قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام، الثلاثاء، إن المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من أزمة سد النهضة المتنازع عليه مع مصر، وذلك خلال جلسة استجواب في البرلمان.
وخلال الجلسة، واجه آبي أحمد تساؤلات من النواب بشأن سد النهضة، فقال رئيس الوزراء الإثيوبي: “يقول البعض أمورا عن استخدام القوة من جانب مصر. يجب أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد”.
لكنه عاد ليؤكد أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
وتأتي تصريحات آبي قبل يوم من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش قمة روسية- إفريقية في مدينة سوتشي الروسية.
وكانت مصر أعلنت، في وقت سابق من هذا الشهر، أن محادثات سد النهضة انهارت.
وتبلغ تكلفة السد 5 ملايين دولار، وهو الأكبر في إفريقيا، وقد استكمل بناء نحو 70 في المائة منه، ويتوقع أن يمنح إثيوبيا الكهرباء التي تحتاجها بشدة.
وفي المقابل، تخشى مصر تقليص حصتها من مياه النيل بعد بناء السد، وألا يكون أمامها خيارات، وسط مساعيها لحماية مصدرها الرئيس من المياه العذبة.
جائزة نوبل
وفي وقت سابق من هذا الشهر، مُنح آبي (43 عاما) جائزة نوبل للسلام بسبب إصلاحاته السياسية الواسعة، ولإبرامه اتفاق سلام مع إريتريا بعد توليه منصبه العام الماضي.
وأمام البرلمان، دافع آبي عن فوزه بالجائزة بعدما قال البعض إنه لا يستحقها، ورد قائلا: “بعض الأشخاص يجدون صعوبة في تقبل فوزي بجائزة نوبل للسلام. هي منحت بالفعل لآبي، ولن تؤخذ منه. هذه قضية منتهية”.
وأضاف “الآن يجب أن يكون تركيزنا على كيفية تحفيز شباب آخرين على الفوز بالجائزة. الناس سيستمرون في التفكير في تلك القضية، وهي مضيعة للوقت.”
تحديات أخرى
كما تحدث رئيس الوزراء عن التحديات الكبيرة الأخرى في إثيوبيا، حيث تتزايد التوترات العرقية الدامية، ويتصرف الناس الذين رزحوا يوما تحت القمع من منطلق عداوات قديمة، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، ونزوح أكثر من مليون شخص في أكبر تحدي حتى الآن لحكم آبي.
ويحذر بعض المراقبين من أن الاضطراب يمكن أن يتزايد قبيل انتخابات العام المقبل في مايو.
وفي هذا الشأن، أخبر آبي النواب أنه يأمل في إجراء الانتخابات وفقا للموعد المحدد، كما أشار إلى أن عملية بلا أخطاء ليست هي الهدف، بعدما سبق وأن تعهد بأن تكون الانتخابات نزيهة وحرة.
وقال رئيس الوزراء: “تمت الموافقة على ميزانية قياسية، وشكل كيان انتخابي، لضمان الاستقلال قدر الإمكان. هناك بعض الأصوات التي تدعو لتأجيلها لكن هذا غير مقنع،” مضيفا أن العملية الديمقراطية لا يمكن تأجيلها خوفا من العنف الانتخابي.
وتابع آبي “الحكومة مستعدة لتسليم السلطة إلى أي شخص يخرج فائزا.”
وردا على أسئلة عن العنف العرقي المستعر في الدولة الواقعة شرق إفريقيا، قال إن “هناك أفراد وجماعات تحاول البقاء متواجدة عبر السنين بتأجيج العنف بين الناس. ويجب أن ينتبه الشباب ويواجهونهم.”
وأعرب عن أمله في أن يهدأ الوضع قريبا.