في كلية العلوم السياسية، ينظر العديد من الطلاب بإعجاب إلى أستاذهم السابق قيس سعيّد، المرشح المستقل الذي تصدّر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية، معلقين آمالا على أن يحمل لهم التجديد الذي يحلمون به.
وتقول بلقيس (19 عاما) إن “العديد من شباب تونس” صوّتوا لسعيّد “تعبيرا عن رفضهم للنظام الحالي”.
وبلقيس طالبة في المعهد الذي درّس فيه سعيّد القانون الدستوري قبل أن يقرر دخول غمار السياسة والترشح للانتخابات الرئاسية مستقلا بدون دعم حزبي.
واستطاع أستاذ القانون الدستوري أن يتأهل للدورة الثانية في انتخابات رئاسية هي الثانية في البلاد منذ ثورة 2011، وحصد الأحد 18.4 في المائة من الأصوات.
وأظهر استطلاع للرأي قامت به شركة “سيغما كونساي” أن 37 في المائة من الفئة العمرية بين 18-25 عاما صوتت لسعيد، الذي قامت حملته الانتخابية على مجموعة من الشباب المتطوعين.
وتؤكد غفران البجاوي (20 عاما)، الطالبة في الكلية نفسها: “بالطبع انتخبته..هو أفضل المرشحين بالاحترام الذي يفرضه وبالأخص صدقه”.
وتعتبر بلقيس أن فوزه كان “ثورة صناديق”، لافتة إلى تميزه بالتواضع رغم أنها لا ترى أنه يتصف بملامح “رجل دولة”.
سمعة جيدة
وتتابع بلقيس: “يحظى بسمعة جيدة في الكليّة..لا تسمع عنه سوى الذكر الخيّر”.
عرف عن الرجل الملقب بـ”روبوكوب” (الرجل الآلي) أنه يتكلم العربية الفصحى بطلاقة، وكثيرا ما كان قريبا من طلبته ومن شباب الكلية، يصغي إلى مشاكلهم الخاصة بمظهر يوحي بالاستقامة والجدية المفرطة.
وعلى غرار العديد من الشباب التونسيين، تغيبت ابتهال كحلة (20 عاما) عن يوم الاقتراع الذي سجل نسبة مشاركة بـ49 في المائة، حسب هيئة الانتخابات، ولكنها وأمام مفاجأة سعيّد تؤكد أنها “لن تفوت الدورة الثانية وستنتخب سعيّد”.
ويقول الطالب مراد: “من حق الشباب أن يقصي النظام القديم ويبحث عن بديل”.
وأثرت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتدني الخدمات العامة على التونسيين بشكل واضح، وغاب نصف الناخبين تقريبا يوم الأحد الفائت، في حين انتخب مشاركون مرشحين يتقدمان على أساس أنهما “ضد النظام”.
وكانت نتائج الدورة الأولى بمثابة “زلزال انتخابي” كشف أن الناخب التونسي غير واثق تماما من خياراته السياسية للمرحلة المقبلة، وفقا لمراقبين.
حملة مقاطعة
ينافس قيس سعيّد، رجل الإعلام المثير للجدل نبيل القروي، الموقوف منذ أواخر غشت بتهم تتعلق بتبييض أموال وتهرب ضريبي؛ وقامت زوجته سلوى السماوي وقادة من حزبه “قلب تونس” بحملته بالوكالة.
ويرجح مراقبون أن ترتفع نسب التصويت لصالح سعيّد في الدورة الرئاسية الثانية المرتقبة في أكتوبر.
وأطلق مجموعة من الشباب المناصرين للأستاذ الجامعي حملة مقاطعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتلفزيون “الحوار التونسي” (خاص)، معتبرين أن القناة تهاجم مرشحهم.
وتقول موظفة فضلت عدم كشف هويتها: “يشنون حملة لمهاجمة الرجل ويتهمونه بأنه سلفي، وهذا غير صحيح”.
وفقدت الصفحة الرسمية للقناة على فيسبوك كثيرا من المشتركين فيها في يوم واحد، قدرت وسائل إعلام محلية عددهم بنحو مليون.
وكتب مدير القناة سامي الفهري رسالة نشرت على صفحة “الحوار التونسي”، قال فيها: “جزيل الشكر لفريق مواقع التواصل الاجتماعي لقيس سعيّد…لقد حطمتمونا، أنتم حقا أقوياء”.
في المقابل يرى مؤنس بكارة الذي كان طالبا عند سعيّد: “ستزيد هذه الهجمات من حظوظه في الدورة الثانية. سيكون رئيس تونس وأنا فخور جدا بذلك”.