أهداف التنمية المستدامة والتى أعلنت عنها الامم المتحدة وتتمثل فى ١٧ هدفا يجرى العمل على تحقيقها بحلول عام ٢٠٣٠ ومنها القضاء على الفقر
وبدا اهتمام المنظمة الدولية ومؤسساتها بموضوع الفقر منذ قرابة ٣٢ عاما وجرت دراسات عديدة ميدانية فى كافة بقاع العالم للتعامل مع هذه القضية الهامة والخطيرة
وعرفنا ان خط الفقر يعنى ان المواطن يحصل على دولارين فقد يوميا على المستوى العالمىً بينما وجدنا ان خط الفقر بالولايات المتحدة الامريكية يكون ٦ دولارات يوميا وهل يتصور احدا من الناس ان امريكا بجلالة قدرها يوجد لديها ٣٥ مليون مواطن يعدون من الفقراء
الأرقام احيانا تكون صادمة ومعبرة عن الواقع الغريب الذى يعيشه عالمنا المعاصر فهل يعقل ان ربع سكان الكرة الأرضية ينعمون بما قيمته ثلاثة ارباع الثروات المتاحة وهم غالبا سكان امريكا وكندا واوربا بينما يعيش البشر فى ثلاثة ارباع كوكب الارض على ربع الموارد او الثروات المتاحة
ومع كل الجهود والدراسات التى تمت من اجل القضاء على الفقر نجد ان الواقع يشير للأسف الشديد الى ان اخفاقا قد حدث بحيث اننا لم نوفق فى القضاء على الفقر بل الملاحظ ان عدد الفقراء فى ازدياد
فى مجتمعاتنا العربية وهى غنية فى موارها الطبيعية لوحظ خلال السنوات العشرة الاخيرة ان عدد الفقراء والذى كان فى حدود ثلاثين بالمائة من تعداد السكان قد قفز الى أربعين بالمائة من عدد السكان
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة هو لماذا تدهور الوضع وان استمراره بهذا الشكل يشكل خطورة على السلم الاجتماعى والأمن على مستوى العالم
الفقر هو احد اهم أسباب التطرّف والعنف وموضوع التكافل الاجتماعى ليس ترفا بقدر ما هو غاية او هدفا ساميا لضمان سلامة الأفراد والمجتمعات
قد ان الاوان من اجل اعادة النطر فى هذا الموضوع الهام لان البعض يتحدث الان متهكما من اننا فى محاولاتنا القضاء على الفقر فاننا قضينا على الفقراء قبل ان نقضى على الفقر