بمناسبة مرور عام كامل على بدء أنشطة وفعاليات الصالون الثقافي العربي الأمريكي فى ستاتن آيلاند-نيويورك، تم توجيه الدعوة للدكتور/ يس العيوطي ليلتقي بأعضاء الصالون وضيوفه فى بداية عامهم الثاني. ولقد لبَّى الدعوة والتقى بالحاضرين الذين اهتموا وحرصوا على الوجود مبكراً من أجل الإستماع للضيف الكريم والتَعَرُّف عليه عن قُرب.
وكعادته، وهو المحامى الدولي القدير والخبير القانوني بالأمم المتحدة والأستاذ المحاضر بالجامعات الأمريكية، بدأ الحديث بتعريف الحاضرين بشخصه ورحلته مع الحياة، وكيف أن مشواره من مصر إلى أمريكا وبلداناً عديدة ربما كان قَدَرِيَّا، وأن الصدفة لعبت أدواراً كثيرة وهامة فى حياته، وأنه يسعد كثيراً بأن يُشْرِك الأجيال الجديدة معه من أجل التواصل وأن يعم الخير على الجميع.
نشأ د. العيوطي فى محافظة الشرقية بمصر وسط أسرة اهتمت بالتعليم والثقافة، وكان والده عالماً أزهرياً حرص على أن يتيح له فرصة تعلم اللغات الأجنبية فى سن مبكرة مما جعله الآن يجيد أربع لغات. وعندما أنهى مراحل التعليم فى مصر، عُرِضَت عليه وظائف فى مجال التدريس بعدة أماكن بالداخل المصرى وأيضاً بالسودان؛ ولكن طموحاته كانت أكبر في أن يرى العالم إنطلاقاً من أمريكا حيث كانت البداية.
وفي شهر أغسطس من عام 1952، وَدَّعَهُ والده وهو يستقل الباخرة من ميناء الإسكندرية فى طريقه إلى نيويورك، وكان كل ما يحمله في جيبه مبلغ 58 دولاراً. وحالفه الحظ، فأتيحت له فرص عظيمة للإحتكاك بالمجتمع الأمريكي. فامتثل لنصائح والده الذي قال له: “عِشْ كما يعيشون”، وحقاً فعل. فعندما إندمج مع الأفراد فى المجتمع الأمريكي، رأى الدنيا على حقيقتها وعمل فى أعمال ووظائف لا حصر لها؛ وربما كان ذلك سبباً مباشراً في النجاح والتميز الذى وصل إليه. فلم يكن غريباً أن يعمل مترجماً فى الأمم المتحدة نظراً لقدراته غير العاديه على إجادة اللغات، ثم اقترب من بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة واستفاد من الخبرات المتراكمة للدبلوماسية المصرية، والتحق بأشهر الجامعات الأمريكية ودرس القانون، بل وأصبح أستاذاً ومدرساً بذات الجامعة.
ثم أتيحت للدكتور العيوطي عدة فرص للسفر حول العالم فى مهمات رسمية بتكليف من إدارة الأمم المتحدة؛ كما أرسلته وكالة أسوشيتد بريس الإخبارية العالمية للدفاع عن أحد مراسليها إعتُقِل في العراق إبَّان فترة الغزو الأمريكي لبغداد. واستطاع د. العيوطي بكل مهنية وحرفية أن ينقذ من كان محكوماً عليه بالإعدام ظلماً، وكانت تجربة رائعة صنعت له إسماً بَرَّاقاً فى مجال العدالة وحقوق الإنسان.
جدير بالذكر أن الدكتور يس العيوطي قد أصدر 12 كتاباً باللغة الإنجليزية، وتوزع من خلال أمازون. بعض عناوين تلك الكتب كانت:
• مصر الحديثة من الفوضى إلى الدولة القوية
• وجهات نظر عن مصر والإسلام، وعن حقبة ترامب السوداء
• وجهات نظر عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر
• عِش كما الآخرين، قصة مهاجر
• الحرب على الجهاديين من خلال الفكر
• الإسلام الحديث والثورة الاسلامية
إنضم د. العيوطي إلى مجلس الحكماء أو بيت العيلة المصري بتزكية من الدكتور/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف، كما شارك فى “مؤتمر نصرة القدس” الذى عقد بالقاهرة فى يناير 2018، وألقى فيه كلمة هامة أمام جمع كبير ومتميز كان لها أثراً جيداً فى إظهار الوجه الحقيقي للإسلام والمسلمين.
وعندما أتاح الفرصة لأعضاء الصالون الثقافي الحاضرين لكي يوجهوا إليه الأسئلة التي تدور في خلدهم، صال وجال في حديثه بما لديه من معلومات غزيرة وحجج وأساليب مبهرة. ومر الوقت كالعادة بسرعة رهيبة، وأعلن الحاضرين عن أمنيتهم بأن يلتقوا بالدكتور مرة اخرى من أجل مناقشة ما تضمنته كُتُبه من مواضيع هامة، ووعد بإجابة طلبهم في تحديد موعد لاحق مناسب.
والأهم كان تعليق الدكتور العيوطي على الصالون والفعاليات بأنه قد سعد بوجوده وسط جمع متميز من أبناء الجالية المصرية والعربية لديه هذا الإهتمام بالفكر والثقافة، وأنهم يقدمون عملاً جاداً ومتميزاً يستحق الإشادة به، ووعد بأن يكون أحد الداعمين لأنشطة الصالون الثقافي العربي الأمريكي.
ندوه رائعه للأستاذ الدكتور ياسين العيوطي استمتعنا بحلو الحديث وسلاسته وعمق الفكر وروعته وتعلمنا من تجربته واستفدنا بخبرته. تحيه له وللقائمين علي هذا الصالون الثقافي وجميع الحضور والمتابعين. وشكرا جزيلا لرؤية نيوز علي التغطية الإعلامية الشاملة لكل ما يحدث في الجاليه المصرية والعربية بنيويورك.
د. جمال موسي