بين الحين والآخر ننسى شيئاً مهماً، ننزعج ونتخوف من أن هذا النسيان أو اضطراب الذاكرة إشارة تمهيدية للإصابة بمرض الزهايمر.
نعم، مرض الزهايمر والأنواع الأخرى من أمراض الشيخوخة مسؤولة عن العديد من حالات فقدان الذاكرة، إلا أن هناك عوامل أخرى غير دائمة يمكن أن تُسبب أيضاً فقداناً في الذاكرة.
ما الذي يجعلنا ننسى أو يمنع أدمغتنا من استرجاع المعلومات عند الاحتياج إليها؟ إليك الأسباب.
أسباب النسيان واضطراب الذاكرة
1- أسباب عاطفية:
تؤثر عواطفنا وأفكارنا على عقولنا، فالطاقة التي يتطلبها التعامل مع بعض المشاعر أو ضغوط الحياة يمكن أن تعوق تخزين أو تذكُّر التفاصيل والمعلومات.
في كثير من الأحيان، يمكن تحسين هذه المؤثرات العاطفية من خلال الحصول على الدعم والمشورة النفسية وتغيير نمط الحياة؛ بل مجرد التعرّف على ما يزيد الإجهاد النفسي والحدّ منه يعد خطوة للأمام.
2- الضغط والإجهاد المُفرط:
قد يؤدي الإجهاد المُفرط إلى زيادة الضغط على عقولنا أيضاً، ويتسبب هذا في الهاء عقولنا وعدم قدرتنا على التركيز.
والإجهاد الحاد على المدى القصير يسبب مشكلة مؤقتة في الذاكرة، إلا أن التعرض المزمن للضغط يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
ينعكس الاكتئاب سلباً على الذاكرة والتركيز والوعي ويؤدي إلى مشاكل في النوم الصحي، مما يجعل تذكر المعلومات أكثر صعوبة.
4- القلق:
هل سبق لك أن أُصبت بالقلق التام عند إجراء اختبار؟ هل وجدت نفسك على الرغم من معرفتك للمعلومات فإنك لا تتذكر الكثير منها؟
يشعر البعض بالقلق في مواقف معينة، مثل الاختبارات، والبعض الآخر يُعاني من اضطراب قلق عام يتداخل باستمرار مع أدائهم في الحياة ويعوقهم عن الأداء الصحي، بما في ذلك القدرة على التذكر في الأنشطة اليومية.
5- الحزن:
يتطلب الحزن قدراً كبيراً من الطاقة البدنية والعاطفية، وهذا يمكن أن يُقلل من قدرة الإنسان على التركيز الخاص بالأحداث والأشخاص من حوله.
يستغرق الحزن العميق وقتاً، ومن الضروري قضاء بعض الوقت لإنهاء الحزن بطريقة صحية.
6- الكحول أو المخدرات:
تَعاطِي المخدرات غير المشروعة يمكن أن يُضعف الذاكرة، سواء على المدى القصير أو الطويل، بدءاً من النسيان المُفاجئ خلال نفس اليوم، وصولاً إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف بعد سنوات. ومثلها الإفراط في تناول الكحوليات.
7- الأدوية والوصفات الطبية:
لمُجرد أن الدواء موصوف من قِبل الطبيب لا يعني أنه خالٍ من الآثار السلبية؛ لذا مَن تتأثر ذاكرة من يتناول عدة أدوية.
يتأثر مريض السرطان بنفس العوارض عند تلقِّي العلاج الكيماوي، فيختبر ضباب الدماغ وضعف الإدراك واضطرابات الذاكرة.
8- بعض الإجراءات الطبية:
أشارت بعض الأبحاث إلى أنه بعد إجراء عملية جراحية في القلب، يزداد خطر حدوث بعض الالتباس والضعف في الذاكرة.
وأبلغ بعض الأشخاص، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2010، عن حدوث تشويش في الذاكرة، يدوم عادةً لبضعة أيام، بعد استخدام التخدير.
9- التعب والحرمان من النوم:
هناك الكثير من الفوائد للحصول على ليلة نوم جيدة، ومنها: انخفاض الوزن، وزيادة الطاقة، والقدرة على التفكير بمزيد من الوضوح.
أما عدم الحصول على هذا القدر الكافي من النوم فله الكثير من الآثار السلبية أيضاً، منها الشعور بالإرهاق، والتأثير على الذاكرة، والقدرة على التعلم.
10- الارتجاجات والإصابات في الرأس:
يُمكن أن تُسبب الارتجاجات وإصابات الرأس المؤلمة بضعف الذاكرة على المدى القصير، لكن بعض الأبحاث وجدت أنها يمكن أن تزيد أيضاً من احتمالية تطور الخرف على المدى الطويل.
لا بد من ارتداء أغطية رأس واقية وخوذات عند ممارسة الرياضة، أما المصاب بارتجاج في المخ، فيجب أن يدع رأسه يشفى تماماً قبل العودة إلى الأنشطة المُعتادة.
11- انخفاض فيتامين B12:
فيتامين B12 من الفيتامينات الهامة للغاية للجسم، وقد يُسبب العجز في فيتامين B12 في أعراض تم الخلط بينها وبين الخرف، وعند تلقِّي كمية كافية من هذا الفيتامين، قد تتحسن تلك الأعراض بل قد تتلاشى عند بعض الأشخاص.
12- مشاكل الغدة الدرقية:
قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية يسببان مشاكل في الإدراك مثل اضطرابات الذاكرة والضباب العقلي.
13- اضطرابات الكلى:
عندما لا تعمل الكليتان بشكل جيد، كما هو الحال في الفشل الكلوي المزمن أو الحاد، فإن تراكم المخلفات يمكن أن يؤثر على وظائف المخ.
وأظهر الذين يعانون من البيلة البروتينية، وهي وجود البروتين الزلالي في البول، أنهم أكثر عرضة لضعف الذاكرة والإدراك.
14- اضطرابات الكبد:
تتسبب التهابات الكبد في إطلاق السموم في مجرى الدم، ما يؤثر على وظائف المخ.
15- الحمل:
في بعض الأحيان، تُساهم التغيرات في هرمونات المرأة الحامل في النسيان وضعف التركيز، لكن على أي حال هذه حالة مؤقتة يتم حلها بمُجرد مرور هذه الفترة.
16- سن اليأس:
على غرار الحمل، تُحدث التغيرات الهرمونية عند انقطاع الطمث الفوضى في قدرة المرأة على التفكير وتزعج نومها.
تتأثر بطبيعة الحال الذاكرة، يصف بعض الأطباء المكملات الهرمونية أو غيرها من العلاجات لتخفيف الأعراض المؤقتة لانقطاع الطمث.