في كل محافظة نموذج لما سيتم بالحكومة المركزية في العاصمة الإدارية.
كما شهد اليوم الثاني من أعمال المؤتمر جلسة “أسأل الرئيس ” التي أجاب الرئيس السيسي خلالها بكل الصراحة والشفافية، على الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي وجهها الشباب من خلال الموقع الإلكتروني للمؤتمر، وهي جلسة أصبحت ثابتة في جدول فعاليات مؤتمرات الشباب، حيث يحرص الرئيس السيسي على التواصل المستمر مع جميع فئات الشباب المصري بمختلف المحافظات من خلال هذه الجلسة، وتوضيح العديد من القضايا الداخلية والخارجية التي تشغل بال المجتمع المصري.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر ألقى الرئيس السيسي كلمة أعلن فيها توصيات المؤتمر، وتضمنت تحويل نموذج محاكاة الدولة المصرية الى حالة حوارية دائمة من خلال تشكيل مجموعات عمل من شباب البرنامج الرئاسي والأحزاب والسياسيين والباحثين والجامعات المصرية لتكون على اتصال دائم مع الحكومة ومؤسسات الدولة في كل ما هو مطروح للنقاش على أجندة العمل الوطني.
وتشكيل مجموعات عمل شبابية معاونة لجهات ومؤسسات الدولة لمتابعة وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى على أن تبدأ بالعمل تحت إشراف الحكومة والوزارات المعنية.
وتكليف الوزراء ببحث جميع التوصيات الصادرة من حكومة المحاكاة ورفع تقرير بها خلال 15 يومًا من تاريخه ومناقشة تنفيذ ما ورد بها خلال المؤتمر الشباب القادم.
وإطلاق المشروع القومي لتنمية القرى لأكثر احتياجا للعيش في حياة كريمة، وتحقيق التكامل بينه وبين الإستراتيجية الوطنية للقضاء على الفقر ومن خلال النموذج المقدم من الشباب القائم على تحقيق التكامل بين الحكومة والمجتمع المدني.
وتكليف مجلس الوزراء بضرورة الانتهاء من وضع تصور قانوني المحليات ومجلس الشيوخ، للتقدم بهما لمجلس النواب خلال دور الانعقاد القادم والبدء الفوري في تأهيل الشباب على العمل المحلي والسياسي لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية للشباب المصري.
وتكليف الحكومة بالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية للتدريب بإقامة مقر لها بالعاصمة الإدارية الجديدة على أن يشمل مركز تدريب للشباب العربي والأفريقي بالتوسع في تقديم البرامج التدريبية للأشقاء العرب والأفارقة.
وتكليف رئاسة الوزراء وأجهزة الدولة بإطلاق المشروع القومي للتحول الرقمي وتنفيذ منظومة الحوكمة على أن يبدأ بشكل تجريبي في محافظة بورسعيد.
واختتم الرئيس السيسي، نشاطه الأسبوعي، باستقبال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأكد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية الراسخة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، مشيرا إلى الحرص على مواصلة الارتقاء بها في كافة المجالات، فضلاً عن الاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة وما تمر به من أزمات متعددة.
كما أكد الرئيس أن مصر تدعم جميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، والدفع قدماً بمساعي إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك وفقاً للمرجعيات الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.