استقبل المتحف المصري الكبير حوالي ٣٠ قناة تليفزيونية محلية وعالمية و٢٠ كاميرا تصوير خاصة بمراسلي الصحف المختلفة لتصوير أعمال أول عملية ترميم للتابوت المذهب الخارجي للملك توت عنخ آمون منذ اكتشافه عام 1922، والذي تم نقله من مقبرته رقم ٦٢ بوادي الملوك بالأقصر في يوليو الماضي للمتحف تمهيدا لعرضه ضمن مجموعة الملك الذهبي.
وقال الدكتور الطيب عباس مدير عام الشئون الأثرية بالمتحف الكبير، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن توابيت الملك توت عنخ آمون يبلغ عددها ٣ توابيت وهذا التابوت هو الأول (الخارجي) وكان بمقبرته بالأقصر وسيتم عرضه ضمن سيناريو العرض المتحفي لمجموعة الملك الذهبي بالمتحف الكبير مع باقي التوابيت الأخرى الذهبية الموجودة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير والتي سيتم نقلها للمتحف قبيل افتتاح المتحف نهاية ٢٠٢٠ لتعرض كاملة لأول مرة.
ومن جانبه، أشار الدكتور عيسي زيدان مدير عام الترميم الأولي ونقل الآثار بالمتحف الكبير إلى أن أعمال تعقيم وترميم وصيانة التابوت ستستغرق حوالي ٨ أشهر حيث يعاني التابوت من العديد من مظاهر التلف المختلفة والتي تتمثل في وجود شروخ في طبقات الجص المذهبة وضعف عام في طبقات التذهيب، موضحا أنه تم توثيق وإثبات جميع مظاهر التلف بالتابوت وعمل تقرير حالة له قبل عملية النقل.
والتابوت الأول (الخارجي) للملك توت عنخ أمون والذي كان داخل مقبرته بالأقصر يبلغ طوله حوالي٥ر٢٢٣ م، وهو مصنوع من الخشب المطلي بقشرة ذهبية ويختلف سمكها من مكان إلى أخر بالتابوت، حيث تكون سميكة في الوجه واليدين، وخفيفة في باقي أجزاء جسم التابوت.
ويتكون التابوت من جزءين وهما الغطاء والقاعدة مغطيان بالريش ولذلك يعد التابوت من النوع (الريشي) نظرا لما يحمله غطاؤه من زخارف على شكل ريش طائر بالحجم الكبير، ويوجد فوق الريش من اليمين واليسار مثيل للإلهة “إيزيس” و”نفتيس” واللتان تنشران أجنحتهما حماية للمتوفي، ويوجد سطر رأسي من الكتابة الهيروغليفية، وتحت القدمين يوجد تمثيل للألهة “إيزيس” جالسة على علامة نوب (الذهب) وتحتها ١٠ أسطر من الكتابة الهيروغليفية.
وغطاء التابوت تم تشكيله على هيئة الملك توت عنخ آمون في الوضع الاوزيري “عقد يديه على صدره”، وتتقاطع ذراعاه على الصدر وتمسك يداه بالمنشة والصولجان، ويرتدي عقدا كبيرا في رقبته، وعلى جبينه توجد رمزا مصر العليا ومصر السفلى “واجيت” و”نخبيت”، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء.
وقد تم العثور بداخل التابوت المذهب الخارجي على التابوت الأوسط، وهو مصنوع من الخشب المغطى بصفائح من الذهب، وكان مكسوا في أجزاء منه بعجائن زجاجية متعددة الألوان، وهو موجود الآن في المتحف المصري بالتحرير، كما عثر على التابوت الداخلي بداخل التابوت الأوسط، وهو من الذهب الخالص ويزن 110,4 كجم على شكل مومياء، وكان ملفوفا بكتان يغطي التابوت بالكامل عدا الوجه وهو موجود أيضا بالمتحف المصري بالتحرير، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبي الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء.
وعقب نقل التابوتين الأوسط والداخلي للعرض بالمتحف المصري بالتحرير، ترك التابوت المذهب الخارجي بالمقبرة منذ اكتشافها، وحتى تم نقله إلى المتحف الكبير يوم 12 يوليو الماضي؛ وذلك لترميمه وحمايته من عوامل التلف التي تعرض لها بالمقبرة، وكذلك لعرضه مع التابوتين الآخرين في نسيج مترابط وسيناريو متناغم في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه.