أحمد محارم / نيويورك
نحاول جاهدين، كلٌ مِنَّا بقدر معرفته وإستطاعته، أن نكون سفراء لبلدنا الحبيب مصر من خلال تواجدنا في الخارج، ولاتوجد وصفة سحرية يمكن أن نتبعها أو بوصلة تهدي الحائرين من أصحاب النوايا الطيبة. وتتجلى مظاهر إهتمامنا وحرصنا خلال المناسبات التى تجعلنا نقدم أجمل ما لدينا من عطاء تجاه وطننا الأم آخذين فى الإعتبار إننا متواجدين على أرض أمريكا التي إحتضنت كافة العروق والجنسيات، وصار الجميع داخل بوتقة مثلت نموذجاً جيداً للتعايش والإنفتاح. ونحن فى حالة إندماج وإنبهار بهذا النموذج ونحاول جاهدين أن يكون لدينا توازن بين الذى نريده والذى نستطيعه، كانت ومازالت لنا محاولات البعض منها جاد والبعض الآخر يحتاج لمزيد من النضج. ولكن يظل الهدف العام والمُعْلَن منا جميعاً هو أننا نحب بلدنا مصر ونتمنى أن نَرُد لها الجميل ولكن الكل ينظر للأمور من وجهة نظره أو تراكم خبراته.
فى الأسبوعين الماضيين سعدنا كالعادة بتواجد رئيس بلدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركته فى فعاليات الدورة الـ٧٤ للجمعية العامة للأمم المتحدة التى ألقى فيها كلمة مصر، وأيضاً – وهذا هو الأهم – اللقاءات الثنائية التى عقدها مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورؤساء آخرين، فضلاً عن شخصيات هامة فى المجتمع الأمريكي والدولي. وكُنَّا مهتمون كالعادة نحن أبناء الجالية المصرية على أرض أمريكا بهذه الزيارة ونود أن يرانا العالم من خلال بعض الفعاليات التى نأمل من خلالها أن يكون لنا دوراً ملموساً فى دعم رئيسنا وإظهار الوجه الحضاري لشعبنا المصري، وأيضاً إشراك الجانب الأمريكي بما يمثله من مجتمع مدني وشخصيات عامة وإعلاميين في أن تكون مصر فى صدارة إهتمامهم ودعمهم.
وتنوعت الفعاليات في أماكن كثيرة بولايتَي نيويورك ونيوجيرسي مثل التَجَمُّع الذي تواجد لإستقبال الرئيس عند وصوله إلى مقر إقامته ثم التواجد أمام مقر الأمم المتحدة عند توقيت إلقاء الرئيس لكلمة مصر أمام العالم أجمع. كما كانت هناك فعاليات أخرى لا تقل أهمية متمثلة فى عقد ندوات ولقاءات، منها ما قَدَّمَهُ الدكتور مايكل مورجان من خلال مؤسسته “النبض الأمريكي للإعلام والعلاقات العامة” تحت عنوان: “العلاقات المصرية الأمريكية بين الواقع والتحديات” في ليلة مصرية إحتضنتها قاعة نقابة محامي نيويورك بمشاركة شخصيات عامة مصرية وأمريكية وبحضور السفير الدكتور/ هشام النقيب، قنصل عام مصر بمدينة نيويورك، حيث ألقى كلمة شاملة ومعبرة عن سر قوة هذه العلاقة ومدى إستمرارها. وجدير بالذكر أنه قد تم نقل ذلك الحدث إلى المشاهدين من خلال برنامج “النبض الأمريكي” الذى أذيع على قناة القاهرة والنَّاس.
هذا بالإضافة إلى إجتماع أبناء الجالية وتواجدهم فى مقر إقامة الرئيس بفندق كراون بلازا؛ وحفل العشاء الذي دعا إليه الدكتور/ حسام عبد المقصود رئيس المؤسسة المصرية الأمريكية على شرف الإعلاميين والشخصيات العامة؛ والمؤتمر الذى نَظَّمه الدكتور/ أشرف عشم الله والدكتورة/ نادية هنرى والأستاذ/ عماد جاد والأستاذ/ خالد شعبان والنائب/ حسين أبو جاد؛ ومؤتمر الهيئة القبطية الإنجيلية؛ والنادي الثقافي المصري وغيرها من إجتماعات ضمت حوارات أبناء الجالية مع نواب البرلمان المصري والإعلاميين. وهناك أيضاً الندوة الهامة التي نَظذَمَهَا المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية “ECSS” بمشاركة مع مركز دراسات الشرق الاوسط بواشنطن العاصمة عن حاضر ومستقبل العلاقات بين البلدين بحضور ومشاركة نُخْبَة من المتخصصين فى النواحي الإقتصادية والإجتماعية. تحدثت في تلك الندوة الدكتورة/ غادة والي وزيرة التضامن الإجتماعي، وعرضت على الحاضرين الجهود التي قامت بها الدولة فى مجال الخدمات الإجتماعية. وكانت تعليقات الحاضرين تدور حول لماذا لم يقم الإعلام المصري على نقل هذه المعلومات الهامة للشعب حتى يدرك مدى ما قامت وتقوم به الدولة المصرية من خطوات جادة نحو الإصلاح الإقتصادي والإجتماعي.
ويجدر الذكر أيضاً أن الوفود الإعلامية والشخصيات العامة وأعضاء مجلس النواب قد قاموا بتلبية دعوات أبناء الجالية المصرية فى نيويورك ونيوجرسي، وتحاوروا مع أبناء الجالية لساعات طويلة تم فيها تَبَادُل الآراء حول ما يهم أبناء مصر في الخارج، وكيف يمكن أن تكون هناك قنوات مفتوحة للتعاون من أجل الإستفادة من كل الطاقات والقدرات المصرية المقيمة في الخارج. وتمَيَّزَت تلك اللقاءات بالموضوعية والشفافية حيث كانت هناك وعود بنقل كل ما دار من نقاط أثيرت في تلك الحوارات إلى المسئولين المصريين والتواصل مع أبناء الجالية حولها.
بالتأكيد هناك من لم يكن متواجداً أو مشاركاً على الأرض، ولكن كانت له آراء طُرِحَت من خلال إبداء وجهات نظر بالحديث أو بالمتابعة والكتابة، حيث تمَنَّى الدكتور ياسين العيوطي أن يكون لجاليتنا المصرية تأثيراً قوياً وفاعلاً بشكل أو بأسلوب آخر غير تقليدي؛ مشيراً إلى أن الجالية الهندية إستطاعت أن تنظم لقاءً خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي حضره عدداً كبيراً من أبناء الجالية الهندية وشاركهم بالحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف الدكتور العيوطي أنه من الممكن خلال زيارات قادمة أن نجتهد ونعمل على أن يكون هناك لقاءً مُوَسَّعاً بين أبناء الجالية المصرية والرئيس السيسي الذى نحبه ونقدره ونعتز بكل ما قدمه وعمله من أجل مصر فى ظل تحديات صعبة.
في رأيي الخاص، أن كل تلك الفعاليات سيكون لها مردود فاعل ومؤثر فى توضيح الصورة الحقيقية للعلاقات المصرية الأمريكية. لذلك، نأمل جميعاً مع كل التقدير والإعزاز للجميع أن نحاول ولو حتى مرة أن نجمع جهودنا الكبيرة ونوايانا الطيبة تحت مظلة عمل كبير يجمعنا ويكون بحجم وقيمة جاليتنا المصرية ويليق ببلدنا صاحبة أقدم وأعظم حضارة. أعتقد انه من الممكن ومن النافع والمفيد لنا جميعاً.