شغل النبيذ الفرنسي قادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ووصل الاهتمام إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، الذي حذر في مؤتمره الصحفي قبل افتتاح قمة مجموعة السبع من فرض الرئيس الأمريكي رسومًا جمركية جديدة على النبيذ الفرنسي، ردًا على فرض باريس ضرائب على شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.
المشروبات الروحية بالمركز الثاني في تصديرات فرنسا
الخمور والمشروبات الروحية تحتل المرتبة الثانية في فرنسا من حيث الصادرات، وراء الفضاء وقبل العطور ومستحضرات التجميل، حسب ما نشرته وكالة “رويترز” الإخبارية قبل عامين نقلًاعن الاتحاد الفرنسي لمصدري النبيذ والمشروبات الروحية.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أكبر سوق لتصدير النبيذ والمشروبات الروحية الفرنسية، حسب ما رصده موقع “ذا لوكال” الإخباري الفرنسي إذ وصلت العام الماضي لأكثر من 3 مليارات يورو، لذا كان هو أداة التهديد الأمريكية، إذ لم يكن تصريح ترامب أمس الجمعة حول فرض رسوم جمركية إضافية على واردات النبيذ الفرنسي ردًا على فرض رسوم فرنسية على المجموعات الأمريكية العملاقة في قطاع التكنولوجيا، الأول من نوعه، فسبق وقاله نهاية الشهر الماضي، حينما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الحماقة” بسبب ضريبة الخدمات الرقمية، مشيرًا إلى فرضه لضريبة على النبيذ كرد مقابل.
في نهاية يوليو الماضي كان للرئيس الأرميكي تعليقات حول تجاه الخطط الفرنسية لفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات مثل جوجل.
في الوقت الذي بررت فيه السلطات الفرنسية اتجاهها لفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات مثل جوجل، بعد إقرار مجلس الشيوخ، مبررة ذلك بأن مثل هذه الشركات تدفع ضرائب قليلة أو قد لا تدفع ضرائب على الإطلاق في الدول التي تعمل بها و لايقع فيها مقرها، حيث دعت فرنسا إلى فرض الضرائب على النشاط الرقمي وليس الوجود المادي للشركة، ولم ير ترامب حينها بُدا غير التلويح بفعل الأمر نفسه مع النبيذ الفرنسي.
التصريحات المتبادلة بين فرنسا والولايات المتحدة، دخل فيها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، البولندي الجنسية، بتصريحه اليوم، حول الحروب التجارية وما قد تؤديه إلى ركود اقتصادي عالمي، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي سيرد إذا فرضت واشنطن رسوما على النبيذ الفرنسي، حيث قال توسك خلال مؤتمر صحفي قبل افتتاح قمة مجموعة السبع في بياريتس: “سأحمي النبيذ الفرنسي بتصميم صادق…إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا، سيرد الاتحاد الأوروبي على المستوى نفسه”.
فرنسا كانت الدولة الأوروبية الأولى التي تعلن عن خطتها الخاصة لفرض ضرائب على أرباح الشركات التي تقدم الخدمات الرقمية على أراضيها أواخر 2018 بعد أن تعثرت جهود أوروبية للاتفاق على فرض هذا النوع من الضرائب في عموم الاتحاد الأوروبي، حسب ما رصده موقع “بي بي سي” الإخباري، ووافق مجلس الشيوخ الفرنسي، وجاءت توقعات دفع ضريبة الخدمات الرقمية التي فرضتها فرنسا على نحو 30 شركة، أغلبها شركات أمريكية مثل شركات فيس بوك، وأمازون، ومايكروسوفت، لذا أعلن الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر فتح تحقيق في الضريبة الفرنسية، من قبل تصريحات ترامب.