التزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم السماح لجهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية” بمغادرة شمال سوريا حيث تدور معارك تقودها تركيا ضد الأكراد، بعد أن أعربت دول أوروبية عن مخاوفها من فرار الإرهابيين من السجون التي احتجزهم فيها الأكراد. أما منظمة هيومن رايتس ووتش فقد أعربت عن مخاوفها من نقل الجهاديين إلى العراق حيث قد يواجهون محاكمات غير عادلة.
تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مقال نشر الثلاثاء في صحيفة “وول ستريت جورنال”، بعدم السماح لأي من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” بالفرار من شمال شرق سوريا، حيث يقود الجيش التركي هجوما ضد القوات الكردية.
وجاء في هذه الصحيفة على لسانإردوغان “سنضمن ألا يغادر أي مقاتل من تنظيم “الدولة الإسلامية” شمال شرق سوريا”.
وسعى الرئيس التركي إلى طمأنة الدول الغربية التي أعربت عن قلقها من احتمال عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى الواجهة وفرار عناصره المحتجزين لدى وحدات حماية الشعب الكردية المستهدفة في الهجوم الذي شنته أنقرة منذ الأربعاء.
وقال إردوغان “نحن على استعداد للتعاون مع الدول التي ينتمي إليها (المقاتلون) ومع المنظمات الدولية لإعادة تأهيل نساء وأطفال المقاتلين الإرهابيين الأجانب”.
واتهمت أنقرة الاثنين القوات الكردية بإطلاق سراح عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المحتجزين لديها عمدا في مسعى “لنشر الفوضى” في المنطقة.
هيومن رايتس ووتش تحذر من نقل الجهاديين إلى العراق
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الدول الأوروبية من نقل المئات من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” من سجون المقاتلين الأكراد في سوريا إلى العراق.
وأعربت المنظمة عن قلقها من أن بعض الدول الأوروبية التي لا تريد استعادة مواطنيها المشتبه بهم تسعى لنقلهم إلى العراق، بعدما أثار هجوم بدأته أنقرة قبل نحو أسبوع ضد المقاتلين الأكراد في سوريا خشيتها من أن يستطسع هؤلاء الفرار من السجون.
وقالت بلقيس والي، الباحثة في شؤون العراق لدى المنظمة “بالنظر إلى سجل العراق في المحاكمات غير النزيهة، يجدر بالدول الأوروبية عدم الدفع بالجهود لنقل مواطنيها” إلى العراق لمحاكمتهم.
واعتبرت أن أي حكومة تدعم هذه الخطوة، “من دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تعرضهم لخطر التعذيب أو لمحاكمة مزيفة أو الإعدام، تكون بذلك تساهم في انتهاكات جدية”.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية قد أعلنت الثلاثاء أن منظمات الإغاثة الدولية أوقفت عملها وسحبت موظفيها من شمال شرق سوريا محذرة من التداعيات الإنسانية لذلك، بعد أسبوع من بدء تركيا وفصائل سورية موالية لها هجوما ضد المقاتلين الأكراد.
وقالت الإدارة الذاتية في بيان “ازدادت الأوضاع الإنسانية التي يتعرض لها أهلنا النازحون من المناطق التي طالها العدوان سوءا، وسط انقطاع تام للمساعدات الإنسانية وقيام جميع المنظمات الدولية بإيقاف عملها وسحب موظفيها من مناطق الإدارة الذاتية”.