تقول كاتبة أميركية بواشنطن بوست إن من الواضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يرغب في الاستمرار بالرئاسة بعد الآن، استنادا إلى سلوكه السياسي ومعرفتها بشخصيته.
واستهلت نانسي غيبس مديرة تحرير مجلة تايم سابقا ومديرة مركز شورنستاين للإعلام والشؤون السياسية والسياسات العامة بجامعة هارفارد، مقالها بأن هناك الكثير مما لا يروق لترامب في المنصب ويدفعه للجلوس طويلا أمام التلفزيون بدلا من الاهتمام بالواجبات الرئاسية.
وقالت إن الواجبات الرئاسية تشمل عددا غير محدد من الأشياء التي يرغب في تحاشيها، مثل: مصافحة الأيدي “الملوثة بالجراثيم”، وحديث الخبراء العارفين أفضل منه، والجلوس دون حركة لفترات طويلة، والتعرض للانتقاد مهما فعل، وإظهار التعاطف مع الآخرين، وغير ذلك.
كراهيته المنصب
وبحسب الكاتبة فقد ذهب ترامب بعيدا في إعادة تشكيل دور الرئيس، فقد: أقال الخبراء، وتخلص من جدول أعماله، وزاد ساعات لعبه الغولف؛ أما إقامة الحملات الدعائية فهي أمر ممتع له. والدليل الأقوى على كراهيته للمنصب هو ضآلة ما ينفقه من وقت في ممارسة مهامه الرسمية.
وكشفت غيبس أن ترامب رد على سؤال لها قبل أسابيع من توليه منصبه رسميا، بما يوحي بأنه كان يخشى ألا تروق له الرئاسة، إذ سألته إن كان بإمكانها مقابلته في البيت الأبيض للوقوف على حاله وهو يمارس مهام منصبه، فقال لها: “لكن… ماذا سيكون إذا لم يرق لي الأمر؟”.
وتحدثت الكاتبة عن أن رؤساء سابقين كشفوا عن امتعاضهم من ممارسة مهام الرئاسة. ونسبت إلى هاري ترومان وصفه للبيت الأبيض بأنه “سجن أبيض كبير”، وإلى بيل كلينتون وصفه للرئاسة بأنها “العقوبة الكبرى في نظام العقوبات الفدرالي”، مضيفة أن معظم الرؤساء يتحملون بصبر ثقيل القرارات الصعبة، وخيارات الحياة والموت، وتضارب القيم والرؤى، ويعيشون مع النتائج السيئة لبعض القرارات ويبحثون عن العزاء أينما كان، بما في ذلك مواساتهم من قبل سابقيهم من الرؤساء.
ما ساعده على الصبر
وترى الكاتبة أن ترامب ظل يهرب من ضغط مهام الرئاسة بعدم القيام بهذه المهام وإهمال حتى أجندته، باستثناء تمجيده المستمر لذاته. وقد كان انخفاض معدل البطالة إلى مستويات قياسية، والازدهار المستمر لسوق الأسهم، والتغيير في السلطة القضائية، من اللحظات المريحة التي ساعدته على الصبر، لكن من السهل افتراض بدء العد التنازلي من الآن مع قضايا أوكرانيا وأكراد سوريا.
ويتضح ذلك من تغريداته الغاضبة وإشفاقه على ذاته وتصاعد ألفاظه النابية على تويتر.
وتستمر غيبس لتقول إن ترامب سيستنتج -بوعي أو دون وعي- أن عزله هو أقل الخيارات السيئة للهروب من السجن الكبير، فالاستقالة هي خيار التائبين، والهزيمة في 2020 هي خيار الخاسرين وهي الأسوأ، أما عزله بواسطة الكونغرس فسيتيح له فرصة إدانة الدولة العميقة والهجوم على من خذلوه في الكونغرس وطعنوه من الخلف، ويحافظ على علاقته بعشيرته القريبة من آل ترامب، ويمكنه من مغادرة العاصمة وإطلاق عمل إعلامي للتنافس مع فوكس نيوز التي ستصبح بالنسبة له أكثر رقة من أي وقت مضى.
وتضيف الكاتبة: إن الإقالة ستتيح له القتال، ووصفها بأنها مزورة وغير عادلة وغير شرعية وانقلاب.
وختمت غيبس مقالها بالسؤال عن علامات قرب الهروب، قائلة إن من هذه العلامات أن ينزل جاريد كوشنر وإيفانكا إلى مانهاتن، ويصدر ترامب أمرا تنفيذيا بإعادة تسمية مطار ريغان القومي بمطار ترامب القومي، ويقيل وزيرة النقل إلين تشاو ويبدأ حملة شعواء ضد ميتش ماكونيل في كنتاكي، ويركل جروا في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض أمام الكاميرات.
المصدر : واشنطن بوست