هل كانت مصادفة ان أكون احد جمهور الحاضرين لصلاة الجمعة بالمركز الاسلامى فى وسط مانهاتن بمدينة نيويورك حيث كانت خطبة الامام الدكتور احمد دويدار امام المركز الاسلامى بوسط مانهاتن منبثقة من الآية الكريمة فى سورة المؤمنون “قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون” .
لم تكن المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التى يتفاعل فيها بجهد ملحوظ ومشكور امام المسجد مع الأحداث التى تدور حولنا وكيف نتعامل معها بالعقل والحكمة حيث كانت الخطبة كالعادة باللغتين العربية والإنجليزية نظرا للحضور المشهود له بالكثافة العديدة والنوعية نظرا لموقع المسجد جغرافيا ولما يتمتع به القائمون عليه من قدرات خاصة فى التعامل مع المجتمع المحيط بهم مما اكسب المكان ومن يقوم على ادارته من مصداقية شهد بها المجتمع الامريكى حيث تواجد فيه وعلى مدى العديد من المناسبات شخصيات أمريكية هامة ومنهم عمدة نيويورك والذى حضر وتحدث عن مدى دعمه للجالية المسلمة بوصفه حاكما للمدينة والعديد من الحوارات والتى جمعت ابناء الاديان الإبراهيمية فى حوارات جادة عبرت عن القيم المشتركة والداعية للسلام والمحبة .
تناولت الخطبة بالشرح المبسط وبالامثلة كيف ان ديننا الاسلامى الحنيف ومنذ هبوط الوحي على سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم كان حريصا على تحديد الهدف وإنارة الطريق حيث ان الرسالة كانت ولازالت وسوف تظل بفضل المولى عز وجل صالحة لكل زمان ومكان .
وهذا هو المضمون الذى كانت قد تناولته خطبة الجمعة من حيث الفلاح او النجاح لان الفوز مشروط بأعمال محددة والصلاة كما وضح لنا الامام انها اوسع واشمل من مفهوم الصلوات الخمس والتى فرضت على العباد بل انها قد شملت أيضا صلاة البشر والنَّاس ببعضهم البعض فى المجتمعات وفى أمور حياتهم الدنيا والمهم أيضا كيف يكون الانسان فى تعاملاته بعيدا عن اللغو فى الأحاديث وما هى العواقب الوخيمة التى يتعرض لها الأفراد والمجتمعات من جراء اهدار الوقت والجهود فى ما لا طايل من وراءه وان الأكاذيب والروايات الملفقة قد تؤدى الى الاحتقان واثارة الفتن وبدلا من ان ينشغل الأفراد والمجتمعات بما هو مفيد ونافع نجد ان البعض عن حسن او سوء نية يجد نفسه ضحية لبعض الأفكار المغلوطة والتى ينعكس مفهومها على الفرد والمجتمع عامة
مسالة التواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعى قد فتحت أبوابا كثيرة للإثارة والفتنة ومضيعة للوقت والجهود وأحرقت خصوصيات أفراد ومؤسسات بشكل غير مسبوق ومن هنا كانت الخطورة
والقران من الف واربعمائة عام قد حذرنا من حروب الجيل الرابع
خطبة الجمعة كانت متسقة مع الواقع الذى نعيشه والمشكلات التى يتعرض لها الانسان المسلم أينما كان ومن هنا فان الصورة التى عشناها فى صلاة ااجمعة جعلتنا نقول
هذا هو الاسلام وهكذا تكون المساجد
الشكر والتقدير للأمام الدكتور احمد دويدار امام المركز الاسلامى بوسط مانهاتن
احمد محارم